...

فلسطين الدولة رقم 194


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل

فلسطين الدولة رقم 194

د. عبد الله الفرا

                                                             خبير يونسكو و استاذ جامعي سابق

اصبح من المؤكد ان يقوم الرئيس الفلسطينى ابو مازن وفي يوم الثالث والعشرين من هذا الشهر أي بعد ايام معدودة بتقديم طلب انضمام فلسطين كدولة كاملة العضوية للامم المتحدة لتصبح الدولة رقم 194 وذلك دون المساس بوضع منظمة التحرير الفلسطينية ولا بالقضايا المعلقة  والمتعلقة بقيام  اسرائيل والتى اتخذت فيها الامم المتحدة قراراتها كقضية حقوق عودة اللاجئين الفلسطينين الى بلادهم .ولقد استند الرئيس محمود عباس في تقديمه هذا الطلب على امور كثيرة ولعل من اهمها ما ذكره في خطابه يوم السادس عشرة من هذا الشهر حيث قال ان اول هذه الامور : ان الرئيس الامريكي الحالى  أوباما وابان توليه الرئاسة قال بانه يريد ان يرى قيام هذه الدولة كاملة العضوية في سبتمبر 2011 أي في هذا الشهر وفي الواقع فان اوباما وبقوله هذا  قد اكد ماقاله اسلافه واخرهم جورج بوش الابن من ضرورة قيام الدولة الفلسطينية .  وثانيها ان اللجنة الرباعية وهي اللجنة المناط بها حل القضية الفلسطينية عن طريق ان تكون كوسيط للمفاوضات بين الفلسطنيين والاسرائيلين قالت انها تريد ان ترى المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والاسرائيلى تنتهي في سبتمبر 2011 أي هذا الشهر ايضا وثالثها تقرير البنك الدولى من ان مؤسسات السلطة الفلسطينية قد تميزت بكفاءة الاداء وانها قد تفوقت في ادائها على نظيراتها في الدول المجاورة ومن ثم فهي مؤهلة لادارة الدولة أي لن يحدث فراغا اداريا.هذا بالاضافة الى اسباب اخرى ربما ذكر بعضها في سياق الخطاب كإعتراف الاغلبية الساحقة من الدول في الامم المتحدة بالدولة الفلسطينية اذ بلغ عدد هذه الدول وللان 126 دولة والبقية قادمة !! كذلك  قرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم 181 في نوفمبر 1947 وكذلك قرار قيام الدولة الفلسطينية في المنفى في كانون اول عام 1988 ولا زال هناك ايضا اسبابا اخرى و لكن القائمة تطول.

 

الخلاصة ان  الرئيس ابو مازن سيقدم هذا الطلب ليبحث من قبل مجلس الامن والذى يحتوي على خمسة دولة يتمتع كلا منها بحق استخدام الفيتو او قرار النقض أي تعطيل القرار ومن ضمن هذه الدول وبالطبع الولايات المتحدة الامريكية. ورغم ان   الاغلبية الساحقة من دول مجلس الامن ستوافق وترحب  بعملية الانضام ومن ثم منح الدولة الفلسطينية العضوية الكاملة والمستحقة بالفعل لتتبوأ هذا المكان وطبقا لمنطق الانصاف والعدالة , ولكن ورغم كل ذلك فانه قد اصبح في حكم المؤكد ايضا ان تقوم الولايات المتحدة الامريكية وبأمر من اوباما نفسه باستخدام حق الفيتو ومن ثم "لحس" ما وعد به وما تمناه !!  و هكذا ايضا  المحت رئيسة الدبلوماسية الامريكية السيدة هيلارى كلينتون  حينما قالت ان الطريق للدولة الفلسطينية لا يمر عن طريق نيويورك!!! ولكن عن طريق المفاوضات مع الاسرائيليين !!! .اي وبعبارة اخرى انه حتى لو ارادت جميع دول العالم كله قيام هذه الدولة الفلسطينية وعارضت ذلك فقط  تلك الدولة المدللة اسرائيل فان الولايات المتحدة سوف تقوم وبلا أي احراج بتعطيل هذه الارادة الدولية  .. أي ان امريكا مستعدة ان تتحدى العالم كله من اجل عيون الحبيبة الغالية اسرائيل ادام الله إيباكها ( يطلق إسم الايباك على اللوبى الاسرائيلى في امريكا وهو لوبى ذو قول فصل في السياسة الامريكية ) . وعليه فان لسان حال امريكا يقول سحقا لهذا العالم وخسئا للعرب وإضربوا رؤؤسكم في الحيط  ,فانا الوحش القوى لهذا الزمان!!!.

 

 المثل الوحيد الذى يحضرني هنا واقوله لنفسى ولكل عربى صدق اقوال امريكا " اسمع كلامك اصدقك .. اشوف عمايلك استعجب!!" او ان كلام الرئاسة الامريكية مدهون بزبدة اذا طلعت عليه شمس الحقيقة ساح .. و يا فلسطينى امريكا تريدك ان تظل هكذا مثخنا بالجراح .. مشردا وهائما  وسواح ..  ولن تسمعك حتى ولو ملئت الدنيا كلها عويلا وصياح .. فهو عندها مجر نباح  .. وانا اضيف ان كل تتمناه لك امريكا  هو ان تظل أمام حبيبتها اسرائيل  في حالة من الذل والهوان والانبطاح .. لانه وبصريح العبارة  دائما وابدا سيتعطيها  المفتاح !! وهنا ومن حقنا ان نسأل كل  عربي و وكل فلسطينى: الا يذكرنا هذا بعنوان المسرحية المصرية  "انتهى الدرس ياغبى"  تلك المسرحية التى  مثلت  قبل اكثر من ثلاثة عقود   حيث كان وعلى ما أذكر وحش الشاشة المليجى هو البطل الرئيسى فيها !!!

 

ولكن وكفلسطنين سنظل واقفين ولسان حالنا يقول:

 

على هذه الارض ما يستحق الحياة
تردد ابريل
رائحة الخبز في الفجر
آراء امراة في الرجال
كتابات اسخيليوس
اول الحب
عشب على حجر
امهات تقفن على خيط ناي
وخوف الغزاة من الذكريات
على هذه الارض ما يستحق الحياة
نهاية ايلول
سيدة تدخل الاربعين بكامل مشمشها
ساعة الشمس في السجن
غيم يقلد سربا من الكائنات
هتافات شعب لمن يصعدون الى حتفهم باسمين
وخوف الطغاة من الاغنيات

على هذه الارض ما يستحق الحياة
على هذه الارض سيدة الارض
ام البدايات
ام النهايات
كانت تسمى فلسطين
صارت تسمى فلسطين
سيدتي استحق لانك سيدتي
استحق الحياة

 

 

واخيرا فإن ثوابتنا لم تتغير وهاماتنا لن تنكسر وشعارنا ابدا ودوما :

 

فلسطين تفديك منا الصدور        فإما الحياة وإما الردى




ملاحظه: تم نشر هذه المقاله في جريدة فلسطين