...

ما هو المطلوب من أوباما؟؟


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل

صفحة جديدة 1

لقاء السبت

ما هو المطلوب من أوباما؟؟

بقلم : أبو يسار

 

بعيد حفل التنصيب الذي جرى للرئيس الأمريكي الجديد باراك حسين أوباما والذي شارك فيه 2 مليون أمريكي ، هرب مذعوراً كالفأر المجرم القاتل جورج بوش عندما سمع صراخ هؤلاء الأمريكيين بضرورة محاكمته كمجرم حرب جراء سياساته الفظيعة التي مارسها في أمريكا والعالم والتي دفع وسيدفع ثمنها الشعب الأمريكي على أصعدة متعددة ، اقتصاديا وسياسياً وعسكرياً ، هرب إلى مسقط رأسه في تكساس تلك الولاية المشهورة بالجريمة المنظمة وعصابات القتل والمخدرات .

هذه الأصوات التي طاردت المجرم جورج بوش يجب أن تشجع باراك أوباما على المضي قدماً في تطبيق شعاره الذي جاء به ووصل من خلاله للبيت الأبيض.. التغيير ، وقد أقدم فعلاً على الخطوة الأولى وهي إلغاء كل القرارات التعسفية التي اتخذها المجرم بوش ضد الأمريكيين من أصل عربي أو آسيوي والمتمثلة في إخضاعهم للرقابة الدائمة والتنصت على هواتفهم  وفرض قيود على تحركاتهم ، كما اتخذ قراراً هاماً يتعلق بإغلاق كل معتقلات المخابرات المركزية الأمريكية السرية والمتعددة المتواجدة في عدة عواصم عربية أوروبية ، إضافة لقراره بإغلاق معتقل غوانتنامو خلال عام ووقف المحاكمات العسكرية الجارية لهؤلاء المختطفين القابعين في زنازين ذلك المعتقل الرهيب.

ومن المبكر جداً أن نحكم على سياسات أبو حسين أوباما سواء بالتفاؤل أو التشاؤم ، علماً بأن السياسات الآن لا ترتهن إلا بالمصالح الإستراتيجية لأي دولة وأي نظام حاكم فيها ، إلا أن تصريحات الرئيس الجديد أبو حسين ووزيرة خارجيته الجديدة هيلاري كلنتون تؤكد على تغيير شامل في السياسة الأمريكية على الصعيد الدولي.

والواضح أن الرئيس الجديد يهتم بمسألة الصراع العربي الصهيوني أو ما يسمى بمشكلة الشرق الأوسط ، ولهذا فقد عين مبعوثاً خاصاً لهذه المهمة هو السيناتور جورج ميتشل المعروف بحياده والمنحدر من أصول نصف عربية حيث أن والدته لبنانية ووالده أمريكي نأمل أن يرتاح العرب والفلسطينيون لدور هذا الرجل القادم وأن يكون محايداً ونزيهاً كما كان في المشكلة الايرلندية.

ومنذ نشأة الكيان الصهيوني في منتصف القرن الماضي حصل على دعم كامل ورعاية فائقة اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً من قبل كل الإدارات الأمريكية المتعاقبة جمهورية كانت أم ديموقراطية ، فالكيان الصهيوني عند كل تلك الإدارات هو الطفل المدلل له ما يريد ويفعل ما يريد دون أن يجرؤ أحد على سؤاله أو محاسبته أو حتى الاعتراض عليه.

 إضافة إلا أن الإدارات الجمهورية كانت دائماً تلجأ لحل جل الإشكالات التي تواجهها على الصعيد الخارجي عسكرياً لتأتي بعدها الإدارة الديمقراطية لتنهي هذا التورط العسكري وتجني ثماره سياسياً ، والأمثلة أمامنا عديدة كفيتنام وكمبوديا ونيكاراغوا والصومال ومضيق بنما ويوغوسلافيا والعراق ، هكذا الجمهوريون يصنعون الحروب والديمقراطيون يجنون ثمار هذه الحروب سياسياً حيث يصنعوا التسويات التي تخدم مصالح الولايات المتحدة الأمريكية ، وإدارة أبو حسين أوباما الآن معنية بحل الأزمة العراقية سياسياً بعد إنهاء تورطها العسكري في العراق والتي كلفها خسائر عسكرية واقتصادية غير محدودة باتت تهدد الاقتصاد الأمريكي وتدفع به لحافة الإنهيار.

بالتأكيد لدى أبو حسين أجندة وضعها له مستشاروه سيعمل عليها ، وسيكون على رأس اهتمامات هذا الرجل المسألة الاقتصادية التي باتت مقلقة جداً حيث أن هناك ما يشبه الإنهيار في الاقتصاد الأمريكي.. العديد من الشركات تفلس والكثير من البنوك يباع أو يعلن إفلاسه .. شركات السيارات تتوقف عن العمل .. 55 مليون يفقدون وظائفهم وينضموا إلى ركب البطالة ، وهذه كله بسبب جرائم التكساسي جورج بوش ، وعلى أبي حسين أوباما إن كان جاداً في عملية التغيير التي جاء من خلالها للبيت الأبيض أن يصدر قراراً جريئاً بمحاكمة المجرم بوش وإدارته السابقة بدءاً من سمسار النفط نائبه ديك تشيني مروراً بتاجر السلاح ووزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد وراقصة الستربتيز وتاجرة النفط فيما بعد مستشارة الأمن القومي ووزيرة الخارجية السابقة كونداليزا رايس ، لا سيما وأن لدى أوباما غالبية مريحة في مجلسي النواب والشيوخ .

  لا يكفي أن يتخذ أوباما قراراً بإلغاء قرارات إجرائية اتخذها سلفه المجرم ضد مسلمي أمريكا وضد العرب وإغلاق معتقلات فتحها المجرم بوش خارج الولايات المتحدة بل المطلوب قرار واضح وصريح بمحاكمة الإدارة السابقة برمتها لما ارتكبته من جرائم بحق أمريكا وبحق الأمريكيين وبحق شعوب أخرى في مقدمتهم العراقيون واللبنانيون والفلسطينيون والأفغان ، كما أن عليه ( أوباما ) أن يوقف سياسة الكيل بمكيالين التي مارستها الإدارة السابقة في الصراع العربي الصهيوني وأن يضع حداً لعملية الدعم المطلق لكل ما تفعله إدارة الكيان الصهيوني الإرهابية المجرمة ، وأن يصدر تعليماته لمندوبته الجديدة في مجلس الأمن السمراء سوزان رايس بعدم إشهار كرت الفيتو الأحمر عندما يتطرق الأمر للكيان الصهيوني ، حينها سيصبح أبو حسين بطلاً حقيقياً للتغيير ليس على الصعيد الأمريكي فحسب بل على الصعيد العالمي أيضاً ، وسيكون مثالاً يُحتذى به لدى كل الإدارات الأوروبية التي تمثل دور الكومبارس مع الإدارة الأمريكية ، فالأوربيون تابعون ولن يتمكنوا من اتخاذ أي قرار يتعارض مع قرارات الإدارة الأمريكية ، فهل يحررهم باراك أوباما ويحولهم من ممثلين كومبارس إلى أبطال في الرواية الواقعية ؟؟.

وبما أنني براغماتي لا أعرف التفاؤل والتشاؤم في العمل السياسي لأن أي عملية سياسية أو أي قرار سياسي مرهون دائماً بما يحققه من مصالح ، أود القول للمتفائلين بقدوم أوباما مهلاً لا تتسرعوا لأن المطلوب أكبر منه ومن إدارته بكثير ، وأي عملية تغيير نريدها منه نحن العرب تتوقف علينا فقط عندما نصبح رقماً صعباً في المعادلة الدولية ، وهذا لا يتم إلا من خلال وحدة حقيقية في المواقف العربية المتنازعة وباستخدام ما لدينا من أسلحة فعالة اقتصاديا وعلى رأسها سلاح النفط ورأس المال العربي القوي وامتلاك القمح من خلال زراعته لا استيراده ، وإلغاء القيود الجمركية والفيزا بين قبائل العرب ، والاتفاق على نظام اقتصادي متكامل ضمن برنامج للوحدة الاقتصادية ، حينها فقط سنرى التغيير الحقيقي في أمريكا وأوروبا معاً.

** أخي الفلسطيني صاحب الجرح النازف .. لا تشكو ولا تتألم ولا تبكي إلا في العتم .. أما تحت الشمس فابتسم كي تغيظ عدوك .. أرسم على الورقة شارعاً وأكتب عليه اسمك .. أرسم بستاناً وظلله بصورة أمك .. واحكي لابنك أو حفيدك قصة مفتاح جدك .. الذي ما زال ينزف في قبره من غدر عدوك .. وأذّن في أذن وليدك ، الله أكبر الله أكبر بيده وحده يا صهيون قهرك.