...

عصفـور الجـنة.. عـز الـديـن


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل

صفحة جديدة 1

لـقـاء السـبـت

عصفـور الجـنة.. عـز الـديـن

 بقلـم/ أبـو يـسـار

 

    سأصحبك اليوم عزيزي القارئ مع حدوته فلسطينية من واقع الحرب الظالمة التي شنتها قوى الظلام المجرمة على الشعب الفلسطيني الأعزل والمظلوم في غزة ممثلةً في إدارة الكلب المسعور بوش وحليفتها إدارة الكيان الصهيوني الإرهابية، وهما للأسف في نظر هذا العالم المنافق دعاة الديمقراطية والحرية ؟؟!!، إدارتان مجرمتان إرهابيتان أفضل مكان لهما هو قفص الإتهام في محكمة جرائم الحرب، لو كان هناك فعلاً مفهوماً عادلاً وصحيحاً للديمقراطية والحرية، هؤلاء الكذابون في الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني وأوروبا المتشدقون لشعارات العالم الحر، المباركون لعمليات القتل والدمار والحرق والإبادة الجماعية التي مورست وتمارس على شعب أعزل إلا من الإيمان وإرادة الصمود والبقاء في غزة، هؤلاء المجرمون المشاركون والمتفرجون على نخبة الإجرام الصهيونية وهي تمعن في قتل وسحق أطفال ونساء وشيوخ غزة وتحويل بيوتهم إلى مقابر جماعية، هؤلاء القادة الأوروبيون التابعون والمصفقون لسياسات بوش المجرمة في العراق ولبنان وفلسطين والمُصرين على القيام بدور الكومبارس، يأتون إلى عواصم أمصار العرب ليعلموا حكامنا وحكوماتنا دروساً في الأخلاق والديمقراطية والحرية ومكافحة الإرهاب؟؟!!، لوكان هناك ميزاناً للعدل والعدالة على هذه الأرض ولو كان هناك مكيالاً واحداً لا مكيالين لكان مكانهم جميعاً غرف الإتهام في محاكم جرائم الحرب لينالوا جزاؤهم العادل بما إرتكبوه من جرائم حرب مورست ضد الإنسانية في العراق ولبنان وفلسطين، هؤلاء السفلة أبناء الزنا المتحكمون بمصير هذا العالم اليوم مستمرون في الإفتراء والكذب والنفاق، جاؤوا مجتمعون في زيارة دعم وتأييد لقادة الإرهاب الصهيوني مباركون للعدو المجرم ما صنعته آلته العسكرية من عمليات قتل وفتك وسحق وحرق ودمار شامل في غزة، هؤلاء المشاركون في الجريمة لم يرتجف لأحد منهم جفن غضباً على حرق طفل فلسطيني أو سحق إمرأة فلسطينية أو هدم منزل على رأس عجوز في الزيتون أو تل الهوى أو جباليا أو بيت لاهيا أو بيت حانون أو القرارة أو عبسان أو خزاعة أو خان يونس أو رفح، هؤلاء هم سادة الديمقراطية ودعاة الحرية عزيزي القارئ، فهل نريد نحن المسحوقين والمحروقين والمقتولين والمهدمة بيوتنا فوق رؤوسنا ديمقراطيتهم وحريتهم التي يمارسوها علينا ؟!

    لا أعتقد أن أحداً من صفوفنا نحن أمة العرب يصدقهم أو يريد أن يسمع أكاذيبهم وإدعاءاتهم الباطلة القبيحة قبح وجوههم إلا حكامنا الكالحة وجوههم والذين قال فيهم الشاعر المناضل العربي مظفر النواب (فحظيرة خنزير أطهر من أطهركم).

    قد أكون سرت بك بعيداً عزيزي القارئ عن الحدوته.. حدوتة عز الدين، ولكنها هي الحدوته التي ترسم لنا هذا الحجم من الشعور بالقهر والمعاناة.. هي الحدوته التي تكشف كل هؤلاء السفلة القتلة الذين يوغلون في الدم الفلسطيني ويفاخرون بأنهم يدافعون عن الديمقراطية والحرية.. ديمقراطية القتل وحرية الإبادة الجماعية حسبنا الله ونعم الوكيل.

    عز الدين..طفل فلسطيني.. كغيره من أطفال بلادي.. الذين فتكت بهم آلة الحرب الصهيونية الأمريكية..طفل وسيم وديع بريء هادئ إذا جلس بجانبك لا تكاد تشعر بوجوده، متفوق في مدرسته، مطيع لأمه وأبيه لا يشاكس ولا يناكف ولا يشاغب، أتم إثنى عشر ربيعاً لم يعرف خلالها إلا حديقة منزله ومدرسته والمسجد المجاور والطريق المؤدي لبيت شقيقته التي يزورها كثيراً ودراجته التي يلعب بها ويقضي بواسطتها طلبات أمه من الدكان القريب من منزله، هذه الدراجة التي كانت هدفاً لطائرة إستطلاع صهيونية تقصفها بصاروخ يفتتها بينما كان الطفل عز الدين يقودها باتجاه الدكان لشراء بعض اللوازم ليتشظى معها، إثناء القصف الموجه لدراجة عز الدين (عفواً دبابة عز الدين) أمام منزل أحد الجيران.. خرج هذا الجار ليسمع عز الدين بعد القصف ينطق كلمة يا الله ثلاثة مرات، ثم تصعد روحه إلى السماء.. هذا الطفل الوديع إستغاث بالله وشكى إلى الله حجم الظلم الذي تعرض له وهو راكب لدراجته لشراء لوازم لأسرته من الدكان.. فهل يسمع الله شكوى هذا الطفل المظلوم؟، نعم .. سيسمع الله هذه الشكوى وسيستجيب لها وسينتصر لعز الدين وكل أقران عز الدين إن عاجلاً أو آجلاً.

    وبصراحة فإنني أحسد والد عز الدين ووالدته، نعم أحسدهما حسداً شديدا، لقد ضمنا الجنة لأنهما أودعا عصفوراً بها هو عز الدين، سيظلهما يوم الحساب بجناحيه ويأبى دخول الجنة طالباً من الله سبحانه وتعالى أن يصطحب معه والديه، فيستجيب له رب العزة ويقول له إذهب بوالديك إلى الجنة.

    عز الدين رحل عن والديه جسداً، ولكنه يرفرف حولهما صباحاً ومساء بجناحيه كعصفور الجنة يظلهما ويمسح عنهما آثار المعاناة اليومية، براءة الطفولة المتمثلة في عز الدين ستظل لعنة تطارد القتلة الصهاينة والإدارة الأمريكية المجرمة والمنافقين الكذابين قادة أوروبا وحكام العرب الفاقدين للرجولة والحياء معاً.. عز الدين وأقرانه البالغ عددهم أربعمائه ونيف طفلاً شهداء عند الله يرزقون .. سيرحمنا الله بهم وسيظلنا بظلهم وسينتصر لنا إكراماً لدمائنا الطاهرة هنيئاً لذويهم.. هنيئاً أبا عز الدين، ومرة أخرى أنا أحسدك.

* أثناء إعدادي لهذا المقال كان حفل تنصيب القادم الجديد للبيت الأبيض الرئيس الأمريكي ذو الأصل الكيني المسلم بارك حسين أوباما الذي إرتد عن الإسلام إلى المسيحية، وبينما تجدي مراسم تسليم السلطات من الرئيس السابق الكلب المسعور المجرم جورج بوش للرئيس الجديد هتفت الحشود المحتفلة بصوت مدوي مطالبةً بمحاكمة المجرم بوش كمجرم حرب لما فعله في العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين ولما سببته سياساته للولايات المتحدة الأمريكية من مشاكل وتحديداً على الصعيد الإقتصادي الموشك على الإنهيار، فحمدت الله أن هناك أمريكيون سمعوا صوتي عندما صرخت في مقال سابق بضرورة محاكمة هذا المجرم لأن مكانه الطبيعي هو زنزانة في سجن غوانتانامو، اللهم سلط على هذا المجرم من ينتقم لدماء الآلاف من أطفال ونساء وشيوخ فلسطين والعراق ولبنان وأفغانستان، اللهم إنك أنت السميع العليم القادر على كل شيىء.

* أخي الفلسطيني .. بالرغم  من ألم الجراح.. وشدة النزيف.. فلا زلت قادر على المسير إلى الأمام.. لن تنكسر فيك المقاومة.. لن تنكسر فيك الإرادة.. لن ينكسر فيك الصمود.