...

وماتت القضية الفلسطينية


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل

وماتت القضية الفلسطينية
 
 بقلم :عمير يحيي الفرا

يؤسفني القول أن القضية الفلسطينية أصبحت عديمة الوجود ، فقد فقدناها منذ زمن بعيد ،فقدنا حق عودة اللاجئين، وإزالة المستوطنات ، وإستعادة القدس ، وقضايا أخري كبيرة علي أرض الواقع .
لقد مرت القضية الفلسطينية بمراحل جميعها أخطر من بعضها البعض ،والمراحل هي كالتالي:
أولا :مرحلة العام 1948
عام 48 كان يمثل للشعب الفلسطيني نقطة تاريخية وتحول دراماتيكي، فقبيل هذا العام بسنوات قلائل كانت الهجرة اليهودية قد بدأت إلى فلسطين وأخذ اليهود بإنشاء كيان لهم على هذه الأرض لمحاولة الاستيلاء عليها وطرد أهلها.
فكانت نكبة 48 هي النقطة التي أخرجوا فيها اليهود مخططهم الكبير إلى حيز الوجود، فأخذت العصابات الصهيونية باقتحام المدن والقرى الفلسطينية وأعملت فيها المجازر البشعة، والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الفلسطينيين.
وتشير الإحصائيات الفلسطينية إلى أن حرب 48 أدت إلى طرد ما يزيد عن 714 ألف فلسطيني عن أرضه وبيته، وبذلك عملت على تشتت الشمل الفلسطيني، حيث توزعت هذه الأعداد الضخمة في عدد من الأماكن سواء داخل الأراضي الفلسطينية (مخيمات للاجئين في الداخل) أو هجروا إلى الدول المجاورة (الأردن، لبنان، سوريا، مصر).
ولم يتوقف المخطط اليهودي ضد الفلسطينيين عن عام 48، بل استمر في الأعوام اللاحقة، وفي الوقت نفسه عملت الحركة الصهيونية العالمية على إيفاد المئات من اليهود من دول العالم إلى فلسطين حيث كانت تهدف من ذلك الضغط على الوجود الفلسطيني ومحاولة رفع عدد اليهود المتواجدين في فلسطين بحيث يكون لهم كيان وهيكلية تدفع بالكيان الفلسطيني إلى الخارج وطرده عن وطنه.
ويمكن تحديد المناطق التي احتلت عام 48 بأنها هي الأراضي الفلسطينية التي يطلق عليها اليوم (داخل الخط الأخضر)، إضافة إلى قطاع غزة. أما الضفة الغربية فإن احتلالها جاء بمرحلة لاحقة
ثانيا :نكسة 1967جاءت حرب 1967 لتكمل الجزء الآخر من الحلقة التي رسمت عام 48، وكانت هذه الحرب بمثابة الاحتلال الكامل للأراضي الفلسطينية وإخضاعها للسيطرة المحتل، وبنفس الوقت كان الوجود اليهودي قد بدأ يتعاظم وأخذت العصابات الإسرائيلية بالعمل في تحقيق مخططاتها بالطريقة التي تراها مناسبة، فكانت عشرات المجازر التي ارتكبت بحق المدنيين الفلسطينيين؛ وهو ما أضر بآلاف الفلسطينيين واضطرهم إلى ترك منازلهم وقراهم والرحيل بحثا عن الأمن والآمان.
ومن ثم تتابعت هذه الأحداث الواحدة تلو الأخرى، إلا أن الشعب الفلسطيني كان قد اكتسب بعض الخبرة من السنوات السابقة.. وكان يعي إلى حد ما المخطط الصهيوني آنذاك، فكان يحاول بكل الوسائل كسر هذا المخطط
ثالثا : الانتفاضة الاولي 1987
وتعتبر هذه المرحلة من أهم الوقفات في التاريخ الفلسطيني، وهي الانتفاضة الأولى التي انطلقت للحفاظ على الهوية وترسيخ الوجود الفلسطيني.
فبعد نكبة 67، وما تلاها من سنوات شبه هدوء بدأ التخوف أن يندمج المجتمع الفلسطيني في الوجود اليهودي أو التأثر به ونسيان حقه في هذه الأرض، لذلك جاءت هذه الانتفاضة عام (1987) كمنبه وميقظ للوجود الفلسطيني الذي رفض التعايش مع المحتل.
رابعا : مرحلة قدوم السلطة 1994
أتت الانتفاضة الفلسطينية بعض ثمارها، وذلك دون إغفال أن المجتمع الفلسطيني قدم فيها كثيرا من التضحيات البشرية والمادية.
فبعد أن حركت هذه الانتفاضة المياه الراكدة، والهدوء العالمي، سعى المجتمع الدولي محاولا إسكات الصوت الفلسطيني بإعطائه جزءا من الحقوق، ومن هنا بدأت المفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية والتي كانت قيادتها ورئاستها آنذاك في الخارج، إلا أن المجتمع الفلسطيني الداخلي (الشعب) كان يرفض كل المفاوضات التي تنقص الشعب الفلسطيني أي جزء من حقه.
تمخضت هذه المفاوضات أخيرا عن اتفاق أوسلو في العام 1993، وبدأت تطبيقه على أرض الواقع مع بداية 1994، ومن هنا كان هذا العام تاريخا جديدا يضاف إلى سجلات الشعب الفلسطيني
خامسا: انتفاضة الأقصي2000
وهذه المرحلة بالتحديد هي ما بعد 29 سبتمبر 2000، أي بعد انطلاقة انتفاضة الأقصى التي يعلم الجميع أسباب انطلاقتها والاستفزاز الإسرائيلي في اقتحام المسجد الأقصى من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي إريل شارون له.
بعد فشل إسرائيل في تحقيق مخططاتها والإيقاع بين الفلسطينيين أنفسهم كما تحدثنا في المرحلة السابقة، بدأت إسرائيل تبحث عن قضايا تستفز بها المجتمع الفلسطيني، وبالتالي لكي لا تلزم هي الأخرى بالاتفاقيات التي وقعتها
.
فانطلقت انتفاضة الأقصى لتعيد الحق لأهلة، وترفع الكرامة الفلسطينية لأهلها
وأخيرا جاء موت الرئيس ياسر عرفات وكان هذا المسمار الأخير في نعش القضية الفلسطينية فقد تولي محمود عباس الرئاسة خلفا لياسر عرفات ولكن للأسف فإنه لم يتمتع بحنكة وذكاء القائد ياسر عرفات ولم يعرف كيف يجمع أبناء الشعب حوله من فتح وحماس فقد إزداد الإنفلات الأمني وإزدادت وتيرة التغني بالتنظيمات من هو إبن فتح ومن هو إبن حماس ونسينا أننا كلنا أبناء قضية واحدة.
وسيطرت حركة حماس علي قطاع غزة ومن هنا تم إعلان موت القضية للأبد لقد أصبح الشغل الشاغل كيف يجلس الطرفين للحوار ،وكيف نعمل علي فتح المعبر وكيف وكيف وكيف
ولغيت القضية الأصلية أصبحت القضية توحيد أبناء الشعب الواحد لا مقاومة الاحتلال
فرحمة الله عليكي ياقضيتنا الفلسطينية ولا عزاء للشرفاء ومحبيين فلسطين.........
 
للتعليق إضغط هنا