...

وقفة مع الذات ،،، بقلم الأستاذ/ يحيى نافع الفرا


يحيى نافع يونس الفرا

رئيس نيابة

التفاصيل

عنوان أردت به مخاطبة النفس ومحاسبتها وأن يجلد الإنسان نفسه لا غيره ، لأنه تعودت البشرية في كل مكان أن تجلد غيرها وبأبشع الألفاظ والعبارات والاتهامات والأفعال ، لما لا نقف جلادين لأنفسنا لما نرتكبه من حماقات وذلات منها ما نتعمده ومنها ما لا نتعمده مطلقاً .
لو أصبحنا نراجع أنفسنا في نهاية كل يوم ونستذكر ما فعلناه خلال يومنا محاسبين أنفسنا على ما اقترفناه من خطأ أو إساءة بحق الدين أولاً ثم بحق الوطن ثانياً ثم بحق الناس ثالثاً وبحق أنفسنا رابعاً ، فإنه يعيد الإنسان حساباته ويراجع نفسه لما اقترفه من ذنوب وخطايا فيتوب فوراً ويندم لما فعل ويعاهد الله سبحانه وتعالى ألا يعود لذلك الذنب فتسير أموره نحو التطوير والتصويب لما يخطئ فيه بحق الناس .
فإن الإنسان قبل أن ينتقد شخص أو مؤسسة أو وزارة ............الخ يجب أن يتأكد من نفسه ويعرف مكانه من بين هؤلاء ويسأل نفسه هل أدى ما عليه من واجبات حتى يطالب بحقوقه ؟ وهل تعامل مع الناس بالحسنى حتى ينتظر منهم الأحسن؟ هل دفع ما عليه من حقوق مترصدة مقابل الخدمات التي يطالب بها الدولة أن توفرها له ؟ هل قام بدوره من خلال مكانه وموقعه في عمله وقدم ما لديه من مجهود وخبرات حتى يطالب بترقية أو مكافأة ؟
أردت أنا أخاطب الذات حتى لا يطعن بعضنا البعض وتجد من ينتقد ويستطيل في عرض أخيه ويقوم بالتشهير والقدح والتجريح من لا قيمة له ولا عمل في الدنيا سوى النقد لأنه يجد وقتاً فارغاً حتى يقضيه في تحسس العورات ونقد إخوانه بألفاظ واتهامات تجدها عارية عن الصحة والحقيقة وكلها افتراء ودون إثبات أو دليل ، ونسي أخانا قول الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم".
كم من الأمور التي يتجاهلها الإنسان في حياته ويطلق لسانه بأبشع الأوصاف والاتهامات دون أن يراعي حرمة ذلك ودون أن يخشى الآية الكريمة ويتدبر معانيها وكأنه أصبح الحاكم بأمر الله ونسي بأن الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم شددوا على الإثبات في الأمور التي تتعلق بالشرف والعرض وكذلك نبهوا على أن اللسان من أخطر أعضاء الإنسان رغم أنها أصغرها وكثير من الأحاديث النبوية تناولت خطورة اللسان وأنه أقرب الأعضاء بدخول صاحبه للنار .
غياب الإيمان والتدبر بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة فإنها تكمن الخطورة في ذلك الأمر .
"لسانك حصانك إن صنته صانك وإن شنته شانك" أي أهانك .
مثل عربي آخر " يلي بيته من زجاج ما يحذف على الناس الطوب "
لعل المقام انتهى في سرد ما أردت أن أعنيه في تلك السطور دون خوض بتفاصيل ، كلنا نعي ونستشعر المطلوب بدون إطالة وتفصيل .