...

عمالنا .. بطالة مقيتة... وواقع مرير


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل

صفحة جديدة 1

عمالنا

بطالة مقيتة... وواقع مرير

 بقلم : أ.يحيى ناجح الفرا

يطل علينا الأول من مايو هذه الأيام وأحوال عمالنا البواسل تزداد سوءً بعد سوء، فجميع دول العالم تحتفل باليوم العالمي للعمال ولكن الأمر مختلف عندنا كما هو الحال دائما ولم لا والأحوال لدينا في شتى المجالات تمر بأصعب وأشد الأزمات  . فالانقسام السياسي يدلي بظلاله على شتى مناحي حياتنا ،أضف إلى ذلك الاحتلال الذي يتربص بنا الدوائر ويستثمر انقسامنا وتفرقنا بما يخدم مصالحه الإستراتيجية فيا ليت قادتنا يعوا هذه المعادلة جيدا ويعودوا إلى رشدهم ويتركوا المناكفات السياسية والردح السياسي الذي أصبحوا يجيدونه جيدا بحيث أصبح سمة من سمات تركيبهم ليتهم يتركوا كل ذلك جانبا من اجل وطننا وشعبنا وعمالنا البواسل .

ترى من يتذكر عمالنا الذين أضحوا يعيشون على الكفاف، ففي ضفتنا الحبيبة لا يستطيع عمالنا أن يحصلوا على فرص العمل فأبواب العمل في إسرائيل مؤصدة أمامهم كما أن العمل في الضفة محدود إلى حد كبير ولكن مهما كانت أحوالهم صعبة فان الحال في محافظات غزة حدث عنه ولا حرج فمنذ سنوات عدة لا توجد فرص عمل حيث فقدت الغالبية العظمة منهم أماكن عملهم في إسرائيل ولكن ازداد الحال سوءا الآن في ظل الانقسام السياسي والجغرافي ،حيث انعدمت فرص العمل تماما في ظل الحصار الاقتصادي الشامل الجائر وعدم توفر المواد الخام المستخدمة في البناء والتصنيع .

إن أحوال عمالنا لا تخفى على احد فان كانت الأمور قاسية على كل فئات المجتمع فكيف الحال عند العمال حيث لا مورد للرزق سوى ما يتلقونه على استحياء من (كوبونات ) لاتسمن ولا تغني من جوع وما يتلقونه من مساعدة مالية رمزية في المناسبات وربما تستخدم من أجل أغراض دعائية ليس إلا .

إن عمالنا البواسل لا يستجدون احد بل من حقهم على السلطات السياسة أن توفر لهم الحياة الكريمة وإذا كانت دول العالم تكرم العمال في الأول من مايو من كل عام فمن الأولى بنا كمسلمين تكريم عمالنا لان ديننا الإسلامي الحنيف حث على تكريم العمل والعمال والآيات الكريمة والأحاديث الشريفة في هذا المجال كثيرة ولسنا هنا بصدد سردها ولكننا نؤكد على ضرورة تكريم عمالنا البواسل وتوفير الحياة الحرة الكريمة الشريفة لهم .

إن التدخل الحكومي يعتبر ضرورة في حال حدوث الأزمات الاقتصادية وما نشهده يعتبر قمة الأزمة الاقتصادية مما يحتم على السلطة القائمة القيام بخطوات فعالة من اجل حماية شعبنا بشكل عام وطبقتنا العاملة بشكل خاص، فأين هي الحماية من البطالة والحماية من الأسعار التي أضحت جنونية وهنا يأتي دور الرقابة على الأسعار ومتابعتها بصفة مستمرة والتدخل من اجل تخفيضها حماية للمستهلك . فلقد أظهرت الإحصاءات الحديثة أن أكثر من مائتي ألف  عامل فلسطيني في محافظات غزة يعانون من البطالة  وأن أكثر من 85% يعيشون تحت خط الفقر.

لقد أبدى معظم عمالنا استيائهم الشديد من عدم اكتراث النخبة السياسية من معاناتهم التي تتفاقم يوما بعد يوم في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية والحصار الظالم على المستوى المحلي فهل من آذان صاغية ؟ أم أن المناكفات السياسية أضحت تطغى على عقولهم وتصرفاتهم؟ أليس من الأحرى تجسيد الوحدة الوطنية والقضاء على ما أفسدته الخلافات السياسية وإعادة بناء مجتمعنا الفلسطيني على أسس سليمة ، فلقد مر على ما أطلق عليه بالحوار الوطني  وقت طويل دون أن يثمر على شيء فشعبنا التواق للوحدة الوطنية يئن تحت وطأة الاحتلال والحصار القاتل وقادتنا منهمكون في خلافاتهم فها هي التصريحات تطلق بين الفينة والأخرى تارة تتحدث عن إحراز بعض التقدم وأخرى عن الأجواء الايجابية، ثم الحاجة إلى وقت لانجاز اتفاق الوحدة والوفاق ، ولكن الحقيقة الراسخة  أن خلافاتنا تدمر كل شيء وتجعلنا نغفل عن قضايانا الرئيسة ، فالقدس يدق ناقوس الخطر والوطن بأكمله يتهدده الاستيطان وشعبنا وطبقتنا العاملة وجميع فئات شعبنا يستغيثون فهل من مجيب ؟ أم أن الفئوية والحزبية البغيضة والأجندات الخارجية أصبحت تطغى على حياتنا السياسية والاجتماعية؟ وهنا لا يسعنا إلا أن نقول لك الله يا شعبنا ولكم الله يا عمالنا فهو نعم المولى ونعم النصير .