...

خواطـــــــــــر عرجـــاء


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل

صفحة جديدة 1

خواطـــــــــــر عرجـــاء

بقلم:أبو يسار

31/7/2009

مقالي اليوم لا يعالج موضوعاً بعينه ، وإنما يتناول عدداً من القضايا الملّحة التي يجب معالجتها ولا يمكن لي أن أتناول كل قضية في مقال على حدا ، لأن ذلك يعني أن أعالجها بمقال يومي ، وهذا غير متاح كوني لا أكتب مقالاً أو عموداً يومياً ، ولو كان ذلك متاحاً في موقع الفرا لكان ذلك سهلاً ، وكوني حريص على معالجة هذه النقاط والتي تحتاج كل نقطة منها لمقال منفصل قررت تناولها عبر فقرات مختصرة لتسليط الضوء عليها حتى لا تمر دون معالجة ويمضي عليها الوقت ويكون طرحها في غير أوانه .. لذا ألتمس عذراً من قرائي الأعزاء.

· أنفاق الموت والخراب الإقتصادي؟؟

سبق وأن وجهت صرخة لحكام غزة بضرورة إغلاق الأنفاق .. أنفاق الموت ، ومرة أخرى هذه الأنفاق يا حكام غزة لا تحيينا اقتصادياً ، ولا توقف حفر الجوع في بطون الفقراء بل تزيده حفراً ، إنها تزيد أعداد الفقراء يوماً بعد آخر ، وتزيد عدد القتلى من أبنائنا ، تسلب القروش القليلة التي في جيوبنا لتصبها في جيوب ملوك الأنفاق وتستنزف العملة الصعبة لتذهب خارج الحدود ، الفقراء ليسوا بحاجة إلى رقائق البطاطس ( الشيبسي ) وليسوا بحاجة إلى أجبان البقرة الضاحكة ( لافاشكيري ) وليسوا بحاجة إلى البامبرز ، وليسوا بحاجة إلى النعوش الطائرة ( الدراجات النارية ) وليسوا بحاجة إلى الحبوب المخدرة ( ترامال ) والحشيش والمنشطات الجنسية ، وليسوا بحاجة الشوكولاتة وليسوا بحاجة إلى المشروبات الغازية ، كل هذه البضائع لا تصلح إلا لأصحاب الجيوب المنتفخة ، أما الفقراء فينظرون لهذه البضائع ويمصمصون شفاهم ، ولمن لا يعرف من الحكومة ( الرشيدة ) فقد بلغ قتلى الأنفاق منذ بداية هذا العام 128 قتيلاً من الباحثين عن لقمة تسد رمق العيش؟!.

· ممنوع من الكلام .. ممنوع من السفر

في بلادي باتت حرية الرأي والتعبير جريمة يحاسب عليها القانون ، وبات الرأي قذفاً ، لذا فإن العودة للحكمة ( إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب ) هي سيد الموقف ، وأنا شخصياً أفضل الذهب على الفضة .. وسأفتح حجري للذهب وأغلق فمي ، أما السفر فهو ممنوع بأمر السلطان ، وكوني لا أملك نفوذاً ولا قناة توصلني لبوابة السلطان .. فقد قررت الاستغناء عن السفر ، وأشكر السلطان الذي ساعدني على توفير قروشي ، لأن القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود ، والسفر ليس ضرورة طالما أنه ليس لحج أو عمرة أو دراسة أو قضاء مصلحة ضرورية .. وللثبات في الوطن أجر كبير عند الله ( وهذه حجة المفلس ) ، وكل من يرغب في السفر معتقداً أن للسفر عدة فوائد كما يقول الحكماء عليه أن يدرك أن الفوائد الأعظم تكمن في عدم السفر .. فلا أنفلونزا طيور أو خنازير أو كلاب ، ولا تبذير قروش ولا بهدلة معابر ، ولا عناء المواصلات ، اللهم أغننا عن السفر وثبتنا في بيوتنا .

· كوبونة الإعاشة .. والحصار

بعد الحرب التي شنها العدو الصهيوني على غزة ، والحصار الذي لا زال يفرضه العدو عليها .. انتشرت ظاهرة كوبونات الإعاشة التي توزعها الهيئات والجمعيات الدولية الإنسانية على سكان قطاع غزة .. كوبونات الإعاشة هذه تحتوي على الدقيق والأرز والسكر والبقوليات والزيوت النباتية واللحوم الباردة .. الخ ، المسألة في ظاهرها جيدة ولكن آثاراها ستكون بلا شك سيئة جداً علينا ، والقضية ليست الجوع فحسب ، وليست المرض ولا الفقر .. القضية أكبر من ذلك بكثير .. قطاع غزة لا يملك أي وسيلة للإنتاج ، وما دام كذلك فسيظل يركض لاهفاً خلف الكوبونة التي لن تعالج مشاكله الأساسية ، متى يدرك السلطان المثل الصيني الذي يقول ( إن تعطي الرجل سمكة تطعمه مرة واحدة ، وإن تعلمه صيد السمك تطعمه إلى الأبد ) نحن نريد إمتلاك وسائل للإنتاج لكي نطعم أنفسنا إلى الأبد ، أما الكوبونة التي لا تعلمنا إلا التنبلة والكسل واستمراء التسول ، فلن تزيدنا إلا اتكالاً على الآخرين وفقدان ما تبقى من الحياء.

أما الحصار وهو سبب كل هذه الظواهر الاجتماعية المدمرة والذي تقع مسؤوليته ليس على العدو الصهيوني فحسب بل على المنظومة الدولية برمتها ، والتي من واجبها أساساً إجبار العدو على وقفه بدلاً من استنزاف جهدها في توفير وإرسال المعونات الإنسانية ، والذي ( أي الحصار ) سيظل عائقاً أساسياً أمام امتلاكنا لأي وسيلة إنتاج ، فالحديد ممنوع والإسمنت ممنوع والمواد الخام ممنوعة والأخشاب وكذلك الألمونيوم ، هذه يعني وقف كل أشكال العمل وزيادة نسبة البطالة المتبوعة دائماً بزيادة نسبة الفقر ، ولا أبالغ إن قلت أن 90% من سكان قطاع غزة يعانوا من فقر الدم جرّاء سوء التغذية الناتج عن العجز الاقتصادي والفقر الشديد ، ويبقى تساؤل أرجو أن يجيب عليه من يهمه الأمر .. ما هي علاقة الإسمنت والخشب والأحذية والدواء بأمن إسرائيل ، أم أن شاليط هو السبب ؟.

· لكِ الله يا قدس

تتعرض القدس منذ فترة لعملية تهويد حثيثة الخطى ، كان آخرها بالأمس عندما اقتحم ساحات المسجد الأقصى قطعان اليهود المتطرفين وعاثوا في جنبات تلك الساحات فساداً وتخريباً ، ونادى بعضهم بهدم الأقصى ونقل حجارته إلى مكة ليعاد بناؤها هناك ؟.. هذا يجري والحكومة ( الرشيدة ) في غزة ، وحكومة الدكتور فياض في رام الله تتبادلان الاتهامات وتتراشقان الشتائم وتتقايضان مصالح الوطن ، وكلاهما في غفلة عما يراد للقدس ، ونحن ندرك أنه لا يمكننا الاستغاثة بصلاح الدين الذي حرر القدس من براثن الصليبيين كوننا ندرك أنه قد مات ، ولا يمكننا أن نستغيث بجمال عبد الناصر الذي عاش من أجل الأمة واستشهد في سبيلها كوننا ندرك أيضاً أنه قد مات ، أنا شخصياً أقول للقدس رب يحميها ، أما نحن هنا وهناك فلسنا إلا أرباب للإبل كونها تعنينا فنقاتل دونها ومن أجلها ؟!.

· اليورانيوم المخصب ..

أكد البروفيسور كريس باسبي رئيس اللجنة الأوروبية للإشعاع في تقريره الذي أستغرق في إعداده 6 أشهر وهو يجري التحاليل المخبرية والفحوصات الإشعاعية على عينات مختلفة حصل عليها من قطاع غزة بعد حرب العدو الصهيوني عليها ، أكد أن هناك نسبة عالية من الإشعاعات المميتة الناتجة عن اليورانيوم المخصب والثاليوم ، الذي استخدمته قوات العدو الصهيوني في أسلحتها التي ضربت بها قطاع غزة وأن هذه الإشعاعات تتواجد في التربة والهواء والماء ، أي أن الإنسان معرض لها عبر تناوله للخضار والفواكه والماء وعبر استنشاق الهواء وأن انعكاسات ذلك ستظهر على المواليد الجدد ، كما أن نسبة أمراض السرطان ستزداد بين سكان قطاع غزة ، وأن ذلك سيبدأ في الظهور بعد عام من الحرب ، وأكد البروفيسور باسبي أنه قدم نسخة من تقريره إلى الأمين العالم للأمم المتحدة وإلى المفوضية الأوروبية وإلى البرلمان الأوروبي ، ولعدم ثقته ( كما أكد هو ) في كل تلك المؤسسات ناشد البروفيسور كريس باسبي كل من إتحاد المحامين العرب وإتحاد الأطباء العرب والحكام العرب للتحرك بسرعة والمطالبة بتقديم حكام العدو الصهيوني وقادة جيشه لمحاكم جرائم الحرب والإسراع بفك الحصار عن غزة ، وسرعة تقديم الدعم الطبي لسكان القطاع قبل أن يهاجمهم السرطان الخبيث وخصوصاً المواليد الجدد ، ترى ما هي مخططات الحكومة ( الرشيدة ) في غزة لمواجهة هذا الغول القادم ؟؟ أم سيكون حال هؤلاء كحال القدس ، بينما نظل نحن نتقاتل على الإبل ومن أجلها ؟.. الله غالب.

* أخي الفلسطيني الغلبان جرحك لا زال ينزف بعد الضماد .. هذه المرة للأسف من قيادات لم تكن هي المراد .. لا زالت فاقدة البصيرة والسداد .. لا ترى إلا بين أقدامها .. وتكابر بغباء فتحول القضية لمزاد في سوق السياسة والخراب .. ترى فيه الغراب يزعق .. ودماؤك هي المداد .