ذكرى رحيلك تكسوها المرارة

تبقى الذكرى العطرة للمرحوم أكرم فلفل يفوح أريجها في بستان الحركة الرياضية والإعلامية لتعانق الزهور والورود اليافعة واليانعة التي غرسها الفقيد ورعاها بالعشق والحب والعطاء لتظل مصدرا لانبعاث شعاع العزة والمجد.

ستة أعوام بالتمام والكمال مضت على رحيل المربي والقائد صانع الرجال والأبطال الذي رسم بعطائه الموفور أجمل وأعظم صور التضحية الصامتة في أحلك الظروف وظل حاملا وممسكا بمشعل الحركة الإعلامية والرياضية حتى وافته المنية.

اليوم ورغم مرور ستة أعوام على الرحيل القلب والمشاعر مجروحة والدماء تفور حسرة وألم على فراق رفيق الدرب الطويل والمسيرة الشاقة الذي رحل وترك في قلوبنا لوعة وحسرة لا تتسع لها قلوب المحبين والمقربين والرياضيين والإعلاميين فقط بل حسرة ولوعة للوطن ومنظومته الرياضية والإعلامية.

كم سوف نشتاق لصدى الصوت الدافئ والقامة الإعلامية الفذة التي حملت هموم وقضايا الوطن في كل المحطات وسطرت بمداد القلم مواقف وملاحم وطنية أصيلة في التجرد وصدق الانتماء للحركة الرياضية والإعلامية الفلسطينية.

اليوم يا أكرم تغيب شمس آذار ونفتقد من رسخ المبادئ والقيم الوطنية والرياضية والإنسانية وظل مدرسة ينهل منها الرياضيون والإعلاميون حتى أصبحت خالدا في ذاكرة الاجيال.

كان الفقيد أكرم صاحب مدرسة متفردة أساسها السهل الممتنع في أسلوب الكتابة وعرف بحسن اختياره للمواضيع التي يتناولها تساعده على ذلك خبرته الكبيرة ومفردات كلماته وقدراته العالية التي اكتسبها طوال سنوات عامرة بالعمل المتواصل.

لقد كان أكرم الشاهد الوحيد والسفر الذي لا يعرف الحدود لقد خطفه الموت ورحل جسده الطاهر أما روحه وانجازاته باقية ولن تموت إلى الأبد.

رحل وترجل أكرم وهو يحمل حلم المستقبل على أجنحة بشائر النور والأمل لكل شبل وزهرة فلسطينية...رحل أكرم الذي رفض وبإصرار أن يؤرخ تاريخه بالزيف والكذب والنفاق وسجل تاريخه في صمت وإيثار عبر محطات ومواقف خالدة.

اليوم ريشة قلمك يا أكرم وتاريخ نضالك الطويل عبر كل المحطات تنطق وتتحدث عن نفسها وتثير فينا الحماس والتفاعلات الإيجابية لطرق أبواب الانجازات وحماية مشروعنا الوطني والرياضي الواعد.

اليوم في ذكراك يا أكرم تتعثر الحروف وتتجمد الكلمات وتتبعثر مفرداتها وتعجز البلاغة عن البلاغ ويضطرب القلب ويرتجف حتى الغثيان على رحيلك وفراقك.

ما زلنا مع خيوط الفجر واشراقة كل صباح ننتظر قدومك لنواصل السفر ونتحدى العواصف والرياح ونبحر صوب زهرة المدائن التي عشقتها حتى النخاع.

ختاما...

نجدد الوعد والعهد أخي ورفيق دربي ومعلمي على أن نصون وصيتك وأن نكتب بالدمع والدم مسيرتك فنم قرير العين مرتاح البال سنظل الأوفياء لك ولذكراك العطرة ما دام فينا نبض ينبض بالحياة.

لن تموت الذكرى يا أكرم فأنت الذكرى والذاكرة لأنك عشت لأمتك وعقيدتك ووطنك العزيز ولم تعيش لنفسك وشهواتك والرجال الذين يعيشون كما عشت يبقون دائما أقوى من النسيان.

عدد الزوار 22335، أضيف بواسطة/ محمد صلاح الفرا