...

سلــــوكيات بشهــــر رمـــــضان بقلم الأستاذ/يحيى نافع الفرا


يحيى نافع يونس الفرا

رئيس نيابة

التفاصيل

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين وبعد ،،،،

استقبلنا معاً شهر الخير والبركات الشهر الذي خصه الله سبحانه وتعالى عن باقي شهور السنة من جزاء وعقاب وأعمال وأجر وعمل وجهاد وطاعات ونوافل وصدقات وبركات بأيامه ولياليه وفيه نزل القرآن الكريم وفيه ليلة خير من ألف شهر وفيه تتصفد الشياطين وفيه خير عظيم للأمة ولمن استغل هذا الشهر الكريم من عمل وطاعات وعبادات لله تعالى .

ورغم هذا كله نجد بأن هذا الشهر لا يخلو من بعض السلوكيات التي تصدر عن بعض من الناس أثناء صيامهم وقبيل إفطارهم فتجد من يحذر بأنه صائم وأنه لم يرى أمامه وأن روحه في أنفه وكأنه يتجمل بصيامه على الله والعياذ بالله .

وأيضاً تجد من يقضي ساعات عديدة من بعد صلاة العصر وحتى اقتراب موعد آذان المغرب في الأسواق بهدف التسلية والقضاء على الوقت ، ومنهم من يجلس على ناصية الشوارع وأمام المحال التجارية وعلى الأرصفة جماعات جماعات وكلها جلسات لا تخلو من الغيبة والنميمة وسرقة النظر للمارة وخاصة من النساء وكذلك يكون جلوسهم عائق للمارة من النساء عندما يكونون مغلقين الرصيف مما تضطر المرأة أو الفتاة من السير على حافة الأسفلت ولديها الشعور بأن خطواتها متابعة بعيون ونظرات الجالسين فمنهم من ترتبك بالسير ومن الممكن أن يؤدي إلى عرقلتها خجلاً مما لا يتقون الله في جلوسهم على الطرقات التي تكون محرمة بما فيها من إساءة وضرر يسبب للمارة وإيذاء للناس فأين هم من رمضان وسلوكيات رمضان الحميدة والبركات التي شملها هذا الشهر الكريم ؟؟ فتجدهم يضيعون ثواب صيامهم وقيامهم بأتفه التصرفات دون الالتفات بأن هذه الصغائر مكوناً للكبائر .

وكذلك تجد من يعتقد أن شهر رمضان هو للطعام والشراب وكأنه لا يأكل ولا يشرب طيلة العام لم يتفكر بأن هذا الشهر هو راحة من الطعام والشراب وحرمان لبعض الوقت حتى يستشعر بالمحرومين والفقراء والمساكين وحتى يتعود على الصبر عند المحن والشدائد .

ومنهم من ينتظر موسم رمضان لقضاء الوقت على الفضائيات طيلة اليوم والليلة على المسلسلات التي تتزاحم في هذا الشهر المبارك وذلك بفكر ومنهج مدبر لإفساد العبادة وحرمان المسلمين من أجر هذا الشهر وتقاعسهم عن أداء الصلوات وخاصة الفجر والعشاء والتراويح في المسجد وخاصة بأن مواعيد تلك المسلسلات تتزاحم فيما بين المغرب وحتى منتصف الليل .

ومنهم من ينتظر شهر رمضان للسهر حتى آذان الفجر على الفضائيات أو الألعاب الملهية عن ذكر الله وخاصة الكوتشينه ثم ينام طيلة يومه فتضيع منه صلاة الظهر والعصر وأحياناً يقوم بجمعهما قريب المغرب فتجده يبدأ يفيق لحظة الإفطار حتى مطلع الفجر يلعب ويلهو ذلك المسكين الذي سرقته سكينة الغفلة عن أن يستغل هذا الشهر الكريم وأن يستعيد نشاطه الإيماني ويجدده لطيلة العام من خلال هذا الشهر الذي فيه ترويض للنفس وتصحيح لبعض الأخطاء التي يقع بها الإنسان طيلة السنة من آثام وذنوب وترك لمائدة القرآن وترك للنوافل وغفلة عن الصدقات والزكاوات كلها تأتي ليعيد الإنسان تقويم نفسه وجلد ذاته خلال هذا الشهر الفضيل إلا أننا ننصدم في كثير من المسلمين يبقى في غفلته وضلاله وكأن شهر رمضان فقط للتفنن في بعض أنواع الطهي والحلوة التي تكثر فقط في شهر رمضان وأنه برنامج لنوم بالنهار وسهر على الفضائيات والنت واللعب طيلة الليل .

وتجد من يقدر على الاقلاع عن التدخين طيلة ساعات الصيام وتجده فور آذان المغرب يفطر بعضهم على السيجارة واعجباه يصوم طول النهار ويفطر على حرام .

أسأل من يدخن ويصوم طول اليوم الذي جعلك تتحمل أن تبقى طيلة هذه الساعات طول اليوم فإنه يصبرك باقي اليوم بدون تدخين ولكن هي فقط عادة سيئة وكثير من يوهم نفسه بان السيجارة بها متعة خاصة وهذا وهم ينخدع به الكثير من المدخنين .

كثير هي السلوكيات التي يقع بها بعض الناس في المجتمع أثناء شهر رمضان ومنهم من يحمل سبب كثرة المشاكل بين الناس هو الصيام فيجعل الناس في حالة من العصبية ويتعاركون مع بعضهم البعض فهذا منافي لتعاليم ديننا الحنيف لأن من فضائل شهر رمضان المبارك الإقلاع عن المحرمات وعن الغيبة والنميمة والسباب والشتائم وأنه يعودنا على الصبر والتحمل والتسامح ، ولكن هيهات هيهات ما بين القول والفعل لما نراه من زيادة في حجم المشاكل نهار رمضان وتجد العجب العجاب من تجني على هذا الشهر الكريم .

رمضان كريم وكل عام وأنتم بألف خير.....