...

ويــــــــــــــــــــــــــــــن العرب ؟!


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل

صفحة جديدة 1

لقاء السبت

ويــــــــــــــــــــــــــــــن العرب ؟!

بقلم : أبو يسـار

 

صرخة تتكرر دائماً يشاهدها العرب وغير العرب على شاشات التلفزة .. صرخة تطلقها الفلسطينيات الثكالى منذ عام 1948 ، ولا زالت تتكرر ، وصداها يملئ الفضاء، وأطلقتها اللبنانيات طيلة عشرون عاماً ، ورددتها ولا زلن العراقيات .. ولا زال صداها يزأر في الفضاء العربي دون استجابة من هؤلاء العرب ، وكأن على رؤوسهم الطير ، فهم كالصم والبكم ، ولا حياة لمن تنادي هذه النسوة .

ولا شك أن حال العرب شعبياً مرهون بحالة حكامهم المرتبطة بأجندات خارجية لا صلة لها بالمصالح القومية العربية ، وإنما بمصالح قطرية إقليمية تسمح لهم بالبقاء في سدة الحكم والحفاظ على الكراسي وتوريث أبنائهم من بعدهم ، هؤلاء العرب الرسميون نعتهم الأمة منذ وفاة الزعيم القومي جمال عبد الناصر الذي ترك الأمة بلا قيادة منذ رحيله عام 1970.

العرب مقهورون بفعل قياداتهم القاصرة عن الفعل والفهم معاً والمصرة على استحواذ رضا الإدارة الأمريكية لتظل مستمتعة بخازوق الكرسي اللعين.

واللافت للنظر هو تداعي حكام الخليج بسبب تصريح لمسؤول إيراني أحمق حول إمارة البحرين ، بينما لم يتداعَ هؤلاء عند غزو العراق وتدمير لبنان وحرق غزة وقتل مئات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب ؟؟!! والأنكى من ذلك أن هؤلاء الحكام وغيرهم من أقرانهم العرب والمسلمين لم تحركهم قدس العرب .. قدس المسلمين ، وهي تسلب ثم تهوّد جهاراً نهاراً ، القدس تصرخ تحت التهويد ، وتستباح وتذبح على مرأى هؤلاء العرب ، والمقدسيون يصرخون ( ويـن العرب ) .. صرخة لا مجيب لها ، فمنذ ثلاثة عقود ونيف صرخ الشاعر والمناضل العرب مظفر النواب في هؤلاء الحكام وبخصوص القدس ( القدس عروس عروبتكم .. لماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى غرفتها .. ووقفتم تسترقون السمع لفض غشاء بكارتها .. وتنافختم شرفاً .. فما أشرفكم أولاد القحبة   ) ، لقد صدقت والله يا مظفر .. لا فض فوك .

القدس يا كل العرب تهوّد وعجلة التغيير الديموغرافي تسير دون توقف ، وحكامكم يتفرجون ، بل ويسّهلون للعدو اليهودي الاستمرار في استكمال خطته . القدس يا كل العرب عهدة أردنية من قبل ، وحتى اتفاقية وادي عربة بين الأردن والعدو الصهيوني التي وقعها الراحل الملك حسين مع رئيس وزراء العدو إسحاق رابين آنذاك تنصّ على بقاءها عهدة أردنية .. هل يدرك ذلك الملك عبد الله ابن الحسين ؟ وهل يدرك أيضاً ماذا تعني حقيقة كونها عهدة أردنية ؟.. إن كان يدري فهي مصيبة وإن كان لا يدري فالمصيبة أعظم.

القدس يا كل العرب ثم يا كل المسلمين تهوّد .. بالأمس جرى تدمير حي المغاربة الملاصق لباب المغاربة أحد بوابات المسجد الأقصى وجرى ترحيل سكانه المقدسيين ليحل محلهم مستوطنون يهود ، واليوم يجري تدمير ألف وخمسمائة منزل من حي سلوان الملاصق للسور الجنوبي للمسجد الأقصى وترحيل السكان المقدسيين لبناء حدائق ومنازل جديدة مكانهم للمستوطنين اليهود ؟!.

والحفريات أسفل أولى القبلتين مستمرة ، وأنتم يا كل العرب شعوباً وحكاماً تتفرجون على ذبح وتدمير مسرى نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم ، وأولى قبلتيكم ، العدو مستمر في تنفيذ مخططه حول القدس لبناء مدينة يهودية على أنقادها ، العدو يدّعي ويزعم أن هناك مدينة مقدسة يهودية ( مدينة داوود التاريخية ) ، ولكي يستكمل العدو الصهيوني مخططه لا بد من تدمير القدس القديمة ( العربية ) وطر سكانها بالتدريج وإحلال المستوطنين اليهود محلهم. والعملية مستمرة دون توقف بينما سفارتي مصر والأردن تعملان في تل أبيب ؟؟!! ، يقول المسؤولون المصريون أن سياستهم تجاه إسرائيل مرتبطة بالمصالح الفلسطينية ؟.. انه شيء يدعو للعجب والاستغراب ، ماذا فعل هؤلاء المخصيين عندما دمّر الجيش الإسرائيلي غزة على رؤوس الغزيين ؟ أليست غزة عهدة مصرية أيضاً ؟ سؤال برسم التعليق لكل مواطن مصري .

 والحكومة الأردنية تزعم أن علاقتها بالعدو الصهيوني مرتبطة بالمصالح الفلسطينية؟ وكذلك قطر وتونس وعمان والمغرب ؟؟ .. كل هؤلاء يتسابقوا ركضاً تجاه العدو من أجل سواد عيون الفلسطينيين ؟؟؟! ، ونحن الفلسطينيون لا نقدّر ذلك ولا نعترف بالجميل ، عيب علينا أن نظل ناكرين لجميل هؤلاء العرب وألا نقدّر ركضهم ولهاثهم نحو عدوّنا من أجلنا ؟؟ ولكن لا يصح هنا إلا استذكار المثل العربي الشعبي ( اللي استحوا ماتوا ) وحكام العرب لا يستحوا .

ولكي لا نخص الحكام العرب وحدهم يجب علينا أن نؤكد هنا أن الابتلاء الذي أصاب الفلسطينيين بهؤلاء الذين يعتقدوا أنهم قيادات للشعب الفلسطيني وهم ليسوا إلا قيادات فصائل فئوية محدودة الأثر والتأثير سواء أقاموا في بيروت أو دمشق أو غزة أو الضفة ، وباتوا يتنابذوا بألقاب لا تمت للواقع بصلة .. معالي الوزير .. دولة رئيس الوزراء .. فخامة .. سيادة .. ماذا ؟؟ لا أدري وزير على مَن ، ودولة رئيس وزراء لمَن  وسيادة مَن ، فنحن وطن وشعب كله تحت الاحتلال البغيض لا نملك سيادة ولا دولة ولا قوة ولا حتى وحـدة ، نحن شعب كره كل هؤلاء الكذّابين الذين يتفرجون كغيرهم على تهويد القدس وقضم الأرض وتحويلها لمستوطنات صهيونية ولا يشغلهم إلا لعبة الكراسي المقيتة وتوزيع الحصص من تلك الكعكة بعيدة المنال .. أما آن لهؤلاء أن يخجلوا من شعبهم الذي لا زال يضّمد جراحه النازفة .. ألا يخجل هؤلاء من الأمهات الثكالى والنساء الأرامل والآباء المكلومين ، ألا يخجل هؤلاء وهم يتصارعون على كعكة الوطن من أولئك القابعين في خيام لا تقيهم مطراً ولا برداً ولا ريحا.. تباً لكن .. ثم تباً لكم .. إن كنتم تخجلوا توحدّوا وشكلوا حكومة وفاق وطني تكون قادرة على فك الحصار وإعادة اعمار غزة والحفاظ على القدس وتضميد جراح الشعب ، وإن لم تفعلوا حلّوا عنا .. حلّوا عنا .. حلّوا عنا واتركونا نواجه مصيرنا لوحدنا.