...

الأقصى يستصرخ همم الرجال


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل

الأقصى يستصرخ همم الرجال

بقلم: القاضي علي الفرا

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الإسراء1

 

الأقصى هو ثاني المسجدين إذ بناه أبو البشر عليه السلام بعد أربعين سنة من إتمام بناءه للمسجد الحرام بمكه المكرمه وهو ثالث الحرمين الشريفين مصداقا لقول رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا "المسجد النبوي الذي بالمدينة المنورة" والمسجد الحرام والمسجد الاقصى" وقد خصه الله تعالى بميزة ثالثه وهي أن الصلاة فيه بخمسمائة صلاة فيما سواه وذلك مصداقا لقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم "الصلاة في مسجدي هذا بألف صلاة والصلاة في المسجد الحرام بمئة ألف صلاة والصلاة في المسجد الأاقصى بخمسمائة صلاة" وهو أول قبلة للمسلمين إذ صلى إليه الرسول صلى الله عليه وسلم لمدة سبعة عشر شهرا إلى أن نزل قول الله تعالى

{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ }البقرة144

 

من هنا كانت الأهمية التاريخية والدينية للمسجد الأقصى والذي بارك الله حوله في نظر المسلمين وكان عليهم أن يحرروه من الصليبيين فسار جيش المسلمين في زمن خالد بن الوليد وابو عبيده عامر بن الجراح وحاصروا  بيت المقدس إلى ان بطريرك النصارى طلب أن يسلم مفتاح بيت المقدس إلى أمير المؤمنين فسار عمر بن الخطاب رضي الله عنه من المدينه قاصدا بيت المقدس راكبا دابته ومعه خادمه وكان يركب هو فترة وخادمه فترة ويريح راجلته فترة إلى أن وصل بيت المقدس وكانت نوبة ركوب الخادم ودخل بيت المقدس وهو يمشي على رجليه بينما يركب الخادم وكان يلبس ثوبا به سبعة عشر رقعة فما ان شاهده بطريرك النصارى حتى قال "هذا الذي ذكر عندنا في كتابنا" وسلمه مفتاح بيت المقدس وصلى هناك وأعطى الأمان للنصارى ووقع ما عرف في التاريخ بالوثيقة العمرية رضي الله عنك يا إبن الخطاب لم تلبس الحلل والديباج ودخلت بيت المقدس ممسكا بلجام راحله يركبها غلامك مرتديا ثوبا مرقعا... بل هي رقع الفخار والنصر,أين أنتم يا قادة وزعماء المسلمين من عمر رضي الله تعالى عنه .

 

وبقي الأقصى تحت يد المسلمين إلى أن إستولى عليه الصليبيون إلى ان قيد الله سبحانه القائد الكردي الناصر صلاح الدين الأيوبي فحرره من رجسهم واعاده على حظيرة الإسلام وبعد موته أرجعه بعض أولاده إلى الصليبيين إلى أن حرره حفيده داوود الملك الناصر منهم وأعاده إلى يد المسلمين وبقي كذلك إلى ان إستولى الكيان الصهيوني عليه في ما عرف تاريخيا بحرب الأيام الستة في يونيو 1967 وبقي حتى يومنا هذا ..

الأقصى يصرخ ويستغيث ولكن هل من مغيث ...

الأقصى يستصرخ همم الرجال ولكن هل هناك رجال...

الأقصى يئن من وطأة الإحتلال ومن تدنيس بني صهيون لترابه ولكن هل هناك من سامع ...

ستصرخ يا أقصى كثيرا وستستمر في الصراخ والأنين فزعماء المسلمين هم موظفين لدى الإدارة الأمريكية الراعية للكيان الصهيوني ستصرخ يا أقصى وينبح صوتك من الصراخ الفلسطينيون في واد وأنت في واد آخر ...الفلسطينيون نسوا ان هناك أقصى وأن هناك قضية وأن هناك وطن ضاع أقولها بأعلى صوتي ولا اخشى إلا الله فهنا في غزة مفجرة الإنتفاضة الأولى العصية على الإحتلال والتي تمنى رابين أن يصحوا من نومه ليجدها وقد إبتلعها البحر تعيش تحت حصار خانق يودي بحياة أهلها والذي يعيش نتاج إنقلاب عسكري دموي دمر كل شيء ويسير به نحو الهاوية ويستولي على جميع المؤسسات ويقصي من يشاء ويأتي بمن يشاء ليصبح هم المواطن وشغله الشاغل كيف يستطيع الحصول على كوبونة بنزين بعشرة لترات أو كوبونة سولار أو ستة كيلو غرامات من الغاز وإلا فعليه أن يلجأ إلى السوق السوداء التي يعمل بها حفنة من البشر همهم جمع الأموال وتكديسها على مسمع ومرأى من الشرطة وهناك في الضفة الغربية جدار فصل عنصري يلتهم أراضي المواطنين ويدمر الحجر والشجر وهناك مفاوضات عقيمه لن تجدي نفعا ولن تعيد وطنا واذكر هنا قول الزعيم الراحل جمال عبدالناصر رحمه الله "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة".

أيها القادة على ماذا تتناحرون؟!!

أيها القادة إن قوتكم في وحدتكم ,وفي عودتكم لبعض ,فإن قوتكم في تماسككم فالوحدة قوة والتفرق ضعف.

أيها القادة إتقوا الله في شعبكم واعلموا انكم موقوفون بين يدي الله في يوم تشخص فيه الأبصار وأنه سائلكم  عن الأمانه التي إئتمنكم هذا الشعب عليها أأديتم الأمانة أم ضيعتموها

أيها القادة عودوا إلى بعضكم ولتوحدوا شطري الوطن ولتعلموا أن أحدكم لن يستطيع شطب الآخر.

 

أما أنت يا اقصى فلتعلم إن الله حتما ناصرك فهذه حقيقه إيمانية أن النصرة للإسلام وأنه سيأتي اليوم الذي يقول فيه الحجر والشجر يا مسلم يا عبد الله هذا ورائي يهودي تعال فاقتله ولكن إلى ان يأتي ذلك اليوم ندعو الله سبحانه  وتعالى أن يهيئ لك من عنده رجالا كعمر والناصر صلاح الدين وداوود الملك ناصر ليحرروك من الصهاينه ويطهروا ترابك من رجسهم فإنه ولي ذلك والقادر عليه ويحضرني قول الشاعر

المسجد الأقصى له عادة *** سارت فصارت مثلاً سائراً
إذا غدا بالكفر مستوطناً *** أن يبعث الله له ناصــراً
فناصرٌ طهّـره أولاً *** وناصـرٌ طهـره آخـراً

 

 

 ونبتهل من الله في هذا الشهر المبارك أن يعيد للأقصى المستغيث المستنصر بالله أن يقيد له ناصرا ثالثا يعيده إلى حظيرة الإسلام "وما ذلك على الله بعزيز", وأن يهدي قادتنا لما يحب ويرضى وأن يوحد صفوفنا وأن ينزع الغل من قلوبنا وأن يرحم بعضنا بعضا.