...

لعبة فرق تسد


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل

لعبه كره قدم أم لعبه

فرق تسد

د.إسماعيل الفرا

مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر البلدين الشقيقين عفوا_ مأساة مصر والجزائر _ التي أدمت قلب كل عربي ومسلم بدلا من أن تدخل عليهم الفرحة والسرور وتوحدهم وتجعلهم صفا واحدا أمام الملمات الجسام التي تتعرض لها ألامه كلها؛. حيث جعلت نتيجة المباراة والتصرفات التي أعقبتها الحليم حيران والإنسان في حيرة من أمره وجعلته يتألم ألما شديدا ....... وان كان ذلك ليس غريبا في زمن الانهيار العربي ولكن الغريب أن يحدث في القرن الواحد والعشرين ومن المتعلمين والإعلاميين والمثقفين يوميا بين المتخصصين و غير المتخصصين ومن أشقاء بينهم من الوحدة أكثر مما بينهم من الخلاف ..... فهذه طريقة أو ظاهرة أو مأساة يجب ألا تتكرر خاصة وأن أسباب وقوعها على الأقل من وجهة نظري ترجع إلى أمور عدة منها ما يعود بالدرجة الأولى إلى المسئولين في كلا البلدين الشقيقين الذين لم يتدخلوا منذ البداية وقبل المباراة بشهر ويوقفوا المهاترات الكلامية ويعملوا على وأدها في مهدها و منها ما يعود إلى الإعلام ورجاله والمثقفين وأمثالهم الذين للأسف الشديد نفذوا سياسة فرق تسد بطرق وأساليب متنوعة وجديدة من حيث يعلمون أو لا يعلمون ... وغير معذورين في كلا الحالتين وكأننا اشتقنا لسياسة فرق تسد التي لم تفارقنا منذ قرنين من الزمان تقريبا بل أكثر وما من فضائيه إلا وتحدثت عن ذلك .

ومن أسباب مأساة كرة القدم بين فريقي مصر والجزائر ما يعود إلى الشعوب العربية وثقافتها الضحلة فقد أصبحت عقول أبناء قومنا في جوالتهم وهواتفهم النقالة وأذانهم التي تسمع وتنفث السموم بدون تفكير والكل ينشر إشاعات وأكاذيب فاشتعلت النار والأسف لم يتم إخمادها بعد . وأيضا من أسباب ما يعانيه الإنسان العربي من الفراغ وعدم استغلال الأوقات في المفيد فالإنسان العربي لا يقرأ في المتوسط إلا خمس دقائق في السنة حسب إحصائية عام1999م والآن قد تكون انخفضت المدة !!!!.

ومن الأسباب الأخرى الفهم غير الصحيح للرياضة فنحن رياضيين باللسان أما بالجسد والممارسة فلا و نحن رياضيون أمام شاشات التلفاز أما في الساحات والميادين الرياضية فلا أما ساحات الوغى فهي تشتكى إلى الله ضعفنا وقله حيلتنا وهواننا على الناس ....

ومن الأسباب الأخرى أننا لا نقرأ حتى الأخبار الرياضية قراءة سليمة فالرياضة توظفها الدول الأخرى سياسيا وإعلاميا لتعلن عن التقارب والتآلف .... كما حدث في إحدى السنوات من تقارب الصين وأمريكا بسبب لعبه كرة الطاولة (بنج بنج ).

فالرئيس الامريكى الأسبق بل كلينتون أجل خطابه للشعب الأمريكي بهدف تحسين علاقة بلاده مع إيران إلى ما بعد انتهاء المباراة بين فريقي الدولتين في مونديال فرنسا 1998م ثم ألقى الخطاب ....وفازت إيران بهدفين مقابل هدف واحد وذلك في 2\6\1998م .

ومن أسباب مأسآه مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر التعصب البغيض . فلتستمع لأجابه نجم الكرة البرازيلي (زيكو ) عندما سئل بطريقة تنم عن عتاب كيف فشلت في تسجيل هدف من ركلة جزاء في مونديال المكسيك 1986م بكرة القدم مما أدى إلى خروج بلاده من المونديال أمام فرنسا وخرجت من الدور الربع النهائي فأجاب ( زيكو) بقوله لماذا لا نقر بحقيقة أن حارس المرمى الفرنسي (بات) كان عظيما أيضا

ومن الأسباب تصرفات الجماهير اللامسؤولة وانحدار مستوى الأخلاق لدى شباب الآمة ..... وهذا لانقبله ولا يقبله أحد فالكرة أهداف وأخلاق ومحبه .... وأسوأ من ذلك عندما يتعاطى الجمهور المخدرات بأنواعها في أثناء المباراة أو يشرب الكحول فعلى سبيل المثال في تركيا أثناء المبارات نسبه كبيره من الشباب في المقاهي العامة يتعاطون الكحول وهنا لا يمكن أن نعفى الاسره من مسؤولياتها تجاه غرس الأخلاق الحميدة لدى أبنائها و كذلك المدرسة

ومن الأسباب ما يعود إلى اللاعبين أنفسهم والعنف الذي يقومون به ضد بعضهم البعض وعدم الاحترام المتبادل مما يؤثر على مشاعر الجمهور في داخل الملعب وخارجه

وربما تكون أسباب أخرى وراء مأساة مباراة كرة القدم بين البلدين الشقيقين مصر والجزائر ولكن المهم أن الأعداء ولقد استفاد الأعداء من ذلك كثيرا فإسرائيل ظاهره مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر لتكمل مشوار قواعد لعبه فرق تسد التي تتبناها منذ زمن بعيد ..... وتدعوا إلى مباراة بين فتح وحماس !!!!! والأهداف من وراء ذلك لا تخفى على ذي لب وعقل إلا من جعل عقله في جواله وأذنيه ...... وذات مرة سئل إحدى قادة إسرائيل ماذا تقرأ هذه الأيام؟ قال: ما كتب حول صلاح الدين الايوبى كي أعرف لماذا انتصر صلاح الدين في موقعة حطين !!! أما نحن ماذا نقرا !!!!! إنا لله وإنا إليه راجعون

فيا مصر العروبة والإسلام وأرض الأهرام والكنانة فانت أسمى وأعظم من الانحراف وراء المهاترات وكرامة مصر والمصريين يعرفها ويحفظها كل عربي وذلك على مر التاريخ وأحاديث الرسول عن دور مصر العظيم كثيرة ويجب علينا كثيرا أن نقدر الدور العظيم لمصر ومن لم يفز في هذه المباراة فالأيام قادمة ..... ويا بلد المليون شهيد وأرض البطولات والانجازات فانت اسمي وأكبر وأعظم من الانحراف وراء المهاترات وكرامه الجزائر من كرامة كل عربي أيتها الدولتين الشقيقتين عليكما وقف (الحرب الاعلاميه ) ونبذ الخلافات السياسية التي نتجت بعد المباراة والشعوب العربية لا تحمل في قلوبها إلا الحب والحنان والمغفرة وكما يقولون (الجرح في الكف وآلامه تحتاج إلى كل كف ) وكل يد من أيدي أبنائها لتبنى المستقبل وتوحد الصفوف وبدون ذلك لن يكون لنا فوز ولا نصر لا الانعتاق من سياسة فرق تسد.


وكل منديال وانتم بخير