...

تأملات في الحياة


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل

بسم الله الرحمن الرحيم

تأملات في الحياة

بقلم دكتور /عبدالشكور عبدالرحمن الفرا

منذ فترة يدور بعقلي عدة مواضيع ، وأرجع عن الكتابة ...... لا أعلم لماذا ، أو لعلي أعلم ، ولكن سأتركها لنفسي !!!

البداية : كنا أطفالاً نلعب ونلهو براءة في الوجنتين . هذه هي الحياة أطفال يولدون في أفواههم ملعقة من ذهب " وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرُ لكم " . وأطفال يولدون وفي أفواههم علقم الحياة " عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم " فأين أطفال فلسطين من ذلك ؟؟!!!.

كبرنا تعلمنا : أصبحنا نميز بين الصح والخطأ ونفكر بين الماضي والحاضر والمستقبل ، ربما نكون قد حققنا النصف من أحلامنا وآمالنا . وبقى النصف الآخر . ولكي يكتمل تحقق الحلم الكبير ويتحول من مجرد حلم جميل إلى واقع ملموس هناك تخوف من المستقبل .... ترقب وانتظار !!! إنه مستقبل مجهول المعالم !!

لكن الحقيقة غالباً ما تكون مرة ومؤلمة لمن يغفلها ، في حقيقة الأمر فإن نصف أحلامنا الأول قد ضاع وذهب أدراج الرياح وكأنه سحابة صيف سرعان ما إنقشعت وأصبحت الأحلام أوهام وكوابيس !! لكننا سنظل ننتظر أن تعود إلينا أحلامنا الجميلة كاملة وتتحول من مجرد حلم جميل إلى واقع ملموس ، تفرح وتزغرد معه الأم بعودة أبنائها إلى حضنها بعد فراق ، فمتي تعود هذة الفرحة والبسمة إلى أمنا فلسطين ؟!

حقيقة الحب : لا تختصر في وردة أكانت صفراء أم خضراء ....أو كلام معسول .... أو هدية جميلة تقدمها لمن تحب !! فكلها أشياء تندرج تحت بند الإستهلاك السريع والتجميل والتجمل !! لكن الحب الحقيقي هو

مواصلة العطاء والتضحية في سبيل سعادة المجتمع الذي نعيش فيه وننتمي إلية للأبد . فأين نحن من ذلك العطاء وتلك التضحية ؟!!!. إن حب النفس والغرور والتسلط والمصالح الشخصية هي سمة واقعنا الفلسطيني الحالي . فهل نحن قادرون على الابتعاد عن ذلك وتغليب المصلحة العامة على المصالح والمكاسب الشخصية الفئوية الضيقة ؟! متي وكيف ؟! أليس من الحق أن نحتكم للمنطق والعقل ونعمل جميعاً من أجل فلسطين ؟!!

بكاء الرجل العجوز : ماذا يمكن لرجل عجوز قهرته السنين أن يفعل سوى الجلوس بعيداً عن أعين الناس ويسلم نفسه للبكاء ؟!! أليس في قلبه حسرة وهو يشاهد ويسمع ما وصل إليه حال شعبنا الفلسطيني بأيدينا نحن ؟؟!!!.

ألا يحق للأم والزوجة والأخت والأخ والإبن والعم والخال والقريب والجار والصديق ........ألخ . أن يتألم ويحزن على فراق عزيز إما شهيداً أو جريحاً أو معاقاً أو أسيراً أو طريداً ... ضحى بنفسة وحياتة ليسعد من بعده ؟؟!! إن الشهيد والجريح والمعاق والأسير والطريد ليحزنوا وليبكوا كثيراً على تضحيتهم بأنفسهم دون أن يكافئهم الأحياء بالسير على خطاهم وتحقيق كل أمانيهم وأهدافهم ، بالتوحد وتغليب المصلحة العامة على الخاصة !!!! إنهم لن ينتظروا مكافأة الأحياء على هذه الأرض ، لأن المكافأة الحقيقية هي من عند الله سبحانه وتعالى .

الأمنيات : آما آن لشعبنا أن يعيش حياةً سعيدة دون عوائق أو قيود أو حواجز أو إغلاقات كباقي شعوب العالم ؟! آما آن لشعبنا أن يحصل على كامل حقوقه في هذة الحياة ؟!

كيف لنا أن ننسى قصيدة الشاعر علي محمود طه .

أخي جاوز الظالمون المدى

أخي إن في القدس أختاً لنا ......... أعد لها الذابحون المُدى

وقبل شهيداً على أرضها .......... دعا باسم الله واستشهدا

فلسطين يفدي حماك الشبابُ ....... وجلّ الفدائي والمفتدى

فلسطين تحميك منا الصدورُ ........ فإما الحياة وإما الردى

....................................

إن الله سبحانه وتعالى أعلم بالحال وبقسوة هذه الدموع وهو أعلم العالمين بنا وبصدق دموعنا هذه !!!!!

وليس الفخر أن لا نسقط أو نتعثر في هذه الحياة .... بل الفخر هو أن ننهض كلما سقطنا أو تعثرنا !!!.

وتبقى التأملات ............ وللحديث بقية .