شاهد من العصر الحلقة الثانية

 

في الحلقة الأولى تحدث لنا البروفيسور محمد علي الفرا عن مكان ميلاده وطفولته ومدرسة الإمام الشافعي  حيث أختير ليكون أحد طلابها بعد أن أكمل الصف السابع، ومن ثم تحدث عن جامعة "فؤاد الأول"  -جامعة القاهرة- ومنها ومن كلية الآداب تحديدا تخرج عام 1954، ليعود إلى خانيونس كمدرس وكمؤسس لمنهاج المجتمع الفلسطيني، وأخيرا تحدث عن توقيعه للعقد مع البعثة التعليمية السعودية. خلال هذه الأحداث كان هناك المعلومات التاريخية القيمة عن بعض الأحداث التي وقعت خلال تلك الفترة. اليوم نلتقي وإياكم مع الحلقة الثانية والتي تركزت الأسئلة فيها عن رحلته للعمل بالسعودية ومن ثم الكويت. الكثير من الأحداث هامة وقعت خلال هذه الفترة، نترككم للتعرف عليها:

 

غادرت القطاع في شهر أغسطس عام 1956 وركبت القطار من محطة خان يونس الى القاهرة ومنها بالقطار الى مدينة السويس حيث ركبت الباخرة المسماة التالودي المتجهة الى جدة ولكنها توقفت بعض الوقت في ميناء بورسودان فاغتنمتها فرصة للتجول في المدينة والتعرف على اهم معالمها.

 

وصلت جدة وقضيت وقتا في استراحة وزارة المعارف ثم قابلت مدير المنطقة التعليمية الاستاذ عبدالله بوقس الذي عينني مدرسا بمدينة الملك سعود العلمية والتي يتعلم فيها أبناء الأمراء والتجار والوجهاء السعوديون وقد خُصِّصَت لي مع بعض الزملاء سيارة خاصة لذهابنا للمدرسة صباحا وعودتنا الى مساكننا مساء.

 

كانت المدينة العلمية تقع في اجمل موقع في مدينة جدة. وكان من أبرز تلاميذي آنذاك الأميرين محمد وسعود أبناء الأمير فهد بن عبد العزير و كان آنذاك وزيرًا للمعارف ثم اصبح ملكا بعد وفاة أخيه خالد. وكانت علاقتي بالأميرين قوية وكثيرا ما وجها الدعوة لي لزيارتهما بمنزلهما والتعرف على والدهما.

 

ومن تلاميذي من أبناء الوجهاء أذكر أبناء بترجي أصحاب ووكلاء شركات الأدوية وآل جمجوم وآل نصيف، وزرت عميدهم العلامة عبدالله نصيف. وتعرفت على شخصية سعودية له علاقة قوية بالامير محمد بن عبدالعزير وقال بأنه سيرشحني لأكون وزيرا للامير محمد، اي مدير اعماله، كنت الى جانب عملي في التدريس ألقي احاديث أدبية فى الاذاعة واكتب مقالات في الصحف وفي المجلات المعروفة ومنها "المنهل" لصاحبها الاستاذ عبدالقدوس الأنصاري سكرتير رئاسة الوزارة انذاك ومجلة قافلة الزيت ورئيس تحريرها الاستاذ شكيب الاموي -وأصله من مدينة صفد بفلسطين- وقد رافق دخول قوات من الجيش السعودي واشترك مع الجيش المصري في حرب فلسطين عام 1948.

 

مع اقتراب العام الدراسي على الانتهاء استدعاني مدير منطقة جدة التعليمية الاستاذ عبدالله بوقس والذي اصبح وزيرًا لشؤون الحج فيما بعد. بعد ترحيبه بي بادرني بالسؤال: هل تحب التعليم؟ فأجبت قائلا بأنني لا أحبه مهنة ولكنني أحبه كرسالة، فقال: كيف؟ ارجو ان تفصح. قلت لا أحبه كمهنة لانه كما يقول المثل الانجليزي:" فانه من لا يعمل يستطيع ان يدرس"، ولذالك فاني أرى بأن مهنة التعليم انحدرت ولا أقول انحطت ولم يعد للمدرس الاحترام والتقدير الذي كان يحظى به المدرس في السابق. أما بأني احبه كرساله ترتبط بالأمانة. والأمانة أسمى ما في الوجود وللاسف حملها الانسان وحده بينما رفضت السماوات والارض حملها حينما عرضها الله عليها , والله سبحانه وتعالى يقول : (إنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) [الأحزاب: 72]. وبقبول الانسان الأمانة ظلم نفسه لانه لم يدرك عبئها. إن المدرس الذي ينظر الى التعليم على انه رسالة ذات أمانة فانه يقترب من الرسل والأنبياء الذين هم معلمو البشرية ولذلك قال أمير الشعراء أحمد شوقي في تقدير المعلم آنذاك:

 

قف للمعلم وفه التبجيلا     كاد المعلم أن يكون رسولا

 

قال بوركت يا أستاذ.... لقد استدعيتك لكثرة ما سمعته من ثناء عليك واني اود ان تبقى عندنا وسنسند لك وظيفة تربوية مرموقة، وقد علمت انك لا ترغب في تجديد عقدك فهل عرضي هذا يغريك بالبقاء؟ فقلت له  أشكرك واني لأشعر بالاعتزاز بأن اسمع منك هذا واني آمل ان استحقه ولكنني مضطر للعمل في الكويت لان خطيبتي قد سبقتني للعمل فيها، وأنا على قناعة بأنك تبارك جمع شملنا. فقال أتمنى لك السعادة ولكننا سنخسرك، وعلى كل حال فاننا نرحب بك لو عدلت عن رأيك.

 

حينما انتهى الفصل الدراسي سافرت الى القاهرة بالطائرة وانتظرت عودة خطيبتي من الكويت لنسافر معا الى قطاع غزة لنقضي عطلة الصيف بين الاهل والتعرف على أحوالهم بعد جلاء اسرائيل عنه في مارس 1957، وكانت قد احتلته في أثناء العدوان الثلاثي على مصر في أكتوبر 1956.

 

في اثناء قضاء عطلة الصيف مع الاهل في خان يونس تعاقدت مع البعثة التعليمية الكويتية للعمل في التدريس بامارة الكويت والتي لم تكن قد حصلت على استقلالها بعد، مما يتطلب تقديم كتاب التعاقد الى القنصلية البريطانية في القاهرة لتمنحنا بموجبها فيزة (تأشيرة) دخول الى الكويت.

 

في الاسبوع الاول من شهر سبتمبر 1957 غادرت القطاع الى القاهره ومنها أقلعت بنا طائرة مصرية الى الكويت. ولما نزلنا من الطائرة وجدنا سرادقا كبيرا وممثلين من وزارة المعارف في استقبالنا فرحبوا بنا وأخذوا جوازات سفرنا لاجراء  اللازم عند موظف جوازات المطار وطلبوا منا الاسترحة في السرادق حيث قدم لنا الساعي المرطبات ثم اقداحا (استكانات) من الشاي.

 

بعد استراحة قليلة ركبنا الباص الذي كان في انتظارنا وأوصلنا الى مكان بثانوية الشويخ أعد خصيصا للضيافة والتي استمرت ثلاتة أيام، وفي اثنائها نكون قد استأجرنا لنا سكنا، وكانوا قد اعطونا سلفة نقدية لهذا الامر ونحن في سرادق المطار.

 

     من الاساتذة الذين حضروا معي للعمل في الكويت أذكر الاستاذ كامل مصطفى اللحام وجرير نعمان القدوة ابن عم ياسر عرفات وزوج شقيقته، وقد درسني هو وكامل اللحام بمدرسة خان يونس الابتدائية. وحضر في العام نفسه الدكتور أمين سليم الاغا، وكنا جميعا اول من جاء الى الكويت من خانيونس فيما أذكر، وكنت اول شخص من آل الفرا يصل الى الكويت، وفي الستينيات جاء من ليبيا من أبناء العائلة الاستاذين محمود مصطفى الفرا وحافظ عبد الحمن الفرا واللذين، كما سبق وقلت، انهما كانا طالبين في ثانوية خان يونس حينما عملت فيها، وقد عين محمود مدرسا للتربية الرياضية وعين حافظ للعلوم.

 

تم تعييني مدرسا للمواد الاجتماعية بمدرسة حولي المتوسطة. وكانت حولي، قبل ان يمتد عمران مدينة الكويت فيتصل بها، قرية قريبة جدا من مدينة الكويت. وكان ناظر المدرسة مربٍ فلسطيني قدير هو الاستاذ محمد نجم من بلدة اسدود. وكان قديرا وعلى خلق رفيع، ومن أوائل الذين جاؤوا الى الكويت في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي.

 

كان من زملائي في المدرسة عدد من الفلسطينيين معظمهم من الضفة الغربية، وكان الاستاذ عبد الرحيم القيشاوي الوحيد من قطاع غزة.

 

كانت الكويت آنذاك إمارة بسيطة وعدد سكانها حينما قدمت اليها في عام 1957 نحو 206,473 نسمة في حين كان عدد سكان قطاع غزة آنذاك نحو 300,000 نسمة.

 

كانت الحياة في الكويت آنذاك في منتهى البساطة والناس يعرفون بعضهم بعضا وكانت الثقة والأمانة شائعتين وبخاصة في التعامل بين الناس، وكنا نرى التجار يتركون ابواب محلاتهم غير مقفلة بمن فيهم الصاغة للصلاة. وذات مرة اشتريت قطعة صوف ثمينة لعمل بدلة عرسي، ولما اردت دفع الثمن تبين لي أنني نسيت محفظة النقود في المنزل فشعرت بالحرج ولاحظ التاجر ذلك وكان من آل البغلي فقال: يا استاذ خذ القطعة وأحضر الثمن حسب راحتك ولما اردت ان اعطيه اسمي ومحل عملي رفض وقال يا استاذ انا لا اريد ان اعرف من انت ولكنني واثق بأنك ستعود وتدفع المبلغ.

 

شعرت بالسعادة في المدرسة فالزملاء كانوا من خيرة المدرسين والطلاب كان كثير منهم من الفلسطينيين النابغين الذين أصبحوا فيما بعد أطباء كبار ومهندسين عظام، ومن الطلاب الكويتيين الذين درستهم من اصبح وزيرا او وكيل وزارة او تاجرا معروفا او شيخا من الأسرة الحاكمة وكنت إذا التقيت احدهم يستقبلني افضل استقبال ويسأل ان كنت أرغب في خدمة ليقدمها لي بامتنان.

 

من المعلوم بأن الكويت بدأت في بناء نهضتتها العلمية والعمرانية والانشائية في بداية الخمسينيات من القرن الماضي في عهد الامير الشيخ احمد الجابر وخلفه بعد وفاته ابن عمه الشيخ عبدالله السالم والذي في عهده بلغت النهضة أوجها، فشقت الطرق وبنيت المدارس والمستوصفات والمستشفيات ومباني الدوائر الرسمية وانشئت الضواحي خارج سور الكويت الذي هدم في عام 1957 ليسمح للمدينة بالاتساع والامتداد. وربما من حسن حظ الكويت ان نهضتها تزامنت مع نكبة فلسطين عام 1948 وما بعدها من نزوح اعداد كثيرة عن فلسطين ومنهم من توجه الى الكويت، وكان كثيرا منهم من ذوي الكفاءات العالية فساهموا في بناء نهضة الكويت ولا ابالغ إذا قلت بأن الفلسطينيين كانوا -الى حد كبير- هم الذين اعتمدت عليهم الكويت في بناء نهضتها، وهنا انطبق المثل : مصيبة قوم عند قوم فوائد.

 

جئت الى الكويت وهي في أوج بناء نهضتها ولذلك كنت انا ومن الذين جاؤوا الى الكويت آنذاك قد ساهموا  في بناء نهضة الكويت وتركوا بصمات واضحة في البلاد فالبنسبة لي، كلفت بتأليف كتب دراسية للمدارس وساهمت في وضع المناهج الدراسية والخطط المدرسية.

 

مكثت في مدرسة حولي المتوسطة عامين دراسيين وفي أثناء ذلك تزوجت وتم حفل الزواج في منزل الصديق والزميل الأستاذ موسى أبو ستة في حي الشامية. 

 

انتقلت في العام الدراسي 1959-1960م الى مدرسة الشامية المتوسطة وهي من المدارس النموذجية وكان الاساتذة فيها يتمتعون بسكن حكومي مؤثث وكنت أحصل كل عام على تكاليف سفري وأسرتي بالطائرة للقاهرة ثم بالقطار إلى غزة.

 

في هذه الفترة بدأت أزاول أنشطة صحفية واذاعية فكنت أكتب في الصحف الكويتية وألقي أحاديث أدبية في الاذاعة الكويتية التي اعيد تأسيسها بعد استقدام الاذاعي الفلسطيني المعروف الاستاذ محمد توفيق الغصين الذي كان من كبار موظفي اذاعة الشرق الاوسط البريطانية.

 

طلب مني مراقب عام البرامج الاستاذ مصطفى ابو غربية في عام 1961 إعداد ركن لفلسطين في الإذاعة و قد نفذت ذلك وأصبحت  أعده أسبوعيا أتناول أحداث فلسطين وثوراتها وجهاد عرب فلسطين ضد الصهيونية والانتداب البريطاني، وكنت الى جانب ذلك اعد مسلسلات ادبية في برنامج اسبوعي اسمه سامر من الماضي، وكنت أحيانا أكتب التعليق السياسي الذي كان يذاع يوميا بعد نشرة أخبار الظهيرة. وقد بدأت الاذاعة بالتعليق السياسى في عام 1961 حينما هدد الرئيس العراقي آنذاك عبد الكريم قاسم بإحتلال الكويت على اثر اعلان استقلالها معتبرا ان الكويت جزء من العراق تابع الى متصرفية البصرة. 

 

في يوم من أيام عام 1961 زارني الاخ ياسر عرفات، وكان آنذاك يعمل مهندسا بدائرة الأشغال العامة بالكويت ومعه صديقي وزميلي في الدراسة الاستاذ سليمان ابو كرش.

 

كنت اعرف ياسر عرفات في القاهرة حينما كان طالبا بكلية الهندسة بجامعة القاهرة وكنت انا بكلية الآداب، كنت أراقب نشاطه الطلابي السياسي حتى أصبح رئيس رابطة الطلاب الفلسطينيين، وكنت قبلها أعرف والده السيد عبد الرؤوف القدوة الذي رحّلته الحكومة المصرية الى قطاع غزة وسكن عند زوج ابنته الاستاذ جرير القدوة وحاول العودة الى مصر ولم يلبى طلبه الى أن توفي ودفن في مقبرة آل الأغا بحكم المصاهرة فوالدة الاستاذ جرير من آل الأغا. وكان سبب الترحيل لانه  طالب بأرض وقف في العباسية بالقاهره يقدر ثمنها في عام 1947 بنحو ثمانية ملايين جنيها وهي آنذاك ثروة ضخمة , ورفع قضية في المحاكم مدعيا أنه الوحيد من سلالة صاحب الوقف. كنت ألتقي والد عرفات حينما كان يأتي الى ديوان العائلة وكان يحدثني عن إبنه ياسر وطلب مني التعرف عليه حينما أذهب للدراسة في الجامعة.

 

رحبت بكل من الاخ ياسر عرفات وسليمان ابو كرش ثم تحدث عرفات قائلا انه معجب بنشاطي الصحفي وبالذات برنامج ركن فلسطين. ثم قال نحن الفلسطينيين لا بد لنا من تنظيم صفوفنا، وأنه فكر في عمل تنظيم ويسعده ان أكون معه من المؤسسين، وكان يقصد بالتنظيم تنظيم فتح. 

 

شكرت ياسر على ثقته بي ولكني إعتذرت لاسباب منها نيتي السفر الى بريطانيا للحصول على الماجستير والدكتوراة .

 

قلت بأنني عرفت والد السيد ياسر عرفات قبل ان اعرف ابنه ياسر، فقد يظن البعض اني أكبر منه سنا بل على العكس فهو من مواليد عام 1929، أما أنا فمن مواليد 1932، وأن معرفتي بالأب قبل الابن فنظرا لأن الأب كان في خان يونس قبل ذهابي للقاهرة والتحاقي بالجامعة بسبب ترحيله للقطاع كما ذكرت. وأذكر أن آخر مرة رأيت فيها والده كان في عام 1949 حينما كنت في  الثانوية في غزة أقدم التوجيهية، فبينما كنت متوجها الى كراج باصات غزة لركوب الباص الى خان يونس سمعت والد ياسر يناديني، ولما ذهبت اليه قرأ لي برقية أرسلها إلى مصطفى النحاس باشا بمناسبة فوز حزب الوفد الذي يتزعمه في الانتخابات وتكليف الملك فاروق له بتشكيل الوزارة، وفي البرقية يرجوه فيها بالسماح له بالعودة الى مصر ليعيش مع أسرته في القاهرة، وقال بأن البرقية كلفته خمسة جنيهات، وكان ذلك مبلغا كبيرا آنذاك. وهنا أود الاشارة الى ان الذين كتبوا عن سيرة ياسر بما في ذلك الموسوعة البريطانية المشهود لها بالدقة والثقة قد ارتكبوا أخطاء كثيرة، منها على سبيل المثال قولهم ان ياسر ولد بالقاهرة والصواب أنه ولد في القدس ولكن الخطأ بسبب أنه يحمل شهادة ميلاد مصرية، من المعروف ان والده غادر القدس إلى القاهرة بعد وفاة زوجته السيدة زهوة ابو السعود وترك إبنه ياسر عند خاله في القدس.

 

وحينما اشتعلت الثورة في فلسطين عام 1936 واستمرت الى عام 1939 جاء الاب الى القدس لأخذ إبنه ياسر ليدخله مع اخيه الابن الأكبر جمال في مدرسة بالقاهرة وكان الاضراب قد بدأ في فلسطين واستمر ست شهور فلم يتمكن الأب من الحصول على شهادة ولادة لإبنه لان الدوائر الحكومية في فلسطين كانت مقفلة بسبب الاضراب , وعاد للقاهره ومعه ابنه وهناك حصل بطريقته الخاصة على شهادة ولادة مصرية تبين ان ابنه ياسر ولد في القاهرة. والخطأ الثاني الزعم بالقول بأن ياسر عرفات يعود نسبه الى آل الحسيني بالقدس وأن فيصل الحسيني ابن عمه كما ذكرت الموسوعة البريطانية في احدى طبعاتها , وهذا خطأ والصواب انه من آل القدوة الذين جاؤوا الى غزة قبل نحو 400عام من مدينة حلب بسوريا، وأن جد العائلة هو الشيخ محمد بن الشيخ يوسف القدوة , وقيل بأن ابنه قد ولد في اثناء الحج على جبل عرفات فسماه والده باسم عرفات. وكان من أفراد الأسرة بغزة في القرن الثامن عشر ناسخ كتب اسم عرفات، وفي أواخر العهد العثماني عين الشيخ نعمان القدوة إماما وخطيبا لمسجد خان يونس وتزوج فتاة من آل الأغا وانجبت له من البنين كلا من "جرير" أستاذي في المدرسة الابتدائية بخان يونس و"مشرف" الذي عمل  في جيش الجهاد المقدس الذي اسسه عبدالقادر الحسيني و"جرار" الذي علمني اللغة العربية فى مدرسة الإمام الشافعي الثانوية بغزة بعد حصوله على الليسانس من جامعة فؤاد الأول بالقاهرة، كما أذكر ان من بناته قد تزوجت من شخص من آل الأسطل تكنى بام نعمان، وأحمد الله انني رغم تقدمي في السن لا زلت أذكر هذه الأمور وتفصيلات اخرى كثيرة

 

 

عدد الزوار 75441، أضيف بواسطة/ إدارة موقع الفرا