...

تأهيلهم ... الإفراج الحقيقي لهم


محمود رفيق الفرا

محاضر جامعي

التفاصيل

بقلم/ أ. محمود رفيق الفـرَّاhttp://mfarra.cst.ps   

22-10-2011 

فرح الأحرار بحريـة أسرانا ... فرح الأحرار بنصرة عدالة قضيتنا ... فرح الأحرار و قد رفرفت الرايات الصفراء في الكتيبة الخضراء و الرايات الخضراء في مقاطعة الرئيس و يا لها من رايات ... خرج أحبابنا من سجون الظلام و الظلم و أصبحوا بيننا ننعم بهم و ينعمون بنا, و هذا و الله لفوز عظيم يسعد كل موحد مؤمن بالله العزيز الرحيم, و لكن ماذا بعد خروجهم ؟!

سؤال يطرح نفسـه على مائدة الحوار, و هل سيتم التعامل معهم كما تم التعامل مع من قبلهم من خلال تفريغهم في الأجهزة الأمنيـة و حصولهم على مرتبات ما, و بهذا نفقد قدرات الكثير منهم, و نحول بينهم و بين ميادينهم الحقيقية ؟ لربما نكون بذلك قد أخرجناهم من معتقلات الاحتلال الصهيوني  و أدخلناهم في معتقلات البطالة المقنعة, ليصبوا عاملون غير عاملين, و تضييع قدراتهم و همتهم, فيخسر  الوطن مجهود أغلبهم.

لهذا أرى أنَّ الإفراج الحقيقي لهم يتمثل في إعادة تأهيلهم كلٌ في مجاله ثم ضخهم في المجتمع الفلسطيني كقوة إنتاجيـة ضخمة لديها خبرة حياتيـة و لديها مقومات العمل تحت الضغط مما تحتاج له مؤسساتنا و وزارتنا, فينطلق الأسير المهندس, الأسير المعلم, الأسير المبرمج, الأسير الواعظ, الأسير الشرطي, الأسير العسكري, و هكذا فتمزج هذه الطاقات في مختلف أنحاء حياتنا بشكل رائع ...

و هذا التأهيل لا يمكن أن يتم بشكل فردي, أو بمجهود غير منتظم, بل لا بد أنَّ يتم بدعم حكومي و تنظيم كامل من خلال حملة وطنيـة يطلق عليها "الحملة الوطنيـة لتأهيل الأسرى المحررين", يتم من خلالها تأهيل كل الأسرى في مجالاتهم مما يعيدهم إلى ميدان العمل و الإنتاج سريعا بدلا من تركهم يمدون أيديهم أمام شئون الأسرى, فتارة يمن عليهم و تارة أخرى يتركوا , فتكون فلسطين كأنها أضاعت أسرها !!

هذا لا يعني ألا يتم دعمهم ماديـا و معنويـا من خلال مكافئات و منح, لكن على ألا تكون هذه هي الأصل و عليها المتكل, بل لابد من أن تصبح أيديهم عاملة في مجالاتهم الأصلية, ففلسطين تحتاج إلى طاقات متعلمة عاملة مجاهدة  أكثر من حاجتها إلى طاقات مجاهدة بشكل بحت!!

وفق الله ولاة أمورنا لخيري الدنيا و الآخرة, و يسر لإخواننا الأسرى طريقـا قريبـا للحريـة, و أعان الأحرار الجدد على حياتهم الجديدة بكرامة و عزة ...

و في الختام استودعكم الله