...

حدوتة الدبانة


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل

حدوتة الدبانة

بقلم:محمود سليمان

كانت الوالدة رحمها الله عندما تريد أن تجعلنا ننام كما ينام باقي البشر في هذه الدنيا تحكي لنا حدوتة الدبانة لتلهينا عن عدم طلب الطعام لعدم وجوده وعن الحالة التي نعيشها وعن الوضع الذي لا يطيقه إنسان مهما كان طفلا كان أو شابا أو شيخا أو امرأة وفي كل هذا وغيره لتبعد عنا شبح الفقر والجوع والحرمان لقصر ذات اليد
فكانت في كل هذه الأمور وغيرها تحكي لنا حدوتة الدبانة وهي في كلمتين تقول لنا يا الله يامه تعالوا ناموا علشان احكيلكوا حدوتة الدبانة نقول لها احكي فتقول حدوتة الدبانة ما حدوتة الدبانة احكيلكوا حدوتة الدبانة وتكرر ذلك مرات عديدة حتى نضطر في النهاية الى الرضوخ للأمر الواقع فإما أن ننام بما نحن فيه ولا نطلب شيئا لأننا مللنا حدوتة الدبانة


................... ونحن منذ وقعت الواقعة التي ليس لوقعتها كاذبة نسمع كل يوم وليلة حدوتة الدبانة فتح قالت وحماس قالت وفتح رأت وحماس تراءت وبرنامج حماس وبرنامج فتح أحكيلكوا حدوتة الدبانة قال متحدث باسم فتح وقال المتحدث باسم حماس : احكيلكوا حدوتة الدبانة قالت غزة وقالت رام الله : احكيلكوا حدوتة الدبانة قال أسامة حمدان وقال عزام الأحمد , وخبر عاجل قال خالد مشعل وقال عباس احكيلكوا حدوتة الدبانة قال قريع وقال هنية , قال صائب وقال سامي , وقال برهوم وقال , وقال , وقال ,
احكيلكوا حدوتة الدبانة احكيلكوا يامه ولا لسا ؟؟


لا يامه لسا ما نمناش فتظل تردد كل يوم وليلة فأصبحنا نقول لها خلاص يامه مشان الله بلاش طعام نمنا وشبعنا نوم طيب بكره إنشاءالله أحكيلكوا حدوتة الدبانة
بس أوعوا تكونوا إنتو كمان زهقتوا لأن الجانب والجانب الآخر بدهم يانا نفضل على طول نحكي حدوتة الدبانة واسمعوا مني يامه إنت وهو وهي حكمة لازم تسمعوها قبل ما تناموا بإمكان هؤلاء وهؤلاء أن يخدعوا بعض الناس كل الوقت وبإمكانهم أن يخدعوا كل الناس بعض الوقت ولكن ليس بإمكانهم أن يخدعوا كل الناس كل الوقت ومن كان لا يبصر غير محاسنه ومساوئ غيره فالضرير خير منه وليس هناك خطأ أكبر من عدم الإعتراف بالخطأ والاختلاف والنزاع الطويل يعني أن كلا الطرفين على خطأ والندم دائما هو اكتشاف الخطأ بعد فوات الأوان فالحياة أقصر من أن نقضيها في تسجيل الأخطاء التي ارتكبها غيرنا في حقنا وفي تقوية روح العداء بين الشعب الواحد والوطن الواحد والآن ناموا يا أحبائي لعل الله يغير الحدوتة ويغير هؤلاء وهؤلاء ونصبح كلنا على حدوتة جديدة ........


وذرفت الأم دموعها على حال أولادها حيث سمعت المسحراتي ينادي للسحور وهي تعلم أن أبناءها ناموا بلا سحور ولا تملك إلا ذرف الدموع وأخذت تدعوا في الوقت الذي يتقبل فيه الله الدعاء وهو الثلث الأخير من الليل


ونحن ندعوا الله أن يزيح عنا الهم والغم ويعيد لنا حدوتة المحبة بين الشعب الواحد والوطن الواحد وقالوا : خلاص نمنا يامه فقالت : تصبحوا على خير


ومعلش سامحونا على هالحدوتة ورمضان كريم
أخوكم المحب لكم دائما : محمود سليمان