بيارق من الذاكرة الرياضية الفلسطينية

 بال جول /كتب / أسامة فلفل

تاريخ شعبنا الفلسطيني على امتداد مراحل التاريخ زاخر بالعطاء الوطني والرياضي وبالانجازات التاريخية التي تكشف التراث الخالد الذي سطر حروفه وكتب أبجدياته صقور الوطن والرياضة الفلسطينية الذين طبعوا أسمائهم في سفر التاريخ وذاكرة الأجيال ، وهم الذين عبروا فينا من شاطئ الهزيمة إلى بحور الانتصارات وحفروا بدمهم وعرقهم وثباتهم في صخر الهزيمة درب الانتصار.

نكتب اليوم وفي ذكرى ترجل الشهيد القائد الرمز ياسر عرفات ذكريات مجيدة وخالدة للقائد مع أبطال وسفراء الوطن والرياضة الفلسطينية الذين عاشوا وارتقوا من أجل رفعة الوطن والرياضة الفلسطينية.

حلقة اليوم عن قامة رياضية فلسطينية كانت لها قصة كفاح وذكريات جميلة مع الساحرة المستديرة ،احتضنتها عاصمة المقاومة مدينة خان يونس الباسلة التي تجردت من كل شيء سوى حب الوطن والذود عن ترابه المقدس والدفاع عن شرف الأمة وصد العدوان ،ففي هذه المحطة التاريخية الفارقة لابد أن نستذكر ملاحم البطولة التي اقترنت بإسهامات هذه القامة مع القادة والرواد الأوائل ومواقفهم الوطنية والرياضية فهم يستحقون أن نرفعهم في بيارق الذاكرة وفاء لهم ولما قدموه من جهود سخية على طريق ذات الشوكة.

هذه سطور نكتبها عن :

 المرحوم أحمد حمد خليل النجار "أبو سيف"

عضو لجنة المسابقات للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم

تحدى الصعاب فأثبت جدارته وكسب الرهان

شارك بالدورة العربية الرابعة بالقاهرة عام 1965

رغم معارضة والديه الشديدة لممارسته النشاط الرياضي، ووضعهم العراقيل لثنيه عن رغبته الجامحة في ممارسة لعبة كرة القدم, وخصوصا حراسة المرمى والظروف الاقتصادية الصعبة، فقد أصر أحمد النجار على إشباع رغبته وتنمية هواياته، وفي النهاية نجح وكسب الرهان فحصل على الشهادة الجامعية الأولى، والشهرة الرياضية، فهذا هو الرياضي الفلسطيني الذي صال وجال وشهدت له الملاعب العربية بالانتصارات والبطولات.

البطاقة الشخصية

الاسم:أحمد حمد خليل النجار.

مكان وتاريخ الميلاد: خان يونس – 24/10/1942.

المؤهل العلمي: ليسانس آداب قسم جغرافيا شعبة خرائط من جامعة الإسكندرية.

مشواره الرياضي:

لعب أحمد النجار كرة القدم في الحي ومع أصدقائه وظهرت مواهبه في مركز حارس المرمى ,فقد تأثر بحارس مرمى نادي خدمات خان يونس المشهور "سليمان شموط" الذي اشتهر وذاع صيته على مستوى قطاع غزة رغم قصر قامته.

برع"أحمد النجار" في تقليده، وأخذ مستواه في التطور حتى أصبح حارس مرمى فريق مدرسة خان يونس الثانوية، بعد ذلك التحق بنادي خدمات خان يونس.

خلال فترة قصيرة خلف سليمان شموط في النادي، وكان النادي خلال تلك الفترة من أندية الدرجة الممتازة في لعبة كرة القدم، ومعظم الألعاب الرياضية الأخرى وكان له مكانته.

برز خلال تلك الفترة من الإداريين والرياضيين بالنادي (المرحوم حمزة حسين الفرا رئيس النادي). وكل من (لطفي ألسباخي – أحمد قوطة– عبد الرحمن الحنفي – عبد الله حوراني – وليد الغول – قنديل حمدان – محمد رستم –أحمد العيسوي – محمد الشطلي – حمودة أبو حطب – مصطفى جاد الله – عبد الرحمن الشقرا –عويص الفقعاوي – حسين أبو ستة – حسن جربوع – وصفي النجار – زكريا بعلوشة).

وكذلك برز من الناشئين صالح أبو حمده – عبد الرحيم مراد – علي القوقا– علي حمش – محمود المزيني).

ظهر خلال هذه الفترة أيضا لاعبون من أندية القطاع، وكانوا على شهرة كبيرة وهم ( المرحوم فائق الحناوي – المرحوم سعيد الحسيني – خضر قدادة "بربز" –  المرحوم خضر كرسوع – والثعلب الماكر توحيد مرتجى – إسماعيل المصري –معمر بسيسو –  المرحوم إبراهيم المغربي – محمد شبانه – عدنان جعرور – خضر سلطان – منذر المزيني – عبد الكريم زقوت الملقب بالأرنب – عبد الله الكرنز.

 

ضمن منتخب فلسطين بالدورة العربية الرابعة

نظرا لمستواه المتطور تم اختيار " المرحوم أحمد النجار" مع  منتخب فلسطين لكرة القدم الذي شارك في الدورة العربية الرابعة عام 1965م، وضم الفريق نجوم الشتات في مصر(مروان كنفاني –فؤاد أبو غيدا – فيصل بيبي –إبراهيم المغربي من النادي الأهلي –حسام ألسمري – عابد الملقب بيليه الصغير – نبيل الشامي من الزمالك)، وكل من عمر الشيخ طه من لبنان – وصبحي أبو فروه من الكويت، وشكلت هذه المجموعة فريقا قويا حقق مركزا متقدما.

في فترة الستينات، شهد قطاع غزة نشاطا رياضيا بسبب تقاطر الفرق المصرية للعب في القطاع مما زاد من الاحتكاك والخبرة لدى لاعبي فلسطين.، في عام 1968 أبعد أحمد النجار إلى مصر، فلعب بنادي دكرنس بالمنصورة موسما كاملا، لعب عام 1969 مع نادي الاتحاد السكندري بمناسبة معركة الكرامة.

في عام1969 التحق بكلية الآداب جامعة الإسكندرية فأصبح حارس مرمى الكلية وشارك مع فريقه في دوري الجامعات حتى تخرجه عام 1973.

بعد ذلك تعاقد للعمل في ليبيا، وانضم إلى فريق المعلمين، وشارك في الأنشطة الرياضية، واسند إليه تدريب نادي القرضابية الليبي لمدة عامين.

عاد إلى أرض الوطن عام 1994 ودرب حراس المرمى بنادي خدمات خان يونس، ونادي اتحاد خان يونس.

ساهم في إنشاء نادي اتحاد خان يونس.

في عام1996 عمل بوزارة الشباب والرياضة مديرا لصالة الشهيد أبو يوسف النجار بخان يونس.

عمل عضوا في لجنة المسابقات بالاتحاد الفلسطيني لكرة القدم مع زملائه ( المرحوم شحدة أبو نايه –توحيد مرتجى –  المرحوم فائق الحناوي –عمر العماوي – توفيق حرب – جابر عياش – عصام قشطه).

عمل مراقبا في لجنة فنية في دوري قطاع غزة حتى 2005. وتقاعد عن العمل الرياضي وكان عمره 63عاما.

نجله يسير علي دربه

كان أحمد حمد النجار(أبو سيف) يمتلك صفات طيبة توارثها أبا عن جد منها: حب الناس والتواصل الاجتماعي وصلة الأرحام وكان عنده حس الفكاهة وقد كان محبوبا من جميع الناس خارج وداخل الوطن وكان متواضعا مع جميع الناس وسيرته فاحت كرائحة الزهور عند جميع العائلات، فقد خسرت عائلة النجار رجلا عظيما وشهما وكريما. وبكى الرجال على فراقه ونحن نتذكره دائما وفي كل المناسبات فهو في قلوبنا ولا يفارقنا وبفضل الله تعالى أنه جعل ابنه سيف يمشي على دربه، متمثلا بصفات أبيه الطيبة العطرة.

توفي في تاريخ 5/6/2007م عن عمر يناهز 65عاما بعد معاناة من مرض الحمى الشوكية ندعو المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته

المصدر:الموسوعة الرياضية الفلسطينية الطبعة الأولى"2004م"

عدد الزوار 33938، أضيف بواسطة/ جمعة عبدالحكيم الفرا