...

ذبح العقيدة على موائد الجهات المانحة


محمود رفيق الفرا

محاضر جامعي

التفاصيل

ذبح العقيدة على موائد الجهات المانحة

بقلم/ أ. محمود رفيق الفرا

محاضر بكلية العلوم و التكنولوجيا

4 مايو 2012

http://cst-kh.edu.ps/staff/mfarra/wp-content/uploads/2012/05/images.jpgفي ظل الحصار الذي تعيشه غزة في هذه الفترة, و فتح الطرق أمام جهات مانحة مختلفة لتقديم ما يعرف بمعوناتها و منحها للشعب الفلسطيني بقطاعاته المختلفة, تنازل الكثيرون من الأشخاص و المؤسسات عن مبادئهم و قناعاتهم في سبيل الحصول على دعم من هنا أو منحة من هناك,  و قد يكون هذا الأمر مستساغا في حال كانت القناعات و المبادئ غير مفصلية أو حساسـة, و لكن المصيبة أن يتم التنازل عن العقيدة, فهنا تكمن المصيبة و الطامة الكبرى !!

و هذا للأسف الشديد الأمر الذي بدأ ينتشر بقوة في كافة مؤسساتنا –إلا من رحم ربي- فسواء كانت مؤسسات علمانية أو إسلامية أو غيرها, فتجدهم في سبيل دعم يقترب من عشرة آلاف من الدولار أو يزيد يتنازل عن كثير من مبادئه حتى لا يغلق باب المنحة, فيسمح بدخول غير المحجبات, و يشجع تصوير الفتيات و يتيح صورهن على صفحة المؤسسة الرسمية, و يعمل على نشر الموسيقى بصورها المختلفة, و يشجع الاختلاط و تصدير الفتيات, كل هذا في سبيل أن يثبت للجهة المانحة أنه ليس إسلامي “متزمت” و  كان التمسك بالعقيدة يعتبر تزمتـا أو تخلف !!

هذا ما يعرف بذبح العقيدة على موائد الجهات المانحة, حينها يفقد الإنسان أعظم ما يملك, فنحن لم نخلق إلا لعبادة الله تعالى و لتحقيق ربوبيته في حياتنا, لا لكي نحصل على المنح و المعونات مع تضييع العقيدة.

و ما يزيد من ألمنـا و يعتصر قلوبنا, أنَّ أكثر من يفعل ذلك هو من المؤسسات التي ترفع شعار الإسلام و تعتبره هو منهج الحياة و سراج الطريق, هنا تعلم أنَّ الأمر قد وصل إلى أسوء ما يكون, لأن من يرفع شعار الإسلام عند خطأه يسيء إلى الإسلام و يزعج كل من التزم بمنهج النبي الأمين.

فذبح العقيدة على موائد الجهات المانحة جريمة لا أعرف كيف لها أن تغفر أو أن نسامح من يقوم بها.