...

هل نـَرُدُ هذه المرة بذكاء أم كالعادة ؟!


محمود رفيق الفرا

محاضر جامعي

التفاصيل

هل نـَرُدُ هذه المرة بذكاء أم كالعادة ؟!

بقلم/ محمود رفيق الفـرا

19/9/2010

الفـَرُ و الكـَرُ أسلوب دائم الحضـور في حياتنا الدنيـا على مستويات مختلفـة و في مجالات عديدة, فتجده بين الطلبة في مراحل الدراسـة المختلفة , و بين الأحزاب السياسيـة و بين الجماعات الإسلاميـة و بين الدول و الجماعات و بين الفرق الرياضيـة بل و تجده في البيت الواحد بين الأخوة ... و إن كانت هذه بعض الصور التي يتجلى فيها الفـَرُ و الكـَرُ فإن أعظم و أوضح و أجل صورة له هي تلك الصورة التي بدأت منذ أن بدأت حياتنا الدنيـا و ستستمر إلى أن يعرف كل مخلوق مقعده من الجنـة أو النار, هذه الصورة هي صورة الفـَرُ و الكـَرُ بين الحق و الباطل, و هذا ما تجده دائما في كل مكان فيه أنصار للحق و آخرين للباطـل.

و في الآونـة الأخيـرة عشنا و لا زلنا نعيش هجمـة بشعـة يقودها الغرب الكافر متمثلا في أنصار اليهوديـة و النصرانيـة المحرفتين ضـد الإسـلام متمثـلا في اعظم  و أصدق كتاب على وجه المعمورة و هو القرآن الكريم, فبعد أن حاولوا يستفزوا المسلمين برسم الصور المسيئة للنبينا محمد صلى الله عليه وسلم و لا زالوا , بدأوا الآن في مرحلة أكثر استفزازيـة و هي مرحلة الإساءة إلى كتاب الله تعالى بالحرق تارة و الدوس عليها تارة و تمزيقه تارة أخرى ناهيـك عن تكذيبه و الطعن فيه في إساءه قديمـة جديدة.

و السؤال الذي يطرح نفسـه في الشارع الآن , متى تغضب ؟ و كيف تغضب ؟ و متى نرد ؟ و كيف سنرد ؟

هي أسئلة لا شك أنها تطرح نفسها بقوة في مثل هذه المواقف, خاصة و نحن تعودنـا أن يأتي ردنا متأخر جدا و إذا نتج عنـَّا ردًا معينـًا أن يكون ردًا للأسف الشديد غبيـًا لا يسمن و لا يغني من جوع بل في كثير من الأحيان نرد  بطريقـة تخدم أهداف الغرب الكافـر فيكون الرد كمظاهرة جماهيرية تحرق فيها أعلام الغرب و يشتم و يسب فيها سادة الغرب و قد يتم فيها تكسيـر سفاراتهم و مؤسساتهم الموجودة في بلادنا و هي مظاهر و أعمال القرآن ذاته بريء منها براءة الذئب من دم بن يعقوب و كأننا بهذا الرد الغبي نقوم لهم أن على حق هذا القرآن يدعونا للإرهاب و إلى سوء الخلق و إلى الإفسـاد و الفسـاد –حاش لله أن يكون كتابه هكذا–.

فالرد هذه المرة لابد أن يكون ذكيـًا و متطابقـًا مع أحكام هذا القرآن الذي نغضب لأجله و نرد لأجله و بالتـالي فإننـا نحتـاج إلى تحويل المهاجم إلى مدافع , و الكاره إلى محب, و المُعادي إلى موالي لهذا الدين و لن يحدث هذا إلا باتباع أحكام هذا الدين و السير على نهجه و الاقتداء بمحمد صلى الله عليه وسلم, و أن يكون كل واحد منــَّا قدر استطاعته قرآنـًا يمشي على الأرض وقتها سيعرف هذا الغرب حقيقة هذا الكتاب و حقيقة ما فيه لا من خلال دراستـه و تـَعَلـُم ما فيه بل من خلال مخالطـة و مشـاهدة من يؤمن به, و قتها فقط سيحترم هؤلاء الكفـار دستورنا و إسلامنـا بل سيصبح العديد من المعاندين لهذا الدين من أتباعه بفضل الله تعالى.

و هذه الصورة ليست بالصورة الجديدة فكم من قسيس و راهب و مستشرق جاء إلى بقعة إسلاميـة بهدف التنصير أو التهويد و نجح في مهتمه لسنوات طويلة حتى شاء القدر أن يلتقي هذا الرجل بمسلم حقيقي يتلو كتاب ربه آناء الليل و أطراف النهار حق التلاوة من خلال اتباع ما فيه من أحكام و أخلاق فآمن هذا المستشرق و ذاك القسيس و لعل أبرز من يحضرني اسمه الآن هو القسيس السابق يوسف استس ذلك القسيس الأمريكي الذي عمل لأكثر من عشرين عاما في أدغال إفريقيـا يدعو المسلمين هناك للنصارنيـة ثم ما إن قابل مسلمـًا قويا بتمسكه بكتاب الله تعالى يتبع ما فيه حتى تأثر به فأصبح اليوم الداعيـة الإسلامي يوسف استس و له برامج يوميـة على قناة الهدى الإسلاميـة الناطقـة بالإنجليزيـة.

إذن دعونا نرد عليهم بذكاء فنحولهم من مهاجمين لمدافعين أو من معادين إلى أنصار بدلا من مظاهرات فارغـة لا تزيدهم إلا تبارا.

و قبل أن اختم يتبقى لي كلمة في هذا الإطار و لكنها لأهل السنـة في عموم المعمورة , متى ننتصر لأمنـا عائشـة أمام الهجمـة القذرة للشيعـة عليها و هي من برأها الله من فوق سبع سموات في كتابه العزيز, فإن كان الغرب الكافر يهاجم الإسلام من خلال مهاجمة نبينا صلى الله عليه وسلم ثم قرآننا فهاهم الشيعـة –أسأل الله أن يهديهم- يهاجمون أم المؤمنين عائشـة و نحن لا زلنا نواليهم و نتقرب إليهم غاضين البصر عن حقدهم لأصحاب الحبيب و أزواجه, فيا ترى متى نغضب و كيف ؟

استودعكم الله ...