...

عاشوراء … تزيد قناعتي بوسطية منهجي


محمود رفيق الفرا

محاضر جامعي

التفاصيل

عاشوراء … تزيد قناعتي بوسطية منهجي

بقلم / أ. محمود رفيق الفرا

محاضر جامعي


بعد غدٍ إن شاء الله يطل علينا العاشر من محرم, حيث الصوم ليوم واحد يكفر به اللهُ سيئات و ذنوب عام مضى, عاشوراء ذلك اليوم الذي اختلف فيه المختلفون على طوائف و جماعات نعلم أنها ثلاث طوائف و هم (الخوارج, الشيعة , و أهل السنة), في هذا اليوم كان الخوارج يظهرون الأفراح و يقيمونها بهجة منهم و سرورا بذكرى مقتل الحسين بن علي  رضي الله عنهما , و من المعلوم عندنا أهل السنة و الجماعة أن الحسين رحمه الله قتل في هذا اليوم.

بينما على الطرف المناقض تماما لذلك يقيم الشيعة الروافض الأحزان و المآتم في هذا اليوم حزنا على مقتل الحسين, فيشقون الثياب, و يلطمون الخدود و ينزفون الدماء منهم و من أبناءهم و نسائهم, و يضربون أجسادهم بالحديد و السيوف, و كل ذلك إظهارا لحزنهم على مقتل الحسين رحمه الله, و في هذا مخالفة شديدة لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي اعتبر من شق الجيوب و دعى بدعوى الجاهلية ليس منا أي  ليس من المسلمين, فهم بهذا الفعل خرجوا من دين الأنبياء و المرسلين.

بين هذا و هذاك يقف منهجي, منهج أهل السنة و الجماعة, منهج الموحدين الصادقين في هذا العالم, منهج المتبعين لهدي الحبيب صلى الله عليه وسلم و صحابته, و هم في هذا اليوم يمتثلون سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم, فلا تفريط و لا إفراط بل اتباع بإحسان, فهم ينظرون لهذا اليوم على أنه اليوم الذي نجى الله فيه سيدنا موسى عليه السلام و أهلك فيه فرعون و زمرته, و قد احتفل النبي صلى الله عليه وسلم بذلك اليوم بالصيام, و عزم على صيام التاسع مع العاشر مخالفة لليهود.

هذه هي الوسطية و هذا هو المنهاج الحقيقي القويم, اتباع من غير ابتداع, تطبيق بقناعة و احترام دون زيغ أو تحريف, في هذا اليوم تزداد قناعتي بأنَّ منهاجنا منهاج أهل السنة و الجماعة هو المنهاج الوسط و هو الحق, و تزاد قناعتي بأنَّ منهاج الشيعة و الروافض و الصوفية و غيرهم من الفرق الضالة هي مناهج هالكة, هالك من اتباعها, هالك من ساندها, هالك من أحبها و دعى لها, هالك من حاول التقرب منها أو الاتفاق معها على حلول وسط, فلا يمكن الاقتراب منها إلا بالوقوع في الخطأ و الذلل.