...

هيا بنــا نُـ شـ تـ ت تـ شـ تـ ت عائلتنا


محمود رفيق الفرا

محاضر جامعي

التفاصيل

هيا بنــا نُـ شـ تـ ت تـ شـ تـ ت عائلتنا

بدأت قبل أيام في كتابة مقال بعنوان " شهر رمضان سابق و لاحق " أدعو فيها نفسي و أخواني إلى استثمار هذا الشهر على أفضل حال و كأننا في لعبة سابق و لا حق و التي تعتمد على اكتساب أعلى نقاط في وقت محدد و سينتهي ...

و لكنَّ دعوة طرقت باب بيتي حولت مقالي من هذا الموضوع إلى موضوع آخر أراه أهم بكثير من رمضان بل لربما يكون هذا الموضوع هو الذي من أجله كان رمضان , فرمضان و الصيام لم يفرضا إلا من أجل تحقيق التقوى ألا و إن من علامات التقوى "إصلاح ذات البين" لقول ربنا تعالى في سورة الأنفال : ربما لا يدعم متصفحك عرض هذه الصورة. فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ربما لا يدعم متصفحك عرض هذه الصورة. ... فتقوى الله متلازمة مع إصلاح ذات البين ...

أ حبتي بكل أسف لا شك لدينا جميعا في التشتت الذي تعاني منه عائلتنا على مستويات متعددة , و زاد تشتتنا و زاد تشرذمنا عندما توغلت الحزبية في وسطنا و أصبح الأخوة متفرقون تحت الرايات المختلفة و كان لابد أن يحدث العكس فتُجَمِّع العائلة ما فرقته الأحزاب.

هذا الاعتراف بتشتت العائلة لا أريد أيدفعنا أو بعضنا إلى أن نصنع مزيد من التشتت و التفرق بيننا بل هذا الاعتراف بالتشتت ما هو إلا تشخيص للداء بعده نحتاج إلى الدواء ألا و إن الدواء جاء به رب العباد فقال لنا "فأصلحوا ذات بينكم" ... فهيا بنا نصلح ذات بيننا و نتقارب من بعضنا البعض في هذا الشهر , فنتحلى بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم في التغافل و التكامل , فنتغافل عن أخطاء بعضنا ما استطعنا و نكمل بعضنا البعض فيما يلزمنا.

و دعوني بعد هذه المقدمة الطويلة أقتحم لبَّ الموضوع و أقول إن موقع عائلة الفرَّا و لجنة الأنشطة الحالية هي ثمرة لجهود كبيرة تعاقبت على مدار أكثر من ثمان سنوات و بالتأكيد شهدت هذه الفترة إيجابيات و سلبيات مثلها في ذلك تماما مثل إي مشروع أو مجهود أو بناء يُشّيَّد, و هذه السلبيات التي نتجت و ظهرت لابد أن تدعو كل من يمتلك "نية حقيقية و صادقة" في إحداث ترميم و تصحيح إلى أن يبادر في نقد هذه الأمور نقدا بناءً لا نقدا من أجل الهدم و إبراز النفس و إثبات الوجود.

أقول هذا الكلام و أنا لا امتلك أي مسمى إداري ضمن موقع الفرَّا أو لجنة الأنشطة و إنما امتلك ما هو أكبر من ذلك ألا و هو أنني مسلم فلسطيني أنتمي لهذه العائلة و يحزنني بشدة أن أرى تفرقها و تشتتها يزداد أم عيوني دون أن أتحرك و لو بكلمة أو موقف.

أحبتي إن الحركة التي يقوم بها بعض شباب العائلة من أجل إنشاء رابطة جديدة لها نشاطات و أهداف متطابقة مع أهداف الموقع الرسمي و لجنة الأنشطة الموجودة دفعني و أقولها بكل صراحة إلى مد يد التوفيق بين الطرفين و أقول هذا الكلام ليكون مثبتا للتاريخ , مددت يد التوفيق بين الطرفين لكي نبقى متوافقين و متوحدين على الأقل على مجتمع الانترنت فلا يكون تشتتا على الأرض و تشتتا على الانترنت .

فوجدت يدي يدا أخرى تقول لي نحن مستعدون لذلك و مستعدون لسماع الطرف الآخر و تصحيح المسار بل هذا ما كنا ننادي دائما به و نطالب به على أن نظل بعيدين عن الصيغة الحزبية و نظل دائما ضمن عباءة العائلة.

و لكن للأسف الطرف الآخر أبدى ترددا غير مبرر و لم يعطِ أي وعود من أجل التقارب !!

الآن أنا أقولها بكل صراحة الباب لا يزال مفتوحا أمام الأطراف من أجل التقارب و أدعوهم من الآن لشرب فنجان شاي و أكل القطايف J و نناقش المسائل سويا لنصل إلى العلاج اللازم في ظل المرض الذي نعاني منه في عائلتنا.

هي بنا يا شباب العائلة في ظل هذه الأجواء الرمضانية نأخذ خطوة حقيقية و صحيحة للأمام فنصلح و نصحح لا نهدم و ندمر و نشتت, فالتصحيح يأتي من خلال الحوار و النقد البناء لا من خلال الهدم و التشتت و التفريق.

و قبل أن أختم مقالي أذكركم و نفسي بأن اليد الواحدة الناتجة عن تشابك الأيادي أقوى دائما في مواجهة الصراعات و لهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم حرصا جدًا يوم الخندق على إصلاح ذات البين و على التوافق حتى مع يهود خيبر , دعونا نتوحد و نتكامل لا نتفرق و نتشرذم.

و أذكركم بأن التفرق و التنازع لا ينتج عنه إلا الضعف و الهوان و الله سبحانه و تعالى يقول : ربما لا يدعم متصفحك عرض هذه الصورة. وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ربما لا يدعم متصفحك عرض هذه الصورة. و أن الإصلاح هو عنوان الإيمان و الله سبحانه يقول: ربما لا يدعم متصفحك عرض هذه الصورة. إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ربما لا يدعم متصفحك عرض هذه الصورة. بل إن الإصلاح و التقوى يأتي بالمغفرة على أهله : ربما لا يدعم متصفحك عرض هذه الصورة. وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً ربما لا يدعم متصفحك عرض هذه الصورة. و لا يمكن للوحدة أن تحصل من خلال التفرقة فهذا أمر ينافي العقل و المنطق و الشرع , فالوحدة لا تتأتي إلا بالوحدة.

الكرة الآن في ملعب الجميع و من كان يريد الصالح العام فليركلها في مرمى الوحدة الحقيقية لا في مرمى وحدة المناطق و الأفرع...

و في الختام السلام ...