...

الدين النصيحه


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل

الدين النصيحه

بقلم القاضي/علي الفرا

24.08.2009

ونحن نعيش شهر رمضان , شهر الصيام, شهر العتق من النيران, شهر الخير والإحسان, الشهر الذي تصفد فيه مردة الشياطين والجان. الشهر الذي تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران. وجدت نفسي أعيش مع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم والذي يقول فيه "من لم يدع قول الزور والعَمَل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه " [رواه البخاري].
هذا الحديث الذي يوضح فيه معلم البشرية صلوات ربي وسلامه عليه أن الصوم ليس فقط الإمتناع عن الشراب والطعام والشهوة – بل الصيام أعم من ذلك وأشمل ..الطعام والشراب والشهوة من مبطلات الصوم نعم ..ولكن هناك امور أخرى يجب على الصائم مراعاتها لكي لا يقع تحت طائلة حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: " رب
صائم ليس - له من صيامه إلا الجوع " [رواه النسائي]


هذه الأمور التي على الصائم مراعاتها كلها تندرج تحت قول الزور..فالغيبة والنميمة قول زور والكذب قول زور وغش المسلمين قول زور والإستهزاء بالسنة كالذي يستهزئ باللحية مثلا أو اللباس الإسلامي قول زور , وذكرك لأخيك بما ليس فيه قول زور وإطلاق الألفاظ النابية قول زور  ونعت بعضنا بعضا بالشيعة أو بالدايتونيين قول زور كما هو حاصل الآن في مجتمعنا الفلسطيني المسلم فقول الزور أمور كثيرة يجب علينا تجنبها وعدم الخوض فيها إذا أردنا أن نكون صائمين حقا وإذا كان هدفنا هو أن يتقبل الله صيامنا.


ما دفعني للكتابة في هذا الموضوع و الذي تناوله أهل الدين والعلم والمعرفة بالشرح والتحليل في كتبهم ومقالاتهم ودروسهم ما دفعني هو ما قرأته في موقع الفرا حول مقال عبدالباري عطوان بشأن أحداث رفح المؤسفة التي راح ضحيتها عدد من شباب الأمة من الطرفين والتي نحن في أمس الحاجة إليهم لمواجهة ما هو قادم والذي يلوح في الأفق أنه اصعب بكثير مما سبق, قرأت الكثير مما ولج فيه أبناؤنا وإخوتنا في الوضع بأقلامهم وكأن كل منهم هو الذي يملك المعلومات الكاملة من مصادرها الرئيسية والتي يجب ألا يناقشه فيها أحد.


مع أنني أجزم أن أحدا منهم لا يملك المعلومات الدقيقة عن ما حدث في رفح وفي مسجد إبن تيمية تحديدا ولا طبيعة تفكير الشيخ المجاهد الدكتور عبداللطيف موسى نسأل الله له ولما قضى معه الرحمة والمغفرة, اجزم أن أحدا منكم يا أبنائي لم يكن في المعركة ولم يكن في المسجد ولم يشارك فيها لا من قريب ولا من بعيد وكل ما لديكم هو معلومات منقولة من مصادر لا نعلم مدى صدقها فأي معلومه نسمعها إن لم نكن نقف على حقيقتها هي قول مرسل يحتمل الصدق والكذب فلماذا يتعصب كل منكم إلى ما لديه من معلومات ويدافع عنها وكأنها الحقيقة التي لا تشوبها شائبه؟
لماذا لا نتعامل مع هذه المعلومات التي تكون رأيا على قاعدة أن قولي خطأ يحتمل الصواب وقول غيري صواب يحتمل الخطأ !!
أتعبتم أنفسكم وأرهقتم فكركم وأقلامكم في أمور أنتم لا تعرفون حقيقتها حتى أن بعضكم قد يكون إرتكب إثما وهو لا يدري فمثلا هناك من نعت القيادة في رام الله بالدايتونيين وهذا قول لا يجوز شرعا وهو من قبيل قول الزور وهناك من نعت الحكومة في غزة بالشيعة أو بالتكفيريين وهذا غير جائز شرعا وهو أيضا من قبيل قول الزور فلم توقعوا أنفسكم بالإثم ؟ هل هذا كله من قبيل التحزب الأعمى ؟ قرأت البعض بعد أن يكتب رأيه مدافعا عن حماس ومواقفها يقول في نهاية مداخلته أو رده أنا لست منتميا لحماس مع أني على الصعيد الشخصي أعلم أنه منتميا لحماس وذلك ليس عيبا – سبق أن قلت في هذا المنتدى أننا لا نعيب على أي منكم إنتماءه لفصيل معين سواء لفتح أو لحماس أو للجهاد أو لغيرها من الفصائل وهم كثر فكل حر في تفكيره وإنتمائه السياسي بما يتفق مع ميوله ورغباته ولكن ما أكرره دائما لا يغلق أحدكم عقله أو تفكيره أو يضع الآخرين يفكرون له أو يسيطرون على عقله فإذا تعلق الأمر بالعائلة فيجب أن تكون العائلة أولا لأنه ليس هناك حضن أدفأ من حضن العائلة وما أجمل لمة العائلة في المناسبات سواء في الأفراح أو الأتراح ما أجمل أن تكون العائلة يد واحدة وعلى قلب رجل واحد ما أجمل أن يجتمع أبناء العائلة لمناقشة قضاياهم وهمومهم بعيدا عن التعصب الحزبي الذي قد يؤدي في النهاية إلى التباغض والتشاحن وقد يصل الأمر إلى أن يلقى أحدنا أخاه فلا يبادره بالسلام .....فلنبتعد عن التعصب الحزبي ولنكن دائما يدا واحدة.


أعود لموضوع أحداث رفح والدكتور عبداللطيف موسى رحمه الله والذي أعرفه معرفة شخصية في الإنتفاضة الأولى عندما تكون خان يونس تحت منع التجول والمساجد مغلقة كنا نذهب إلى المستشفى في سيارة الدكتور عبدالكريم الفرا لصلاة الجمعة في مسجد المستشفى لأنه غير مغلق وكان الدكتور العالم عبداللطيف موسى هو الخطيب وأيضا من خلال إنتمائه لجمعية دار الكتاب والسنة واعتلائه منبر مسجد السنة لأكثر من خمسة عشر سنة خطيبا للجمعة أو إماما في ليلة السابع والعشرين من رمضان وكل من يعيش في هذا البلد يذكر أن المسجد لم يكن يتسع للمصلين لأن الكل يرغب في الصلاة خلف عبداللطيف موسى والتأمين على دعائه الذي تذرف له عيون المصلين. نحسبه إن شاء الله من أهل الخير والمقبولين عند الله ولا نزكي على الله أحدا.
لدي معلومات مثلما لديكم من المعلومات  لكن لا أستطيع أن أنقلها لغيري حتى لا أقع تحت طائلة حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم : "كفى المرء إثما أن يحدث بكل ما سمع". فقط نقطه وحيده اقولها إنصافا للرجل وأنقلها عن الشيخ الدكتور جميل مطاوع وقد حدث بها في درس في مسجد أهل السنة وفي مسجد الكتيبه حيث قال أن الشيخ الدكتور لم يتفجر وأنه كان آخر من قتل وأنه رآه بعد وفاته يرفع اصبعه السبابه وأن الشيخ خالد الذي قام بتغسيله يشهد أنه لم يتفجر. هذه المعلومه أنقلها فقط عن الدكتور جميل مطاوع حتى لا نكرر في موقعنا معلومات غير حقيقية حول الوفاة وكيفية حدوثها.

أخيرا أحبائي, أبناء عائلتي الكريمة التي يشرفني الإنتماء إليها أهنئكم برمضان وأتمنى لكم صياما مقبولا وذنبا مغفورا وعتقا من النار. وأعاود نصحي لكم بأن تبتعدوا عن التعصب الحزبي ولتكونوا إخوة متحابين فيما بينكم وليكن رائدكم رفعة عائلتكم والسير على نهج سلفكم من آبائكم واجدادكم لتكونوا دوما قادة لهذا المجتمع ويكون لكم دور الريادة دائما. وفقكم الله لما فيه الخير .
واما نصيحتي لادارة الموقع هو وقف التعليقات والردود حول احداث رفح التي لا ارى منها فائدة بل قد تكون بعض الردود مساهمة في فتنة نحن ابعد ما نكون عنها, ولا يجوز ان نكون جزءا منها . وليرحم الله موتانا جميعا سواء من قضي في احداث رفح او من سبقوهم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين