...

الحذاء ... خير وداع لأسوأ رئيس


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل

صفحة جديدة 1

 

الحذاء ... خير وداع لأسوأ رئيس

 

بقلم الصحافي / أ. يحيى ناجح الفرا.

 

نهاية طبيعية لأسوأ رئيس يحكم الولايات المتحدة الأمريكية ... نعم انه الوداع العربي الذي يليق بشخص تطاول على أمة بأكملها ، فلكلٍ الوداع الذي يستحقه وهذا ما يستحقه بوش ، فقد هزم حزبه الجمهوري شر هزيمة في الانتخابات الأمريكية الأخيرة جراء سياسته المتهورة الإجرامية في مختلف أنحاء العالم إضافة إلى الهزائم المتوالية للسياسة الأمريكية وجاءت الهزائم الاقتصادية متمثلة في سلسة الإخفاقات الاقتصادية الأمريكية والتي طالت أيضا الدول الأوروبية ومن دار في فلكها.

وجاء نعلي الصحافي العراقي العربي ( منتظر الزيدي ) ليلقي بظلاله أيضا على حقبة بوش الخائبة الذي يجر أذيال الخزي والندامة.

فهاهو الإعلام يقول كلمته وبطريقة ٍ مبتدعة وجديدة .. وأبى الإعلام العربي إلا أن يشارك الأمة العربية همومها وآلامها . فلم يستطع القادة العرب أن يقولوا كلمتهم لبوش ولإدارته ، كما لم تستطع الجيوش العربية أن تقول كلمتها ولكن الزيدي بحذائه الطائر قال كلمته التي كان لها وقع اكبر من وقع الأسلحة لما يعنيه ذلك من الرفض العربي للسياسة الأمريكية العدوانية المتتالية على امتنا العربية في فلسطين والعراق وجميع أنحاء عالمنا العربي .

وما هذا التأييد الجماهيري العربي الجارف لمنتظر الزيدي وصنيعه الجميل إلا تعبير عن استنكار كل الأمة العربية لسياسة الإدارة الأمريكية بشكل عام ولإدارة بوش بشكل خاص في تعاملها مع القضايا العربية والانحياز الأهوج الصريح لإسرائيل .

لقد أضحى الزيدي بطلا قوميا عربيا لدى الجماهير العربية استطاع أن يعبر عما يجيش في صدورها ، فهذه الهبة  الجماهيرية المؤيدة له ووقوف الصحافيين العرب خلفه وهذا الجيش من المحاميين العرب الشرفاء الذين هبوا للدفاع عنه .. خير تعبير عن الغضب الجماهيري العميق على السياسة الأمريكية متمثلة بعنجهية بوش وسياسته الحمقاء .

ويبدو أن الصحافي العراقي العربي الزيدي استطاع أن يضيف للإعلام أداة جديدة متمثلة في الحذاء الطائر ، وذلك عندما تعجز الكلمة والصورة عن قول الحقيقة بصراحة ووضوح جراء سياسة تكميم الأفواه وتقييد الحريات في عالمنا العربي .

وإذا كنا قد اشرنا في مقالنا السابق إلى ضعف الإعلام العربي بشكل عام فقد جاء الزيدي ليؤكد بطريقته الخاصة أن هناك من يستطيع النهوض بالإعلام العربي رغم المعوقات والعراقيل التي تضعها الأنظمة العربية أمام حرية الإعلام . هذه الأداة الجديدة التي ابتدعها الزيدي لن يستطيع احد أن يوقفها أو يردعها إلا إذا قامت الأنظمة بمنع ارتداء الصحفيين للأحذية ، وربما تقدم بعض الأنظمة الاستبدادية على ذلك  لأنه لا يردعها أي وازع أخلاقي لكنها لن تستطيع أن توقف ابتداع أساليب إعلامية عربية أخرى جديدة لتقول الكلمة الفصل في وجه الطغيان مهما كانت قوته وجبروته وإذا كان الشاعر قد قال : السيف اصدق إنباءً من الكتب..

فهاهو الزيدي يقول : الحذاء اصدق إنباءً من الكلمة..

فالحرية لمنتظر الزيدي ولكل الأحرار والشرفاء في عالمنا العربي