...

إلى متى ...؟


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل

إلى متى

إلى متى ...؟

بقلم القاضي: علي الفرا
رئيس محكمةالاستئناف

30-12-2008

 

إن المتتبع للتصريحات الإسرائيلية والتصفح لمواقعها الإلكترونية كان يعلم أن غزو قطاع غزة قادم لا محالة. ولكن المستغرب هو الصمت العربي الرسمي خلال فترة تلك التصريحات وكأن الامر يتعلق بجزء لا يمت للأمة العربية بصلة!! والأدهى من ذلك وأمر على النفس أن تقف وزيرة خارجية العدو الصهيوني بكل وقاحة لتعلق من عاصمة أكبر دولة  عربية  أن الحال في غزة لن يبقى على ما هو عليه وأن الحرب ضد سكان قطاع غزة لا بد وأن تكون.

 ولم نسمع من الأشقاء في مصر العروبة التي نكن لها قيادة وحكومة وشعبا كل الإحترام والحب والتقدير لما بذلته على مدار عقود من الزمن من جهود وما قدمته من شهداء في سبيل نصرة القضية الفلسطينية. أقول لم نسمع الرد الذي كنا نود أن نسمعه وهو أن تأمر ليفني بسحب سفيرها في القاهره بيدها مودعا بأحذية أبطال مصر, لم يحدث ذلك ولكن الذي حدث هو أنه في اليوم بعد التالي لزيارتها لمصر أن بدأت الغارات الجوية على قطاع غزة.

غارات شاركت فيها ستون طائرة حربية أمريكية الصنع مزودة بالنفط العربي لتدك أرجاء قطاع غزة من شماله إلى جنوبه في لحظة واحدة لتوقع في تلك اللحظة أكثر من مائتي شهيد وأكثر من أربعمائة جريح ثم تتوالى الغارات الجوية ليلا نهارا لتدك جميع المقار الأمنية والوزارات والمؤسسات والمساجد والبيوت لترتفع حصيلة الشهداء إلى ما يقارب الأربعمائة شهيد وحصيلة الجرحى إلى ما يقارب الألفي جريح.

ورغم كل ذلك لا نسمع من أشقائنا في الدول العربية إلا بعض كلمات الشجب والإستنكار على إستحياء ثم تأتي سوداء البيت الأسود في واشنطن محج الزعماء العرب لتعلن ادانتها للصواريخ الفلسطينية التي تطلق من قطاع غزة على الاراضي الإسرائيلية على حد زعمها متناسية المجازر الكبرى التي ارتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة.

والأغرب من ذلك ان يخرج علينا وزير خارجية قطر ليقول لليفني ان العدوان على قطاع غزة ليس له ما يبرره وهل كان احتلال الكيان الصهيوني لكامل فلسطين وطرد اهلها عام 48 وعام67 يا معالي وزير الخارجية القطري ما يبرره؟ ان قيام اسرائيل على ارض فلسطين العربية الاسلامية منذ البداية ليس له ما يبرره لا تاريخيا ولا عقائديا. بل اسرائيل هي كيان صهيوني مغتصب للارض ومقتلع للشعب الفلسطيني من ارضه ووطنه.

إلى متى هذا الصمت الرسمي العربي؟ وإلى متى هذه الخلافات العربية؟ وإلى متى هذا التصنيف الذي ابتدعته دولة الشر برئيسها المنصرف بالحذاء إلى دول الإعتدال ودول غير الإعتدال؟

أما آن للزعماء العرب أن يفيقوا ويعلموا أن أمريكا واسرائيل هما العدوان الحقيقيان لكل العرب والمسلمين ..إلى متى يا قادتنا وزعمائنا...؟

المطلوب منكم اليوم أيها السادة أيها القادة ليس فقط ارسال المعونات الإنسانية والدوائية على أهميتها والتي كان يجب أن ترسل وتصل إلى قطاع غزة قبل الكارثة والتي كانت متوقعه لا أن ترسل من قبلكم بعد وقوع الكارثة. المطلوب منكم أيها السادة الوقوف وقفة رجل واحد في وجه آلة الحرب الصهيونية التي تدمر كل ما هو حي في قطاع غزة.

 فالضربه ليست موجهه لحماس فقط بل هي موجهه للفلسطينيين أينما وجدوا بقصد القضاء عليهم واخضاعهم للملاءات الإسرائيلية. ألا تعلمون أيها السادة أن الطائرات التي تقصفنا ليلا ونهارا مزودة بنفطكم!! الا تعلمون أيها السادة أن بإمكانكم وقف هذه المجزرة إذا ما استعملتم سلاح النفط وسحب أرصدتكم من البنوك الأمريكية والأوروبية لتمارس تلك الدول ضغطها ونفوذها على إسرائيل لوقف المجزرة.

قرأت في 1965 كتاب بعنوان دور النفط والدفع في تحرير فلسطين. وأقول اليوم أين دور النفط والارصدة العربية التي تستعمل لإنقاذ دولة الشر الولايات المتحدة الأمريكية من الأزمة المالية العالمية التي تعصف بالإقتصاد الأمريكي أقول اين دورها في وقف آلة الحرب الإسرائيلية التي تمعن في قتل أبناء فلسطين في قطاع غزة.

والمطلوب إغلاق السفارات الإسرائيلية الموجودة في بعض العواصم العربية وكذلك اغلاق السفارات العربية الموجودة في تل ابيب كخطوة احتجاجية صحيحة على العدوان الاسرائيلي على قطاعنا الصامد.

وأما الى القيادات الفلسطينية سواء في غزة أو رام الله فأقول إلى متى هذه الخلافات؟ وإلى متى هذه الإنقسامات؟ وإلى متى هذه التراشقات الإعلامية التي لا تخدم إلا العدو الصهيوني المتربص بالجميع منا وهدفه القضاء علينا جميعا؟ ان لم يوحدنا الدم النازف في قطاعنا الحبيب فمن الذي سيوحدنا؟ أليس دمنا واحد وألسنا كلنا أبناء وطن واحد بل والأهم من هذا أليس كلنا أبناء دين واحد وهو الإسلام العظيم!!

أيها القادة: الصاروخ لا يفرق بين تنظيم وآخر, الصاروخ عندما تطلقه آلة الحرب الصهيونية لا يفرق بين حمساوي وفتحاوي وجهادي وجبهاوي ومستقل بل يقتل الجميع يقتل الجميع يقتل الجميع.

الكل في دائرة الإستهداف والوحدة مطلب أساسي لنا لنكون قوة في وجه هذا المحتل المتغطرس المتمترس وراء آلته الحربية.

ايها  القادة اما قراتم قول الله تعالى "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " الله يأمركم بالاعتصام به سبحانه وتعالى وينهاكم عن الفرقة. لان في الوحدة قوة وفي التفرق ضعف واذكروا قول الشاعر

وتأبى العصى إذا تجمعن تكسرا     وإذا تفرقت تكسرت آحادا

واما للشعب الفلسطيني فأقول أن الله لن يضيعكم ولن يخذلكم وأن ما حدث هو ابتلاء من الله سبحانه وتعالى ليختبر مدى صبركم وتمسككم بحبل الله وتذكروا قول الله سبحانه تعالى" وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ{155} الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ{156} أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ{157}" سورة البقرة

وقوله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{200} "آل عمران

وقوله تعالى " الم{1} أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ{2} وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ{3} "العنكبوت

عليكم بالتوكل على الله والتمسك بوحدتكم التي هي أساس قوتكم ولندعوا الله جميعا

ربنا اجعل لنا من بعد عسرنا يسرا

ومن بعد همنا فرجنا

ولا تكلنا لأنفسنا ولا لغيرك طرفة عين

اللهم إنا مغلوبون فانتصر

اللهم اليك نشكو ضعفنا وقلة قوتنا وهواننا على الناس

اللهم أنصر المجاهدين في سبيلك وامددهم بمدد من عندك

اللهم اهلك اليهود والصليبيين

اللهم ارنا فيهم عجائب قدرتك

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين