...

قال عنها رابين


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل

قال عنها رابين: يجب ان تتعلم الهانم قليلاً من الأدب

ذكريات مع الأب تضفيء مأساة بنازير
أحمد الفرا

القدس العربي


في الفترة من 1975 ـ 1979 كنت ممثلا لمنظمة التحرير الفلسطينية في كراتشي ـ باكستان. شهدت تلك الفترة تحولا في السياسة الباكستانية حيث انتهج رئيس الوزراء ذو الفقار علي بوتو سياسة تقدمية وصفت في حينه بأنها سياسة تقارب مع الاتحاد السوفييتي آنذاك. وتميزت العلاقة الفلسطينية ـ الباكستانية في تلك الحقبة بعلاقات صداقة حميمة. وفتحت باكستان أبوابها لتدريب المقاتلين الفلسطينيين في مختلف قطاعات الجيش الباكستاني (دروع، مشاة، دبابات، بحرية، طيران) وتعزيزا ً للعلاقات الودية القائمة أوفد الأخ أبو عمار، الرئيس الراحل، كلا ً من الاخوة هاني الحسن والعميد طارق، قائد القوة الجوية 14 وعندما التقينا رئيس الوزراء بوتو قال لنا: لقد زارني الســـيد هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكي وقال لي ما نصه: إنك تسير بسرعة فائقة، تذكر بأن هناك قطاراً أسرع منك .
وبعد اللقاء قال الأخ هاني الحسن هذا يعني بأنهم سيغتالون الرجل. ولما نقلنا ذلك للأخ أبو عمار قال: نعم.. حيقتلوه أو حيدبرولو إنقلاب عسكري وكلاهما قد حدث، الإنقلاب العسكري بقيادة صديقه المقرب جداً منه، الجنرال محمد ضياء الحق. وتم إعدامه في 1979.4.4 بدعوي اتهامه بتصفية السيد نواب محمد أحمد خان، أحد خصومه السياسيين. وشاب عملية الإعدام كثير من الشك وأشيع في حينه بأن بوتو قد توفي في سجنه بسبب قيام أحد مسؤولي الأمن في السجن بضربه علي رأسه بعقب مسدس من أجل إجباره علي توقيع عريضة استرحام للرئيس ضياء الحق حتي يعفو عنه. ولكن بوتو قد رفض الاسترحام تحت أي ظرف. وكان الرئيس ضياء الحق قد تعرض لحملة من الضغوط العربية والإسلامية والدولية من أجل الابقاء علي حياة بوتو، ومارس كل من الملك خالد بن العزيز والرئيس حافظ الأسد والرئيس ياسر عرفات أقصي درجات الضغط من أجل إنقاذ حياته.
وفي وقت لاحق استدعاني الأخ أبو عمار علي عجل، وذهبت لمقابلته برفقة الأخ أبو جهاد الوزير خشية من فرط غضبه، حيث وصله خبر بأنني قد تجاوزت تعليماته. وقال لنا بحدة متناهية: مش عايزكو ِتدّخلو في موضوع بوتو نهائيا ومتبوّظوش العلاقة مع باكستان.. وأنا أخدت عهد بالله من ضياء الحق واحنا بنحج قدام الكعبة بأنه مش حينفذ حكم الإعدام.. . وكانت غضبة أبو عمار علينا بسبب ما أشيع بأن تنظيما فلسطينيا يحاول تهريب بوتو من السجن. والحقيقة بأن السلطات الباكستانية قد هيأت بل وسهلت عملية هروب بوتو وذلك بإزالة الحراسة عن زنزانته وترك بابها مفتوحا، ولكن بوتو قال في تصريح بخط يده: أنا لن أهرب من بلدي لانني علي حق وصاحب الحق لا يهرب بل الذي سيهرب هو ضياء الحق.. .
وهنا تعقد الموقف بالنسبة للرئيس الباكستاني حيث أعطي وعودا عدة بعدم تنفيذ حكم الإعدام، إذا قدم بوتو طلبا ً للإسترحام. ولكن بوتو رفض بشدة مثل هذا الطلب ورفض سبل الهرب المتاحة... وقطع بوتو الطريق علي الرئيس الباكستاني ـ الذي قـَبل بطلب يقدمه حزب الشعب أو أي من أفراد عائلة بوتو ـ وذلك عند إحتفال ابنته بنازير بعيد ميلادها الخامس والعشرين في زنزانته عندما توّجها رئيسة للحزب خلفا له بشرطين:
الأول: ألا تقدم للرئيس الباكستاني طلبا للإسترحام نيابة عنه.
الثاني: أن تسير علي خطي ومبادئ ذو الفقار علي بوتو في قيادة حزب الشعب الباكستاني.
وهنا أصر الرئيس ضياء الحق علي إجبار بوتو لكي يقدم له استرحاما ً، وقامت سلطات السجن بنقله إلي زنزانة لا يوجد فيها كهرباء ولا مروحة.. فقط فرشة مهترئة!
ومن هنا ترجح بعض المصادر بأن بوتو قد قـُتل عن غير عمد في زنزانته. ولم يترك ذلك خيارا ً للرئيس ضياء الحق إلا أن يعلن تنفيذ حكم الإعدام علي عجل.
ويقول العقيد رفيّ الدين، مسؤول الأمن الأول في السجن آنذاك، في كتابه آخر 323 يوما في حياة السيد بوتو :
دخلنا زنزانة بوتو الساعة السادسة وخمس دقائق مساء بتاريخ 1979.4.3ووجدناه مستلقيا علي فرشة علي الأرض وأبلغناه بقرار تنفيذ الإعدام.... ولم تبد علي وجه بوتو أية علامات للخوف.... وكان هادئا ً ومرتاحا ً وعَـلـَت وجهه ابتسامة.... وقد أدهشتني الطريقة التي تلقي بها الخبر... ونظر مباشرة في عيني الضابط الذي كان يقرأ له القرار وقال: كان علي السلطات المعنية أن تخبرني قبل 24 ساعة علي الأقل، رغم أن القانون يقضي بسبعة أيام (للعلم بوتو كان محاميا).
وقد كانت زوجتي وإبنتي هنا الساعة الحادية عشرة ونصف صباحا ً ولا علم لهن بذلك .
ويضيف رفي الدين بأن بوتو نادي المنظف عبد الرحمن وطلب منه ماء دافئا ً لكي يحلق ذقنه (للعلم حافظ السيد بوتو علي كامل أناقته وهيئته كرئيس للوزراء طوال محاكمته) ويضيف رفيّ الدين: لقد استدار بوتو نحوي وسألني، ما هذه المسرحية؟ فقلت يا سيدي لقد صدرت الأوامر بتنفيذ حكم الإعدام هذا اليوم.... فأشار بوتو بيده وقال، إذا ً انتهي الموضوع؟ فأومأت برأسي، نعم يا سيدي... وسأل متي سيتم ذلك؟ فأشرت له بسبعة أصابع... فقال سبعة أيام...؟ قلت سبع ساعات يا سيدي .
ويقول رفيّ الدين بأن بوتو قد أوصي بإعطاء ساعته إلي عامل النظافة... وفي الساعة التاسعة وخمسة وخمسين دقيقة فرك أسنانه وغسل وجهه ومشط شعره... وسأل كم بقي من الوقت؟ فلم يجبه أحد... فقال محدثا ً نفسه، ربما أستطيع النوم لمدة ساعة أو اثنتين.. وفي الساعة الحادية عشرة وعشرة دقائق أ ُقفلت الزنزانة ونام بوتو بهدوء.... وفي الساعة الحادية عشرة وخمسة وخمسين دقيقة وصل مساعدا ضابط السجن السيد مجيد أحمد قرشي والسيد كاظم حسين بلوش وحاولا إيقاظ بوتو من خارج الزنزانة ولكنه لم يستيقظ... وأ ُمرا أن يدخلا الزنزانة ويوقظا بوتو... فدخلا وحاولا إيقاظه ولكنه لم يستيقظ... واستـُدعي طبيب السجن وقام بفحصه وأكد بأنه حي... فناديت اسمه عدة مرات دون فائدة، وطلبت من الطبيب فحصه مرة أخري، فقام بفحصه وأكد بأنه حي، فناديته مرة أخري ولكنه لم يرد أيضا ً، فطلبت من الطبيب أن يفحصه للمرة الثالثة.. قائلا ً إن كان قد مات فهي مصيبة قد حلـّت علينا.. لا بد أن يبقي حيا. فقام الطبيب بفحصه وأكد بأنه فعلا حي... ولربما بأنه يمثل... فاقتربت منه وسألته إن كان يستطيع المشي ام نحمله..؟ ولكنه لم يرد.. وتمتم شيئا ً غير مفهوم.. وعندما حان الوقت أمر ضابط السجن رئيس القسم بأن يحضر رجاله لحمل بوتو... وحضر أربعة رجال، إثنان حملوه من ساقيه وإثنان من تحت ذراعيه... ووضعوه علي حمالة وبقي بدون حراك... فنقلوه الي مكان المقصلة ووضعوه علي الأرض.... ثم أمسكوا به من تحت إبطيه لمساعدته علي الوقوف... ولويت ذراعيه خلف ظهره ووضعت في يديه الأصفاد... وحضر الجلاد وغطي رأسه بكيس..... وفي تمام الساعة الثانية واربع دقائق ضغط الجلاد علي عتلة المقصلة.. وتدلي جسد بوتو وأ ُعلن إعدامه . ويضيف رفي الدين: رأيت شخصا ً يحرك جسد بوتو ولما سألت عن السبب، أجابني مدير إدارة السجون، إن الجلاد يقوم بذلك حتي لا تلتوي الجثة نتيجة للتصلب.
وهكذا قضي ذو الفقار علي بوتو نحبه دون أن يتنازل عن مبادئه أو أن يفرط في كبريائه وهذا ما ورثته عنه ابنته بنازير ونمت وترعرعت تلك المبادئ في ذاكرتها وعملت دائما ً لكي تكون ابنة أبيها وابنة باكستان، وهكذا كانت انطلاقتها من رحم المأساة.
توثقت علاقتي بعائلة بوتو أكثر بعد وفاته رغم عدم ارتياح الرئيس والسلطات الباكستانية لتلك العلاقة. ومن الجدير بالذكر بأنه تم اغتيال زميل لي اسمه مازن درويش كان يعمل في السفارة في إسلام أباد، اعتاد علي مرافقتي عند زيارة العائلة ولقاءات بنازير، وتم قنصه في منزله وكانت الرصاصة القاتلة في العنق. حدث ذلك في الفترة التي كان فيها بوتو سجينا ً، وكانت تلك رسالة قاسية لي
..... تقرر بعدها نقلي كسفير لفلسطين لدي أفغانستان التي اتخذها مرتضي وشاه نواز، شقيقا بنازير مقرا ً مؤقتا ً لهما. وشكلوا تنظيما إسمه ذو الفقار ـ الجناح العسكري لحزب الشعب قام ذلك التنظيم بعدة عمليات داخل باكستان وخطفوا طائرات باكستانية، نجحوا في إحداها في الإفراج عن اثنين وثمانين سجينا من رفاقهم كانوا في السجون الباكستانية، وعندما أ ُجبرت الطائرة علي الهبوط في مطار كابل ـ أفغانستان، طلبت السلطات الأفغانية أن أتولي عملية التفاوض مع الخاطفين، ووافقت علي ذلك وكان معي أيضا ً سفير العراق السيد ناجي العلي.
والحق يقال بأن السلطات الأفغانية كانت متفهمة لمطالب الخاطفين لكنها لم تستطع مساعدتهم وكانوا يخشوا من قيام قوات كوماندوز باكستانية باقتحام الطائرة. وطلبوا مني إبلاغ الخاطفين بذلك، فصعدت إلي الطائرة ومعي سفير العراق وقابلنا الخاطفين الذين وضعوا الرشاشات في صدورنا تحسبا لأي عمل خداعي وكانوا ثلاثة، المسؤول فيهم قدم نفسه باسم عالم قير (قـُتل فيما بعد في أفغانستان) ولما نقلنا لهم الرسالة قرروا التوجه الي دمشق بحكم العلاقات الوطيدة التي كانت تربط الرئيس حافظ الأسد برئيس الوزراء بوتو. وكان الأخ أبو جهاد رحمه الله علي اتصال مباشر بالتفاصيل. وما إن هبطت الطائرة في مطار دمشق حتي قدمت السلطات الباكستانية للسلطات السورية خطة لاقتحام الطائرة إلا أن الرد السوري كان حازما حيث قالوا للسلطات الباكستانية إما أن تـُلبوا طلب الخاطفين أو تتحملوا مغبة النتائج. وطلب الرئيس ضياء الحق التحدث إلي الرئيس حافظ الأسد فقيل له بأن الرئيس مشغول في حادث الطائرة وسيتحدث إليك فقط بعد انتهاء الأزمة. ووصلت الرسالة واضحة.. وما كان من السلطات الباكستانية إلا أن رضخت لمطلب الخاطفين وأرسلت طائرة علي متنها الإثنين وثمانين سجينا ً، وسمحت لها السلطات السورية بالهبوط في الجانب الآخر من المطار بعيدا ًعن الطائرة المخطوفة تحسبا ً لأي طارئ.
وبتاريخ 1985.7.18عثر علي شاه نواز مقتولا في شقته في نيس بفرنسا في ظروف غامضة لم تعرف حتي يومنا هذا. واستقر الشقيق الأكبر مرتضي في دمشق التي عاد منها الي باكستان إثر تولي شقيقته بنازير رئاسة الوزارة، ولكنه ا ُغتيل مع خمسة من مرافقيه في كمين قيل بأن الشرطة الباكستانية أعدته له واتـُهم عاصف زرداري، زوج أخته بأن له علاقة بالحادث ولم يتسن إثبات ذلك لنقص الأدلة.. ومن الملفت للنظر بأن الرصاصة القاتلة كانت في العنق.
قصدت من وراء ذلك السرد السريع للأحداث إلقاء الضوء علي الظروف التي أحاطت بالإنطلاقة السياسية لبنازير بوتو. والسؤال الذي ما زال ينتظر جوابا ً هو:
من قتل بنازير بوتو؟
بادئ ذي بدء أعلن مسؤول طالبان المتحالفة مع القاعدة في باكستان بأنه لا علاقة لهم بإغتيال بنازير وأضاف إن عاداتنا وتقاليدنا القبلية لا تسمح لنا بقتل النساء..
الرواية الرسمية السخيفة تقول بأنها ماتت إثر إرتطام رأسها بحافة الفتحة التي في سقف السيارة التي كانت تستقلها عندما أطلت برأسها لتحية جماهيرها وعادت بسرعة نتيجة للتفجير الإنتحاري.
رواية المرافقين معها في نفس السيارة تؤكد بأنهم سمعوا إطلاق نار وقعت بعده بنازير مضرجة في دمائها.
الكل يعلم بأن بنازير قد عادت إلي باكستان بضمانات عربية وأمريكية ضمن تسوية مع الجنرال برفيز مشرف، حليف الولايات المتحدة الأمريكية. الهدف من هذه التسوية متعدد الأطراف: فمن ناحية، هو تثبيت سياسي لأركان الجنرال مشرف التي اهتزت كثيراً علي المستوي الداخلي، حيث أوشكت أزمة القضاء الباكستاني الأخيرة بأن تطيح به وتقضي علي مستقبله السياسي، مما إضطره لإعلان حالة الطوارئ التي لم تلق استحسانا لا داخليا ًولا خارجيا ً. ومن ناحية أخري، المصلحة الأمريكية في التوافق بين بنازير ومشرف علي مقاومة الإرهاب والجماعات الإسلامية المتطرفة، وخاصة القاعدة وحليفتها طالبان. ومن ناحية ثالثة تعهد مشرف باسقاط تهم الفساد عن بنازير وزوجها عاصف زرداري والسماح لها بخوض الإنتخابات التي كانت مقررة في 8 كانون الثاني (يناير) الجاري.
عادت بنظير دون تردد، وفور عودتها استقبلتها الجماهير الباكستانية الحاشدة التي فاقت كل التوقعات بما فيها توقعات بنازير نفسها. وقال أحد الخبراء في معهدنا هذا ليس تأييدا ً إلي بنازير فحسب بل ايضا ً يعكس حالة الكراهية للنظام القائم. وبناء علي كل التوقعات أصبح فوز بنازير برئاسة الوزارة للمرة الثالثة شبه مؤكد.
لم يتأخر الفاعلون كثيرا ً عن محاولة إغتيالها ووضعوا لها عدة سيناريوهات للقتل، إن أفلتت من واحدة ظفرتها الأخري. بدأت عمليات التفجير والعمليات الانتحارية ولم تنجح أي منها في القضاء عليها، وذلك بفضل العناية الإلهية والإلتفاف الجماهيري الكثيف حولها علاوة علي السيارة المصفحة التي كانت تستقلها، ومن ثم تم اللجوء إلي سيناريو آخر للقتل.
لا شك أن تللك المحاولات قد ضاعفت من شعبيتها وهنا تحركت فيها مبادئ وكبرياء ذو الفقار علي بوتو، فوضعت اتفاقها مع مشرف وراء ظهرها وانطلقت في حملتها الإنتخابية تزأر بمحاربة الفساد وتـُكبـّر بإرساء أسس الديمقراطية وتكيل النقد اللاذع للجنرال مشرف ناعتة ً إياه بالدكتاتورية والفساد ومحملة إياه مسؤولية الإعتداء علي المؤسسات الدستورية والقضائية ومحاولات تزييف الإنتخابات.
وفي هذا السياق قال السيد لطيف خوصة، أحد مساعديها ورئيس وحدة مراقبة الإنتخابات في الحزب، في مؤتمر صحافي: إنه كان مقرراً أن تقابل بنازير اثنين من نواب مجلس الشيوخ الأمريكي علي الغداء، في نفس اليوم الذي أ ُغتيلت فيه، وذلك لإطلاعهما علي تقرير مكون من 160 صفحة يحتوي علي تكتيكات تزوير الإنتخابات ويتناول تفاصيل عمليات الترويع والتخويف وتجهيز صناديق انتخابات وهمية. وإن الجهة التي ستتولي هذه المهمة هي وكالة الإستخبارات الباكستانية ( ISI ) وبعض أجهزة الدولة ولجنة الإنتخابات... وأضاف السيد خوصة بأن هذا التقرير وعنوانه وصمة عار علي جبين الديمقراطية يبين التفاصيل التي خططت إليها وكالة الإستخبارات من أجل إصدار 25000 صندوق مختوم مسبقا ً لصالح حزب برفيز مشرف... وقال أيضا ً بأن وكالة الاستخبارات لديها كمبيوتر عملاق يستطيع الدخول علي أي كمبيوتر ومتصل مع أنظمة وكمبيوتر لجنة الإنتخابات. ويضيف السيد خوصة.. بأن التقرير يفيد أيضا ًً بأن الموازنة التي اعتمدت لعمليات التزوير تم اقتطاعها من المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية الي باكستان تحت بند مكافحة الإرهاب .
في حال ثبوت صحة تلك المعلومات، هل تلقي ظلالا ً علي القاتل...؟
لماذا قـُتلت بنازير؟
أجيب علي ذلك بتساؤل حديث قديم، هل قدمت الولايات المتحدة الأمريكية أي دعم لأي رئيس في العالم الثالث يستمد قوته وسلطاته من الشعب ومن خلال انتخابات حرة ونزيهة...؟ أو هل علي الأقل تركته وشأنه..؟ أم أنها تدخلت وتدخلت حتي اخترقت، برضاه أو عدمه، كل أجهزة دولته حتي أضحت كصفيح صدئ مهترئ..!! وهل هناك فعلا ً سعي دولي حقيقي لإرساء أسس الحرية والديمقراطية والإستقلال في العالم..؟ أنا لست بحاجة لكي أ ُذكـّر بفلسطين والعراق وأفغانستان...
استخلص مقالي هذا بأن المؤشرات الأولي للحملة الإنتخابية التي أطلقتها بنازير بوتو لم تترك مجالاً للشك في نوع الحكم الذي سيسود باكستان لو كتبت لها الحياة. في أقله، سيتعارض مع مصالح النظام الحالي وحلفائه. وفي الغالب، ستعود حقبة ذو الفقار علي بوتو وتصدق مقولة بنازير عندما قررت زيارة ياسر عرفات ورفضت اسرائيل السماح لها يالمرور، وقال وقتها رابين: يجب علي الهانم ان تتعلم قليلآ ً من الأدب... في إشارة مغزاها زيارة إسرائيل أولا ً. فألغت بنازير الزيارة وقالت لي وقتها كلمتها المشهورة أنا ابنة أبي، وأبي والد باكستان فأنا إبنة باكستان.. والله لن أ ُقدم علي ما أحجم عنه أبي. في إشارة لتصريح والدها الذي قال فيه: لو أن العالم بأسره اعترف بإسرائيل فإن باكستان لن تعترف بها .
وهنا أقول ربما تكون قد تقاطعت الخطوط والتقت المصالح بالتخلص من بنازير.. لذا جاء ذو النظارة السوداء، يتبعه المتسربل بالحقد والإنتقام، ليقودا قطار موت سريع غاص في قلب الجماهير والتهم ابنة بوتو وباكستان.. ورصاصة غادرة، أيضا ً في العنق... وتبقي روحك يا بنازير تحلق فوق الجماهير الحاشدة.

ہ سفير دولة فلسطين السابق لدي ماليزيا
مستشار في معهد ماليزيا للدراسات الإستراتيجية والدولية