...

النداء الأخير يا سيادة الرئيس


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل

 النداء الأخير يا سيادة الرئيس

بقلم / أحمد محمد سليمان

25.12.2008



نعم يا سيادة الرئيس محمود رضا عباس / رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية هذا هو النداء الأخير ليك من شعبك المحاصر بغزة الذي يعاني أقصى معاني المعاناة والتي لم تحصل مثلها من قبل

أطفال رضع ستموت,
مرضى قُطع عنهم الدواء,
مستشفيات دون كهرباء,
وسائل النقل ستتعطل,
مخابز توقفت عن العمل

والكثير الكثير من المصائب ستحل بهذا الشعب الفلسطيني المحاصر فلابد من قرار صعب وجريئا للم الشمل وتوحيد الصفوف وهذا لن يكون بالمجاني يا سيادة الرئيس لابد من تضحية من أجل شعبك الذي انتخبك والفرصة لازالت سانحة فهذا الشعب العظيم بغزة يستحق منك العمل على الخروج معه من عنق الزجاجة وأنت تقدر على هذا .
وتقدر أيضاً على صنع سيناريو أحلام هذا الشعب بالعودة من جديد وإنجاح الحوار والدخول بحكومة مؤقتة ترفع الحصار و تقود الشعب لانتخابات رئاسية وتشريعية معاً قادرة على قيادة الشعب إلى بر الأمان وبناء وطن يستوعب جميع الكوادر الفعالة مبني على أُسس متينة تكون قادرة على الصمود بوجه التغيرات الحاصلة بهذا العالم العربي والعالمي.
فالأخوة بحركة المقاومة الإسلامية حماس يمدون ليك أيديهم البيضاء لكي تتحد معهم وتكملوا المشوار سوياً دون شرط ودون غالب ولا مغلوب.
ولنقف سوياً لحظة بطولية أمام هذا الحصار نرضي بها طموحاتنا متناسيين الماضي بدمائه واختلافاته السياسية والحل يكمن بفكرة صغيرة أنظر لنظرية ( إسحاق نيوتن ) صاحب قانون الجاذبية كان يجلس تحت شجرة ومن خلال سقوط الثمرة استنتج القانون الذي انتشر وأصبح العالم أجمع يعتمد عليه ومن خلالها خدم كل الأمة بفكرة صغيرة فلماذا لا نصارح أنفسنا ونقف وقفة صدق مع أنفسنا وأمام شعبنا المحاصر الصامد
وأذكرك بكلمة السيد / إسماعيل هنيه حيث قال :
(( أفرجوا عن المعتقلين السياسيين ونلتقي غداً بالقاهرة ))
فهذا الرجل العظيم جدير بأن تأخذ كلامه بمحمل الجد وتنتهز الفرصة الأخيرة قبل أن ندخل سوياً نفق مظلم لا نستطيع الخروج منه.
فلك الخيار بأن تجعل الكرة بملعب حركة المقاومة الإسلامية حماس.
ولا أنسى أُذكرك اليوم يا سيادة الرئيس محمود عباس بهذا المقال أنك جربت اولمرت ثلاثة عشرة عاماً من المباحثات واللقاءات والمفاوضات ولم تأخذ منه كل ما تريد وجربت بوش أيضاً ولم تأخذ منه كل ما تريد وها هما ذهبا وتركوك وحيداً كيف لا !!
واللقاء الأخير مع بوش الذي يحمل عنوان الوداع الأخير قد تم بينكما,

دون قيام دولة فلسطينية
دون وقف بناء المغتصبات
دون وقف للجدار الجائر
دون فك الحواجز بالضفة
و دون و دون الكثير ...
فقد حان الوقت لتجرب حركة المقاومة الإسلامية حماس أبناء جلدتُك
يا سيادة الرئيس محمود عباس.
وخصوصاً أننا نتحدث اليوم عن نهاية التهدئة المعلنة سابقاً عبر الوسيط المصري وها هو شعبك يصرح بعدم العودة لتجديدها بالمجان وخصوصاً حماس فهي الآن في ربيع قوتها وهم الأقوياء على أرض صلبة لن تكتمل إلا بوجودك معهم كيف لا وأنت قائد حركة فتح أم البطولات والعمليات الفدائية الجريئة التي أذاقت العدو العذاب اللوان والأجدر بك أن تحاور عدوك وأنت قوي ( فالمؤمن القوي أحب وأفضل عند الله من المؤمن الضعيف ) نعم المؤمن الذي يقدر على التحكم بنفسه ويقويها على الطاعات والعبادات عند الله أفضل من المؤمن المتقاعس المستسلم فأنت بمساعدتك لشعبك ترضي الله عز وجل ومن خلال الرضا من الله عليك تكون قد نفذت الطاعات.
والحديث الصحيح يقول قال رسول الله صلى الله علية وسلم ( من نفث عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ).
وما أكثر الكُرب التي يعيشها شعبنا حتى وصل بهم الحال التدخل بلقمة العيش فلا دقيق بالمطاحن ولا قمح وأغلقت المطاحن التي تطعم وتغذي الشعب ولم تغلق مطاحن الكلمات والمشاحنات يا سيادة الرئيس والحل بيدك قرار يسجله التاريخ لك ليكون معبر تخترق به جميع الحدود و تمسح به ويلات ماضي مضى وتعود أنت أنت من جديد رئيس يا سيادة الرئيس
فهل أنت مستعد لتلبي النداء الأخير