...

أربع مربعات لترتيب الأولويات


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل

إن الإنسان الذي يعرف قيمة الوقت هو من يفهم الحياة يفهم أنها مجموع أوقاتنا ، فالدقائق والساعات والأيام التي تمضى هي أوقاتنا، لذا عَلينا أن نُحسن ما نعمل ، يقول الفاروق عمر رضي الله عنه لأحد ولاته : "إن هذه الأيدي خلقت لتعمل فإذا لم تجد في الطاعة عملاً،التمست في المعصية أعمالاً،فاشغلها بالطاعة قبل أن تشغلها بالمعصية". فالحياة الدنيا هي ممر للحياة الآخرة يجب أن تستثمرها بعملك وبجدك واجتهادك وترتيب أولوياتك. وان كنت ممن ازدادت أعماله وأصبح غير قادر على تنظيم أوقاته وأفعاله وعلاقاته ومهام حياته كافة، فقف الآن! وتعرف على أولوياتك في الحياة فهذه المعاني لك.

يُقدم ستيفن كوفي في كتابه إدارة الأولويات مصفوفة لترتيب الأولويات وقسمها إلي أربعة مربعات وأي مهام أدخلها ضمن الأربعة مربعات: فالمربع الأول (الهام والعاجل) وهو مثال: الأزمات ،أو المشاريع الصغيرة المحددة بزمن ، أو المشاكل الملحة مثل أن يكون عليك امتحان دراسي في الغد. أما المربع الثاني(الهام وغير العاجل) مثل: رسم خطة مستقبلية لحياتك ، وبناء علاقات اجتماعية،وترتيب مكتبي.

أما المربع الثالث (الغير هام والعاجل ) مثل: مكالمة تلفونية مستعجلة أو أعمال روتينية. وأخيراً المربع الرابع (الغير مهم والغير عاجل) مثل: الدخول لساعات على مواقع التواصل الاجتماعي، والألعاب والسهر ليلاً والنوم نهاراً.

دعونا نتفق على أن المربع الأول والثاني أهم من المربع الثالث والرابع ولكن لو فكرنا سوياً أي المربعات أهم لنا؟ نجيب هو المربع الثاني (المهم وغير العاجل ) وليس المربع الأول (المهم والعاجل) ، ودليلُنا وكما يُقال: "لولا الدليل لقال من شاء ما شاء". ألا يكون رسم خطة المستقبل أهم بكثير من حل أزمة عابرة ، وألا يكون تطوير وتقوية العلاقات الاجتماعية لأسرتك أهم بكثير من حل بعض المشاكل العائلية الطارئة. وبالتالي يجب على الإنسان أن يقضي أغلب وقته في المربع الأول والثاني على أن يقضيه في المربع الثالث والرابع.

وخلاصة القول : المطلوب منا أن نُنْجز الهام والعاجل، وأن نخطط للهام وغير العاجل،وأن نفوّض لغير الهام والعاجل،وأن نترك غير الهام وغير العاجل.