الفصائل توضح موقفها من نية الرئيس "إعلان فلسطين دولة تحت الاحتلال" بالأمم المتحدة

تباينت ردود أفعال الفصائل الفلسطينية حول التسريبات الإعلامية التي أشارت لنية رئيس الدولة الفلسطينية محمود عباس، إعلان فلسطين دولة تحت الاحتلال في خطابه المرتقب أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

 

وفي ذات السياق اكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية، طلال ابو ظريفة، أن فلسطين أصلا دولة تحت الاحتلال، لكن المسألة ليست هنا و انما بكيفية توجه خطاب سياسي للمجتمع الدولي لتمكين الشعب الفلسطيني في تطبيق سياسيته على دولته على حدود الـ4 من يونيو 1967، والعمل على اجلاء الاحتلال من كامل أراضي هذه الدولة، لافتا الى ان المسألة لا تحتاج لعودة للمفاوضات التي وصلت الى طريق مسدود.

وأضاف أبو ظريفة في تصريحات صحفية: "المسألة الاخرى هي التحرر من كل الاتفاقات الماضية، وبناء استراتيجية جديدة تمكن من العمل على رحيل هذا الاحتلال، ودون ذلك يصبح هذا الحديث مجرد حديث مضامينه ملتبسة ولا تمكن من توحيد الحالة الفلسطينية للخروج من الازمة السياسية التي دائما هي مبنية على استراتيجية احادية عنوانها هذه المفاوضات".

وبين ان الاعتراف الدولي بدولة فلسطين يجب ان يشكل اساس قانوني وسياسي كما ان هناك قرارات الشرعية الدولية، التي تعتبر ان كل الاراضي الفلسطينية في حزيران 1967 هي اراضي محتلة ولا يجوز للاحتلال تغيير طابعها الديموغرافي والطبوغرافي، مشيرا الى ان اسرائيل ضربت هذه القرارات والاتفاقيات بعرض الحائط، واصبح ذلك امرا واقعيا على الارض.

وقال في السياق: "نحن لا نريد ان نعلن دولة تحت الاحتلال دون ان نقول انه آن الاوان لتمكين الشعب الفلسطيني من فرض سياسته على دولته المعترف بها دوليا".

وفسر ابو ظريفة ان دولة تحت الاحتلال تعني ان مؤسسات السلطة الفلسطينية تتحول الى مؤسسات دولة وتفتح مفاوضات بين دولة الاحتلال والدولة الفلسطينية على قاعدة رسم الحدود، مؤكدا ان ذلك يدخل الجانب الفلسطيني في متاهات مع حكومة الاحتلال، وبالتالي فان الاساس هو الاساس القانوني والدولي، وان قرارات الشرعية الدولية هي التي تشكل الاساس.

بدوره هاجم القيادي البارز في حركة حماس د. يحيى موسى الرئيس أبومازن ،معتبرا الخطوة التي يقدم عليها الرئيس مجرد "تلاعب في الألفاظ"، متسائلًا، ما الجديد في ذلك؟، حيث ان هذه القضية عبارة عن تلاعب في الالفاظ، فالدولة الفلسطينية التي يتحدث عنها ابو مازن تم اعلانها مرارا وتكرارا، وتم التهديد فيها بصور مختلفة.

وتابع: "عندما حصلت فلسطين على عضو مراقب قامت السلطة بصناعة انتصارات وهمية في هذا الموضوع، كل هذه القضايا التي يتحدث عنها ابو مازن عبارة عن عملية هروب ممنهج تعبر عن افلاسه السياسي وافلاس البرنامج الذي رهن القضية الفلسطينية له، والذي شتت وقسم الشعب".

 واضاف: "فبدلا من ان يذهب الى الوحدة الوطنية والاستقواء بالشعب و تغيير استراتيجياته الفاشلة في التفاوض فهو يرجع تماما ليعيد الفشل من جديد، فأنا اقول بشكل واضح كل هذا الذي يتحدث به ابو مازن لا يغير ولا يبدل من الواقع، حيث ان الواقع هو واقع التهويد والهدم و القتل و الاحتلال البغيض".

واستطرد موسى قائلا: "التخلص من الاحتلال لا يتم الا بطريقة واحدة وهي مقاومته لذلك اذا كان ابو مازن يبحث عن الخيارات غير المكلفة والسهلة، فانه يثبت هذا الاحتلال ويطيل عمره، وعليه أن يرحل وأن يسلم القضية للشعب لكي يختار قيادة جديدة ويمضي في مشروع التحرير".

بدوره اعتبر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية، ذوالفقار سويرجو، أن هذه الخطوة ضرورية ولازمة منذ فترة طويلة، بأن يتم اعلان دولة فلسطين على الارض، بمعنى تطبيق القانون على كل من يطأ الارض الفلسطينية، مشيرا الى ان هذه ليست قنبلة وانما هي استحقاق كان من المفترض ان يتم الاعلان عنه منذ اشهر او سنوات.

وأضاف: "هذا يعطينا الحق كفلسطينيين ان نقيم سلطة فلسطينية حقيقية على الارض، تعنى بكل المشاكل الفلسطينية وفي نفس الوقت تكون المشاكل الفلسطينية في الضفة الغربية هي مسئولية الاحتلال الاسرائيلي، وليس السلطة الفلسطينية، وذلك في ظل القانون الدولي".

اما فتح على لسان الناطق باسمها د. فايز ابو عيطة فقد اكدت ان الرئيس محمود عباس يضع العالم امام مسئولياته، سيما الولايات المتحدة الامريكية التي فشلت فشلا ذريعا في تحقيق التسوية او أي تقدم في عملية اسلام خلال الـ20 عاما الماضية.

و بين ابو عيطة ان الرئيس ابو مازن سيكون واضحا و صريحا وسيحمل اسرائيل والعالم تبعات السياسات الاسرائيلية الرافضة لتحقيق السلام العادل الذي يعطي الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة.

وقال ابو عيطة في السياق: "معارضة حماس للخطوة ليست بجديدة، هم دائما ما يعارضون الخطوات التي يقوم بها الرئيس سواء على المستوى الدولي او المحلي".

واضاف: "نرى انه من الضروري ان يتخذ الرئيس خطوات صارمة بهذا الاتجاه لما في ذلك من تحديد الموقف الفلسطيني و اعادة النظر بالتزامات السلطة الناجمة عن اتفاق اوسلو في ظل ادارة حكومة الاحتلال الاسرائيلية على رأسها نتيناهو لاتفاق اوسلو".

 

واوضح ان أي موقف يتخذه الرئيس الفلسطيني في مواجهة سياسات الاحتلال لما تتعرض له المدينة المقدسة سيعبر عن رسالة الشعب الفلسطيني للعالم.

عدد الزوار 21570، أضيف بواسطة/ حسن عادل الفرا