...

فلسطين المستقبل أم سلطة الأمر الواقع


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  فلسطين المستقبل أم سلطة الأمر الواقع
بقلم : أحمد محمد سليمان الفرا


موضوعنا اليوم حساس من عنوانه لكن ادعوكم للتفكر بما يجري بين السطور والحل بين أيديكم بمستقبل وطن وملايين الفلسطينيين بالداخل والشتات عيونهم على القاهرة لتحديد المصير وبناء مستقبل الدولة الفلسطينية ذات جميع الألوان وليست سلطة الفصيل الواحد

 فالمشكلة القائمة ليست بين فتح وحماس فهذان الفصيلان من شعب واحد وممكن يكونوا من أسرة واحدة يعني الدم واحد لكن هناك معويقات بينهما لكي يتم الاتفاق بينهما.

وهذه المعويقات جوهرية ومصيرية ليست مجرد مشروع انتخابي أو إصلاحي وحسب بل تتعلق بمستقبل شعب إما يكون أولا يكون .

فمنذ نجاح حركة حماس بالانتخابات والمشاكل والمصائب فوق رأس شعبنا المظلوم رغم أن حماس وصلت بديمقراطية شهد لها العالم اجمع بالنزاهة والشفافية لكن كونها تنبذ الاحتلال ولا تعترف بشرعيته أصبحت جريمة ارتكبها الشعب الفلسطيني وبدأ العالم يعاقب جميع الشعب وليست حماس فقط والأدهى وأمر أن حركة فتح والسلطة لم تتكاتف يد بيد مع حماس بل كانت النقيض لها ولمشروعها الانتخابي . ( فالعالم أعطى فرصة لجميع الحكومات اعطو الفرصة للشيوعية والعلمانية فلماذا لم يعطوا حماس الفرصة ؟؟؟ )

وفتح والسلطة لماذا تعاملت مع العدو بكل شيء ولم تترك لحماس أي شيء فماذا لو تنحت السلطة وفتح جانباً وقطعت علاقتها بالعدو وانخرطت بالشعب لمدة 4 سنين أو وضعت نفسها بالمعارضة الداخلية وتركت كل شيء لحماس.
فحماس نجحت بالانتخابات على مشروعها الإصلاحي وليس على مشروع الآخرين وأكيد عندها دراسة إستراتيجية للتعامل مع العدو وجيرانها الإقليمية وخصوصاً أن عندها من الطبقة المتعلمة مايكفي للتعامل مع العالم اجمع .
وبهذا تكون السلطة خرجت بالحفاظ على ماء الوجه وظلت حركة فتح صاحبة اكبر تاريخ نضالي وتكون وضعت الكرة بملعب حماس دون لوم من أي احد حتى علاقتها مع العدو إن لم تقطعها لن تتأثر لأنها خارج الحكومة ومتنحية وخارج الملعب السياسي فلا تلام على ما سوف تتخذه حماس من مقاومة ودفاع عن الوطن والمواطن . .لكن السلطة لم ولن تترك حماس وشأنها ولن تعطي أي تنازل من اجل فلسطين التي يحلم بها كل فلسطيني !!

وتستمر المسرحية حتى يومنا هذا بالحوار الجاري بالقاهرة فها هي كل يوم تأتي بإملاءات خارجية جديدة والشرط الذي أتى به عباس وهو ( على أي حكومة قادمة الاعتراف بجميع الاتفاقات السابقة يعني الاعتراف بإسرائيل ) الأمر الذي اعتبرته حماس رصاصة بقلب الحوار فأعود وأقول بأن الحجة مع عباس الآن بأن ولايته انتهت فعليه التنحي جانباً وترك الفصائل بالقاهرة تختار مصيرها والطريق الذي يسيروا به دون ضغوطات من احد الأمر الذي يتيح لهم بناء وطن من أنفسهم ومن خيارهم لتكون أول حكومة فلسطينية يقرها الشعب الفلسطيني وخصوصاً أن جميع الفصائل مشاركة بالحوار فبهذا ممكن نحرج العالم اجمع إما القبول بإرادة واختيار الشعب لحكومة وفاق وطني تتبنى كل شيء دون الاعتراف بالعدو فعنده إما القبول بها أو إعلان الحرب على جميع الفلسطينيين وخصوصاً انه لا يوجد أي طرف للتعامل معهم بشيء مضاد الجميع متفق على هذه الحكومة فهل يا ترى العالم سيبيد جميع الشعب الفلسطيني فلا يوجد سيناريو أو اختيار أخر أمامهم ليتعاملوا مع الشعب الفلسطيني وهو يقرر مصيره بيد فإما نكون أو لا نكون.

 فالشعب تعب وكلًِ من المناحرات السياسية الداخلية في ظل حصار جائر وإغلاق للمعابر عطلت كل شيء بالوطن . فمهما طال الحوار لن يخرجوا بحل لطالما هناك فريق يرفض الاعتراف بالعدو ويعتبره خط أحمر مستحيل القبول به فهل سنظل هكذا حكومة بالضفة وحكومة بغزة مثلما كانت حكومتين باليمن الشمالي واليمن الجنوبي. لكن الفرق بينهما أن العالم كان معترف بالحكومتين باليمن إلى حين تصالحهما وأصبحت اليمن واحدة فإذا كان هذا السيناريو يعجب البعض لحين الاعتراف بإسرائيل يجب على العالم اجمع التعامل مع غزة وفك الحصار وفتح المعابر لأن من خاض حرب ضروس أتت على الأخضر واليابس بغزة صمدت أمامها المقاومة واستمرت بإطلاق الصواريخ حتى اللحظة لا يمكن لها أن تعترف بالعدو الأمر الذي أعطاها مكانة مميزة بين شعوب العالم اجمع .

وهرول لزيارتهم ومساعدتهم على ارض الوطن دون الخوف من العدو وجباروتة وكان أخر الزائرين برلمانيين بريطانيين وأوربيين سواء لغزة أو للمكتب السياسي بدمشق .

فالنداء الأخير للسلطة إما القبول لإرادة واختيار الشعب وفصائله والانخراط بالحكومة المعلنة ( حكومة وفاق وطني ) دون الاعتراف بالعدو أو التنحي جانباً والخروج من الحلقة الدائرة والتناحر السياسي العقيم الذي لن ينتج عنه إلا مزيد من الفرقة والعداء بين أفراد الشعب فهذا أمانة سيحاسب عليها كل من توقف أمام الحل والاتفاق الوطني والتاريخ لن يرحم أحد