...

محطـــــــات


يحيى نافع يونس الفرا

رئيس نيابة

التفاصيل

 

المحطات والمواقف بالحياة كثيرة ومتعددة وتواصلاً لما نشر في العدد الأول من محطات والتي تناولنا خلالها خمسة محطات محورية وهامة جداً تلاحظها في كثير من أفراد الشعب سواء على صعيدنا الفلسطيني أو حتى في دول أخرى ، وما يميزنا عن غيرنا بعض محطات تجدها لا يمكن لها أن تتكرر في أماكن أخرى وتجد أيضاً العكس وهذا يحكمه العادات والتقاليد والأعراف المتبعة في كل بلد ، تجد الاختلاف ليس ظاهراً ما بين دولة وأخرى حتى الاختلاف يلاحظ بنفس الدولة ما بين مدينة وأخرى وما بين قرية ومدينة وهكذا..
وتواصلاً مع المواقف والمحطات التي تصل في كثير من الأحيان إلى ظاهرة يجب أن يتم معالجتها والحد من انتشارها .
المحطة الأولى عمليات النصب والاحتيال والطرق المستخدمة في حبك تلك العمليات تجاه الضحايا من أبناء الشعب والتي تعددت الأساليب والهدف هو الحصول على الاموال والأكثر انتشاراً وذيوعاً لطرق النصب هي ما يسمى بتشغيل الأموال بواسطة شركات وهمية لا أساس لها لو تم التأكد منها لم تجدها على أرض الواقع وكذلك التجارة عبر ما يسمى " الفوركس" البورصات الوهمية عبر مواقع الانترنت والتي راح ضحيتها الكثير من المواطنين سواء من هم من أصحاب رؤوس الأموال وحتى المواطن البسيط أحياناً ما يطمح لتحسين دخله فيقوم ببيع ذهب زوجته أو أحياناً عفش البيت حتى يقوم بتشغيل تلك الأموال مع أصحاب التجارة الوهمية.
وتجد كثيراً منهم يستخدم أسماء بعض الوجهاء وأصحاب المهن والألقاب المرموقة حتى يتم تشجيع المواطنين العاديين في تشغيل أموالهم لثقتهم في بعض تلك الأسماء ، ويتم الحصول على ضمانات مقابل أموالهم سواء شيكات أو كمبيالات أو سندات دين منظمة أو وغيرها من المستندات التي يوهم النصاب الناس بها بأنها ضمانات للأموال التي يقوم بتسليمها له من أجل تشغيلها ، والعمل بهذه الطرق يتم بأسلوب مخطط ومنظم فهي كلها عمليات نصب منظمة وكثيراً تم التحذير منها ولكن للأسف كثيراً ما زالوا يقعون في تلك المصيدة بسبب سيطرة الطمع عليهم في جمع الأرباح الوهمية .
المحطة الثانية شهادة الزور واليمين الكاذبة فهي من الأمور التي باتت منتشرة في مجتمعنا والأمر ملاحظ بسبب أنه في الموضوع الواحد تجد من يروي أكثر من رواية مختلفة عن الأخرى فتجد نفسك مذهولاً أمام هذا الموقف وخاصة بأنها جميعها أقوال بقسم قانوني يؤديه على كتاب الله فنتساءل من منهم كاذب ومن الصادق؟ وبنفس الوقت نندهش من تعدد الروايات المختلفة وماذا يستفيد ذلك الشاهد بشهادة زور بين المتخاصمين ؟ بل أنه يساهم في تضليل العدالة ضياع الحقوق وطمس الحقيقة التي قد تضر بمصلحة أحد الأفراد ، فالسبب يرجع لغياب العمق الديني لدى الناس الذين يلهثون وراء سراب الدنيا الزائل حتى لو كان سيملك الدنيا وما فيها من وراء قول الزور أو الشهادة الكاذبة فإنه خسران خسراناً عظيماً.
المحطة الثالثة التزوير والتزييف فهي من القضايا التي انتشرت في الآونة الأخيرة سواء بتزوير عقود بيع وشراء أو شيكات أو كمبيالات وحتى وصل الأمر التزوير في مستندات رسمية وكلها من أجل الطمع وحرمان الآخرين من حقوقهم والتملك الباطل والسيطرة على أراضي وشقق وعمارات ومنها ما يصل للضرر بحقوق أيتام وهو أعظم حرمان بدلاً ما يشمل هذا اليتيم بعطف أقاربه من أعمام وأخوال فإنهم يطمعون فيه ويحرمونه ملك أبيه أو أمه .
المحطة الرابعة ارتأيت بأن تكون همسة قبل وصول القطار لآخر الطريق بأن نراجع جميعاً أنفسنا وأن الحل لهذه المحطات أو الآفات أو المواقف دون النظر عن التسمية لها فهي في النهاية مظاهر سيئة تحتاج لمعالجة وتصحيح أوضاع فيتوقف تصحيحها على أفراد المجتمع كافة بأن يعدلوا عما يقترفونه من آثام ومن أخطاء بحق أنفسهم وأبناء شعبهم وبدينهم ووطنهم وأن يكون هناك توعية دينية شاملة من خلال الخطباء والوعاظ تشرف عليها وزارة الأوقاف حول تلك المواضيع وإظهار حرمتها وخطورتها والعقوبة الربانية المنتظرة لهؤلاء المخطئين ، وأن يتم إظهار ذلك أيضاً عبر وسائل الإعلام المختلفة ، لأن السجن لوحده لا يكفي خاصة في ظل وجود بعض العقوبات القاصرة والتي تحتاج لتدخل تشريعي وتعديلها خاصة قضايا النصب فعقوبتها غير رادعة لأنها تصل للحد الأقصى السجن خمس سنوات .
ولكننا دائماً ننسى بأن العيب فينا ونرمي باللوم على الآخرين سواء مسئولين أو غيرهم وتجد الكثير يتحدث في تلك الامور بمثالية وكأن الأمر لا يعنيه وبعيداً عنه وتجده بالحقيقة غارقاً في تلك المظاهر السلبية ويأتي ويرسم المثالية .
لعلنا نبدأ بالتغيير بأنفسنا " بنفسك فابدأ " .