...

ذكرى الفراق .. أم ذكرى الفرقان


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



الموضوع / ذكرى الفراق .. أم ذكرى الفرقان
بقلم احمد محمد سليمان الفرا
25 / 12 / 2009م


نعم إنها الذكرى المرة الأليمة التي حلت على شعبنا في غزة وفارقنا الكثير من الأحبة والخلان لكن هذا الفراق ورغم قسا وته إلا أنه فراق مؤقت إلى يوم اللقاء بهم إن شاء الله بالجنة
إن غزة العزة تمر بهذه الأيام بذكرى الجراح والآلام ذكرى الاعتداء الغاشم ذكرى معركة الفرقان ذكرى رحيل شهدائنا الأبرار ذكرى من ضحوا بأموالهم وأنفسهم ذكرى أصحاب الصفوف الأولى ذكرى كل شيء جميل حتى الشجر والحجر كان هدف هذا الاعتداء الغاشم !


إنه صباح يوم السابع العشرون كانت الساعات الأولى بتلك اليوم هي ساعة الغدر بحماة الوطن ساعة فقدان الأبرياء الذين كانوا يحتفلون بتخرجهم وطالتهم يد الغدر المسمومة بطائرات الإف ستة عشر والتي ذهب ضحيتها أكثر من مائة وخمسون شهيد باللحظة الأولى ويستمر العدوان حتى أصبح العدد أكثر من ألف وثلاثمائة شهيد.


)وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ)


(وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً ) نعم هكذا وعد الله المجاهدين والشهداء ونحتسبكم شهداء إن شاء الله بمعركة الفرقان معركة التمييز بين أهل الحق وأهل الباطل,
فغزة ورغم عمق الجراح إلا أنها تعالت عليه نعم تعالت على فقدان الأطفال تعالت على عدد الشهداء تعالت على هدم البيوت تعالت على كل آلام الجراح ومارست حياتها لعام مضى وها هي الذكرى الأولى تصادف وللأسف بتشديد الحصار على غزة من العزيزة مصر بجدار فولاذي تحت الأرض ( جدار الموت المصري ) ليكتمل قطع أخر طوق للنجاة بمليون ونصف مليون من أهلنا المحاصرين حتى الموت في غزة.


فالأنفاق هي شريان الحياة لغزة حيث يتم إدخال الغذاء والدواء لشعب تكالبت عليه الأمم لله ذرك يا غزة العزة متى سيصحو العالم على آلامك وحصارك!
فإن ذكرى الآلام والأحزان و بعد مرور عام كامل عليها لم يستطع أي نظام دولي أو عربي مساعدة هذا الشعب صحيح هناك بعض المحاولات الشعبية والشخصيات الدبلوماسية لكنها لم تغير شيء على الأرض.


ورغم ذلك صمدت غزة على قساوة الأوجاع كما صمدت وانتصرت بحرب دامت 22 يوم لم يوفر العدو أي نوع من الأسلحة سواء المحرمة دوليا أو غيرها إلا واستعملها وجربها بشعبنا لكننا انتصرنا بتلك الحرب نعم انتصر شعب غزة رغم أوضاعهم المأساوية الصعبة انتصرت بعزيمة وإصرار المقاومة كيف لا وغزة لم تبدأ الحرب لكنها أجبرت العدو على إنهائها بصمودها الأسطوري فربما يعترض البعض ويقول كيف انتصرت غزة مع كل هذه الضحايا ؟؟


أقول له لم نسمع عن حرب دون ضحايا فالجزائر العربية تحررت بعد أن سميت بالمليون شهيد فغزة أكتمل نصرها بعد أن ذهب وانتهى من خطط ودبر وشارك بتلك الحرب ولم تنتهي غزة ولم تذهب الحكومة القائمة بغزة ولم يقضوا على المقاومة بغزة وهي أهم أسباب الحرب على غزة فكل شيء صمد ولا يزال شامخاً كالجبال لكن بوش ذهب وألمرت ذهب وليفني ذهبت وباراك ذهب وموفاز ذهب وبقيت غزة العزيزة على قلوبنا, رغم قسوة ومرارة المعاملة من العالم الدولي والعربي بصمتهم على هذا الحصار وعدم الوقوف بجانب شعبنا وتطبيق القرارات التي تم اتخاذها بعد الحرب بإعادة الأعمار وها هو عام مضى ولم يتم أعمار أي شيء ولم يطبق أي قرار من القرارات التي اتخذت بالقمم العربية سواء بإعادة الأعمار أو بإنهاء الحصار فهذا هو الإنتصار صمود شعبها سواء بالحرب أو تحت الحصار الجائر.


وأعادت بسواعدها أعمار العديد من المساجد التي استهدفت وبعض البيوت التي هدمت رغم الحصار وقلة المال فغزة لم ولن تستسلم للأملاءات الدولية والصهيو امريكية فلقد صمدت ووقفت بوجه العدو وضحت بدماء أطفالها وشهدائها ومضت قدُماً نحو ترتيب البيت الفلسطيني وإنشاء وطن يزدهر شيئاً فشيئاً وعيشة كريمة بدولة مستقلة بعيدة عن المحميات وليكن هذا شعارنا بهذه الذكرى الأولى ذكرى الآلام والأوجاع
ودمتم والله يرعاكم