...

باراك حسين أوباما مرحباً .. ولكن؟


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل


باراك حسين أوباما مرحباً .. ولكن؟ 

بقلم: أبو يسار 

 
لا شك أنني سعيد بنبأ فوز باراك حسين أوباما بمنصب الرئيس في الولايات المتحدة الأمريكية ، ليس حباً فيه ، فأنا لا أعرفه ، ولا أعرف عنه أكثر مما نشرته الصحف ووسائل الإعلام ، وإنما جاءت هذه السعادة تشفياً وكرهاً في سلفه زعيم عصابة الإجرام الوحش القاتل البشع جورج بوش الابن ، المريض بالحقد والغل والكراهية للعرب والمسلمين ، والذي دفع بسلوكه الإجرامي معظم شعوب العالم بما فيهم الأوروبيين إلى معاداة أمريكا والأمريكيين.
وأنا كسياسي براجماتي لا أتعامل بالتفاؤل أو التشاؤم ، آمل أن يكون باراك حسين أوباما صادقاً في دعوته الانتخابية (التغيير).
 والتغيير كما أفهمه لا يعني الداخل الأمريكي فقط ، بل الداخل والخارج معاً ، لأن ما يعنينا هو الخارج لأننا كشعوب وأمم خارج الولايات المتحدة الأمريكية نتأثر شئنا أم أبينا بالسياسة الخارجية الأمريكية ، والجدير ذكره أنه وبعد تفكيك الاتحاد السوفيتي في نهايات القرن الماضي باتت الولايات المتحدة الأمريكية تمثل القطب الأوحد في هذا العالم ، ولكي يستوي الميزان لابد أن تتعدد الأقطاب لتتساوى القوى المؤثرة في عالمنا فيحل العدل وتنتهي سياسة الكيل بمكيالين ونظام الهيمنة والقوة المتغطرسة الجاهلة ، والتي مثلتها بوضوح إدارة المجرم الفظ جورج بوش الابن.
لقد وعد الرئيس باراك حسين أوباما _المنحدر من أب كيني أفريقي مسلم هاجر للولايات المتحدة في منتصف الخمسينات من القرن الماضي (1958)_ بأن ينتهج سياسة معتدلة على الصعيد الخارجي ، وأهم هذه الوعود .. الانسحاب من العراق خلال ستة أشهر ، الحوار مع كل من إيران وسوريا ، تشديد الحرب على (الإرهاب) وتحديداً تنظيم القاعدة وزيادة عدد القوات الأمريكية في أفغانستان ، يضاف إلى ذلك صيانة وحماية الكيان الصهيوني وبذل كل الجهود لصيانة أمن هذا الكيان.
وهنا لابد من الإشارة إلى أن السيد الرئيس أوباما سيخطئ كثيراً إذا اعتقد أن محاربة (الإرهاب) تتم بواسطة الجيوش ، وعليه أن يتعلم من جرائم وأخطاء سلفه المعتوه بوش ، لاسيما وأن الجيش الأمريكي ومعه قوات حلف الناتو ومنذ عام 2001 في حالة حرب على طالبان والقاعدة دون جدوى تذكر ، وكل النتائج تشير إلى حالة الاستنزاف القوية التي تتعرض لها القوات الأمريكية وشركائها من قوات الناتو ، إضافة لما تتحمله الخزانة الأمريكية من عبء ثقيل جرّاء الصرف على هذه الحرب الخاسرة كلّفتها حتى الآن ديناً بلغت قيمته 221 ألف مليار (221 تريليون) ، وإذا أراد أوباما الخروج من أوحال وجبال أفغانستان بما يحفظ ماء الوجه فلا طريق له إلا طريق الحوار مع طالبان ، وعليه أن يكون شجاعاً ويتخذ هذا القرار.
أما تبنّيه للكيان الصهيوني بافترائه على الحق العربي فهذا يعني استمرار سياسة الكيل بمكيالين التي مارستها الإدارة الأمريكية السابقة جمهوريون وديموقراطيون ، وهذا يعني أن أوباما سيخطئ مجدداً جراء تبني هذه السياسة الأمر الذي سيزيد من عداء الشعوب العربية ولإسلامية لأمريكا.
ومما لا يبشّر أولئك المتفائلين بالسيد الجديد للبيت الأبيض اختياره لليهودي الإسرائيلي ران بنيامين إيمانويل (الذي خدم في الجيش الإسرائيلي عام 1990 ، 1991 وابن بنيامين إيمانويل عضو منظمة الأرجون الصهيونية الإرهابية المسئولة عن مجزرة دير ياسين وتفجير فندق الملك داوود بالقدس عام 1948 ) ليكون كبيراً لموظفي البيت الأبيض أي وزير شئون رئاسة الجمهورية ومدير مكتب الرئيس، أي المتحكم فيمن يقابل الرئيس أو فيما يقرأ الرئيس أو ممن يسمع الرئيس ، وهو الوحيد الذي يهمس في أذن الرئيس ويؤثر في قراراته المصيرية؛ 
وبهذا فإن عملية التغيير التي جاء بها السيد أوباما تبدو شعاراً انتخابيا لا أكثر ولا أقل ، وعسى أن يخيّب الرئيس الجديد هذه الظنون ويكون بطلاً حقيقياً للتغيير رغم قناعاتي الشخصية التي تتمثل في أن بطل التغيير هو الشعب الأمريكي (الذي ظل حتى عام 1964 يعاني من التفرقة العنصرية) كونه جاء برئيس أسود للمرة الأولى في تاريخ أمريكا.
وإذا أراد باراك أوباما أن يكون بطلاً حقيقياً للتغيير ويكسب حب وثقة الداخل الأمريكي أولاً ، والخارج ثانياً فعليه تشكيل محكمة لجرائم الحرب تحاكم المجرم القذر جورج بوش الابن وعصابته التي شاركته لمدة ثمان سنوات الحكم ، وأنا متطوعاً أعُد له لائحة الاتهام ضد هؤلاء المجرمين القتلة أعداء الشعوب عموماً والشعب الأمريكي على وجه الخصوص ، لاسيما وأن 91% من مجموع الشعب الأمريكي قالوا أن إدارة المجرم بوش قد سارت بهم في طريق خاطئة دمرت اقتصادهم وأكسبتهم عداء العالم.
وإذا أقدم الرئيس الجديد واتخذ قرارات شجاعة بتقديم المجرم بوش للمحاكمة فسيجد دعماً من 91% من الشعب الأمريكي ، 74% من الاتحاد الأوربي ، 98% من دول وشعوب العالم الثالث ، فهل سيُقدم؟! نتمنى ذلك. 
وللسيد أوباما الرئيس الجديد اهدي لائحة الاتهام هذه ضد المجرم بوش منصّباً نفسي مدعيّا ومدافعاً عن حق الشعب الأمريكي وشعوب العالم الأخرى المتضررة والمقهورة بسبب سياسات بوش الخرقاء ..
أولاً / تحميل الخزانة الأمريكية دين بلغت قيمته 221 ألف مليار دولار جراء غزوه أفغانستان وهي أموال الشعب الأمريكي يسددّها من حياته وقوته.

ثانياً / تحميل الخزانة الأمريكية المثقلة بالعجز والديون نفقات يومية بلغت 700 مليون دولار لتغطية الحرب الدائرة في العراق ونفقات للقوات الأمريكية داخل العراق ، أي 21 مليار دولار في الشهر أي 252 مليار في السنة.

ثالثاً / التسبب بقتل 6000 جندي وضابط أمريكي في العراق وثلاثة عشر ألفا من المعاقين جراء الإصابات. 

رابعاً / التسبب بقتل مليون ومائتان وخمسون ألفاً من الشعب العراقي بينهم إثني عشر ألفا من خيرة العلماء في الطب والرياضيات والفيزياء والكيمياء وأساتذة الجامعات.

خامساً / تدمير البنية التحتية في العراق (الكهرباء – الماء – الصحة – الزراعة – التعليم – الصناعة – الطرق والمواصلات).

سادساً / مسئوليته عن معسكرات الاعتقال والتعذيب في أبو غريب وغوانتانامو.

سابعاً / تسببه في مقتل قرابة مليون ونصف المليون من المدنيين في أفغانستان وباكستان.

ثامناً / مسئوليته المباشرة ومن خلال دعمه وتغطيته للحكومة الصهيونية عن مقتل أكثر من 1500 مدني لبناني وتشريد أكثر من 150 ألف بعد تدمير مدنهم وقراهم في تموز 2006.

ولا نريد أن نحاكمه على جرائم العدو الصهيوني في فلسطين لأن هذه التهمة ستطال كل الإدارات الأمريكية المتتالية منذ نشأة الكيان الصهيوني وحتى يومنا هذا ،

والآن يأتي السؤال هل يجرؤ السيد الجديد للبيت الأبيض على اتخاذ هذا القرار . . سؤال أضعه برسم كل مواطن أمريكي وكل مواطن من دول العالم الثالث وكل مواطن عربي