...

ثرثرة رمضانية


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل

ثرثرة رمضانية

 

بقلم : أبو يسار

4 رمضان 1430هـ

 

* في الأول من رمضان وفي ظل ما يراق من دماء المسلمين على أيدي المسلمين .. هممت بالبحث عن كتاب في مكتبتي .. هذا الكتاب ألّفه كاتب ليبي علماني هو الصادق النيهوم وعنوان هذا الكتاب إسلام ضد الإسلام كنت قد قرأته عام 1987م وفي ظل قتال المسلمين بعضهم لبعض أردت قراءة الكتاب مرة أخرى .. وبينما أنا أبحث عنه وقعت يدي على ألبوم صور قديم عمره أكثر من 40 عاماً ، لا أدري كيف انشغلت عن الكتاب وبدأت أقلب صفحات الألبوم .. صور قديمة كلها أبيض وأسود أُخذت في القاهرة ودمشق في الأعوام  1968..1969..1970..1974 ، شلة الزملاء والأصدقاء القدامى من أبناء العائلة الذين فرقهم الزمن وشغلتهم الحياة ، بالنسبة لي لم أرى بعضهم منذ 40 سنة أو أقل أو أكثر .. تفصل بيني وبينهم حدود ومسافات وسنين طويلة وسجن جديد في غزة ، بعضهم رأيته خلال العشرين سنة الأخيرة أو أقل ، وكلهم بالنسبة لي في موقع القلب أحبهم وأكن لهم المودة والتقدير .. المهندس كمال أبو حمدة والمهندس علي محمد ( الجب ) والعمدة رياض والأساتذة يحيى أبو فرج ونوفل وحسني عبد العزيز وعيدي قاسم وملكية وعائشة أم موفق ومنى وبركات واللواء عبد الله وناجحة أم أحمد وريهام ، والسفير أحمد أبو ماهر ، وتوأم روحي المرحوم منير الذي أفتقده دائماً وأبداً ، بالإضافة إلى مجموعة من الأصدقاء وهم قريبون أيضاً إلى القلب كلهم من خارج العائلة لا أدري أين هم الآن وماذا فعلت معهم الدنيا .. ها نحن نعيش على الذكريات نستجر الماضي الجميل لنستعيض به عن حاضرنا السيئ ومستقبلنا الذي بات خلفنا لا أمامنا ولا نعلمه .. تحية من قلبي المنهك لكل هؤلاء الأحبة الذين أفتقدهم جميعاً في غربتي داخل الوطن.

 

 

  • بالأمس وبعد صلاة التراويح سألني أبني الوحيد ( محمد علي ) إن كان لدينا أقراصاً فوارة ( من الأسبرو والفيتامين سي ) وعندما سألته لماذا أجاب بأنه يشعر بدوخة وسخونة خفيفة ، طلبت منه أن يأخذ قرصاً وينام وبعد نصف ساعة عملت له وصفة عربية ( عصير ليمونة مذاباً فيها ملعقة عسل ) ثم شربها ونام ، بعيد منتصف الليل ذهبت إلى غرفة نومه ووضعت يدي على رأسه فإذا بحرارته تلسع يدي ، هرولت إلى الفريزر وأحضرت كمية من الثلج ووضعته على رأسه ووجهه ، هذه الحركة أدت لاستيقاظ أمه والتي أصرت أن أذهب أنا لأنام وتسهر هي بجانبه ، كلانا يريد السهر بجانبه فهو وحيدنا ، ومرآتنا نرى فيه أنفسنا كما نرى فيه الدنيا .. لا أعلم كيف انقضت تلك الليلة ، وفي الصباح اتصلت بصديقي الدكتور صلاح الشامي ووصفت له الحالة وكعادته وبهدوئه قال لا تقلق .. هذه فايروس منتشر الآن .. أعطه خافض حرارة مع مضاد حيوي وأكثر له من السوائل .. وتحديداً الليمون والبابونج ، ولكي ننفذ هذا لابد أن يفطر محمد ، وهنا يجب علينا إقناعه بضرورة الإفطار تمشياً مع قول الله سبحانه وتعالى (( ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر )) وبمجهود ورجاء مني ومن والدته أقنعناه بالإفطار على أن يقضي ذلك في الشهور القادمة .. في كل الأحوال الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه .

 

 

  • تتجول أثناء نهار رمضان في شوارع المدينة فتشاهد مناظر غريبة .. عربات كارو تقفل الطرق وباعة مكدسون على الأرصفة وفي بحر الشارع لا يتركون فسحة لمن يريد السير في وسط المدينة ..الناس في حالة استنفار وانتشار يملؤون الشوارع ، عندما تراقبهم إن كانوا يتسوقون أو يبحثون عن شيء ما أو سلعة ستجد أنهم يسيرون دون هدف ينظرون شمالاً ويميناً .. يقفون ثم يمشون وكأن على رؤوسهم الطير .. أعصابهم فلتانة .. يتخاصمون ويتشاجرون ، والسبب هو ضيق ذات اليد وضغط الحاجة .. وعدم اهتمام الحكومة ( الرشيدة ) بحل مشاكلهم أعانهم الله .
  • غول الأسعار كشر عن أنيابه في الأول من شهر رمضان ، كل السلع التموينية العادية والرمضانية المهربة قفزت أسعارها بل تضاعفت ، ووصلت العدوى إلى الخضار أيضاً ، تحت مرأى ونظر حكومتنا ( الرشيدة ) والقروش القليلة التي في جيوب المواطن تضيع فرق سعر لمصلحة التاجر والموزع وملوك الأنفاق الذين لا يجدوا من يحكمهم ويحاسبهم أو يراقبهم وذلك أضعف الإيمان ، الخضار لا تـأتي عبر الأنفاق من مصر بل هي إنتاج محلي ، وعلى سبيل المثال كان سعر كيلو الطماطم يوم 30 شعبان لا يتجاوز 2 شيكل قفز يوم 1 رمضان إلى 5 شيكل ؟! وقس ذلك على الخيار والباذنجان والبصل وحتى البقدونس والكوسا .. صحيح المسألة كلها أصبحت كوسا يا حكومة. وبما أن شهر رمضان هو شهر العبادة والطاعات تزداد فيه صلاة القيام والنوافل والصدقات ، فإن زيادة الأسعار والاستغلال الذي يرافق شهر رمضان بات جزءاً من عبادة هؤلاء التجار الذين يملؤون جيوبهم وبطونهم على حساب آلاف الفقراء الذين يحفر الجوع أنفاقاً في بطونهم والعاجزين عن شراء كيلو طماطم أو كيلو خيار .. يا حكومة المسألة باتت قرع وتجاوزت الكوسا ولا زلتِ تنامين في العسل
  • بين يدي مجلد هام عن السيرة النبوية الشريفة لمؤلفه الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن خالد آل موسى ، عنوان هذا المجلد ( الطريق السوي في اقتفاء أثر النبي صلى الله عليه وسلم ) أنا شخصياً لا أعرف المؤلف ولم أقابله في حياتي ولكنني من خلال قراءة هذا المجلد أدركت أنه عالماً جليلاً صابراً يتمتع بكل دقة من خلال الجهد المبذول في تأليف هذا المجلد الضروري وجوده في مكتبة كل بيت مسلم ، في هذا المجلد تجد كل ما تريد من إجابات على كل ما يدور في دماغك من أسئلة ، كم فوجئت وصدمت عندما سمعت أن مؤلف الكتاب قد قتل بأيدي مسلمة بعد أن دكت تلك الأيدي جامع ابن تيمية في مدينة رفح بالقذائف وفي يوم الجمعة ، وهو الجامع الذي كان مؤلف الكتاب إماماً وخطيباً ومعلماً فيه ، هل يجرؤ أحد على تبيان الحقيقة وتقديم بيان يجيب فيه لماذا حدث هذا وهل في الإسلام ما يبرر ما حدث ؟؟.
  • يحاول المدرسون القدامى ( الرسميون ) من ذوي الخبرة والكفاءات العودة لمدارسهم منذ فترة طويلة ، وقد ذهبوا كل إلى مديرية التربية والتعليم التي ينتسبون إليها لتسجيل أسمائهم رغبة منهم في العودة إلا مدارسهم ، مديريات التربية أخذت تتصل بهم فرادا لملأ الشواغر المتبقية بعد أن استعاضت عنهم بمدرسين جدد من الفرق المساندة التي عملت أثناء فترة الإضراب ، ثم تعرض عليهم العودة لمدارس ابتدائي أو إعدادي أو ثانوي بعيدة عن مكان سكناهم ، لماذا ؟؟ هل هو نوع من العقاب على استجابتهم السابقة للإضراب ؟ أم هو شكل من أشكال التطفيش ؟ هؤلاء المعلمين يتقاضون مرتباتهم وهم في بيوتهم وبإمكانهم الاستمرار في الجلوس وتقاضي الراتب ، ولكنهم حرصاً على المصلحة العامة مصلحة الطلبة والتعليم منذ منتصف العام الدراسي الماضي ، ولكن وزارة التعليم في الحكومة المقالة تصر على معاقبتهم والانتقام منهم لمصلحة من ؟؟ وعلى حساب من ؟؟ مدرس الثانوي ذو الخبرة والكفاءة عندما يجد نفسه في مدرسة ابتدائي أو إعدادي سيلجأ لمقولة الإعلامي اللبناني زاهي وهبي ( خليك بالبيت ) ولا داعي لوجع الدماغ وصرف الراتب المحدود أصلاً على المواصلات ، وبالمناسبة وهذا قد يغضب معلمي فرق المساندة الذين ملئوا الشواغر الناتجة عن إضراب المعلمين في العام المنصرم .. هؤلاء لم يذهبوا لملأ تلك الشواغر حرصاً على الطلبة أو مسيرة التعليم ، ولكي لا نعمم فإن بعضهم قد ذهب تلبية لنداء حزبي والبعض الآخر ذهب لكي يجد عملاً يحصل منه على راتب بعد أن بات خريجاً جامعياً منضماً إلى صفوف العاطلين عن العمل وهذا من حقه الطبيعي والمشروع ، أما أن نقول أن الفرق المساندة في التعليم قد ذهبوا من أجل مصلحة العلم والتعليم فقط أي متبرعين أو متطوعين فهذا يجانبه الصواب ، في كل الأحول فقد بذل بعضهم جهداً مشكوراً لاستمرار المسيرة التعليمية .
  • وفي السياسة .. يتجول نتنياهو في أوروبا .. والأوروبيون مع الأمريكان يتسولوا منه موقفاً لتجميد الاستيطان هل رأيتم جهة رسمية تفاوض لصاً ؟! إنهم بذلك يشرّعون السرقة ويعطوها صفة الشرعية ، هم يفاوضوه على تجميد عمليات النهب والسرقة لفترة عام .. بدلاً من محاكمته وتجريمه على سرقة ونهب أرض الفلسطينيين جهاراً نهاراً وتحويلها لمستوطنات .. والنظام الرسمي العربي مطالب بتقديم مقبّلات لهذا اللص ليتمكن من هضم ما ألتهمه من الأرض.. فتح الأجواء العربية أمام طيران شركة العال الإسرائيلية .. وإعادة فتح المكاتب التجارية مع تل أبيب مضافاً إليها تطبيع ؟! لماذا يصر النظام الرسمي العربي على سياسة السمع والطاعة للأمريكان ؟ ومتى يدرك هؤلاء المخصيين أن سلاماً عادلاً لا يمكن أن يحدث بين العرب واليهود بالتسول ؟.