...

أرادوها نار حتى يلهو لإطفائها


يحيى نافع يونس الفرا

رئيس نيابة

التفاصيل

 

أرادوها نار حتى يلهو لإطفائها

                                                                بقلم الأستاذ/ يحيى نافع الفرا

منذ اللحظات الأولى التي أعلنت فيها لجنة الانتخابات المصرية فوز مرشح حزب الحرية والعدالة الدكتور محمد مرسي رئيساً لجمهورية مصر العربية كان الأمر غير مقبولاً لدى كافة الأحزاب المصرية وحتى لدى من شاركوا بالثورة ضد النظام الفاسد الذي كان يرأسه محمد حسني مبارك ، والسيناريو الذي كان واضحاً هو أن تشتعل النيران من كل جانب حتى يلهو الرئيس مرسي في إطفاء النار كلما أطفأ ناراً أوقدوا غيرها حتى لا يستطيع أن يفكر في ترتيب البيت الداخلي لمصر وتنظيم علاقاتها الخارجية ، خاصة بأن الشعب يريد الكثير من تصويب الأوضاع وأن المشاكل كثيرة والحمل ثقيل جداً ويحتاج لمجهود كافة المخلصين علاوة على أنهم بحاجة لأموال كثيرة جداً حتى يحاولوا تصحيح ما أفسده الفلول ونهبوا من ثروات مصر والمعونات التي كانت تستلمها لا تكفي سد الحاجات لوجود كم كبير وحرامية تنهب في مقدرات الشعب وحقوقه ، فكيف يلتفت تلك الأعباء وهم في كل لحظة يقفون له على الكلمة والهمسة والخطوة سواء سياسيين ، وإعلاميين ومفكرين واقتصاديين وحتى الفنانين لم يسلم من سموم عباراتهم جميعاً ، ويتربصون برئيسهم قبل أن يعطوه الفرصة حتى يحكموا عليه ، يبدو بأن الشعوب اعتادت على الحكم الجبري الذي يعين عليهم دون اختيار ومشورة حتى يرضوا خوفاً ورهبة .

نسمع كافة من ينتقد يتغنى باسم الشعب وأنه يخشى على الشعب وأنه قلبه على الوطن والمواطن والعبارات التي يخدعون بها الشعب ، فلو قلبكم على الشعب فاحترموا كلمة الشعب لأنه هو الذي اختار من يحكمه ويدير شئونه بانتخابات حرة ونزيهة وليس بمبايعات كما كانت تحدث  في زمن مبارك الذي يجدد له ببيعة يافطات وبنتيجة 99.99% وكأن الموتى في القبور شاركوا في الاختيار .

تحرصون على الشعب والوطن وأنتم من تديرون الفتنة وأشعلتموها بشعاراتكم الرنانة التي تضحكون بها على الشعب المسكين لأن شعب مصر يغلب عليه العاطفة فتلعبون بمشاعرهم لأنهم شعب طيب يصدق ما يقال له .

تعترضون على قرارات الرئيس من أجل الاعتراض وليس لأنه قرار صحيح أم خاطئ ، أنتم بقيتم في التحرير بعد التطير الذي كان شرفاً وحدثاً تاريخياً لكل مصري ، فكان لزاماً عليكم بعد أن استلم الرئيس المنتخب منكم قيادة الجمهورية أن تقفوا بجانبه وتزيلوا كل الحواجز وتتعاونوا معه في تصحيح الوضع الداخلي حتى يبقى المواطن في كرامة وحرية وأن يعيش بشرف واحترام ، وكان واجباً عليكم منع أي إنسان يركب الموجة ويتغنى بالثورة ويبقى في التحرير وكافة الميادين بهدف أن تبقى مصر غير مستقرة ، وأن تبقى في حالة عدم استقرار وغليان حتى يحققوا مصالح من تآمروا مع الصهاينة والأمريكان ضد مصالح  وطنهم وشعبهم .

يجب أن يسأل الشباب الذين شرفوا مصر في ثورة 25 يناير أين كان البرادعي وموسى وحمدين ومن هم هؤلاء ولمصلحة من يعملون هذه الفتنة ويشعلونها؟؟؟؟؟؟

الإعلام المسموم الذي يتاجر بالشعب والوطنية لحفنة من المال ولمصلحة بعض الشخصيات وينصب نفسه حاكم وجلاد ويسمع من خلال صوته الذي يدخل كل بيت أصوات الفلول وكل من يكره الإخوان ويحقد عليهم فإن دوره أصبح ينصب بالتشهير والقدح والقذف والسخرية وأنه يسخر كثير من المواقف التي تحرض الشعب خاصة أن معظم الشعب يتسم بالبساطة والعفوية فإنه من السهل أن يصدق ما يذاع عليه ليل نهار ، فاتقوا الله في رسالتكم التي تعتبر شعار لصوت الحق والكلمة المعبرة فلا تسيروا طريقكم لأهواء بعض من المرتزقة فقط لأنهم لا يريدون حكم الإخوان فيجب أن يكون الإدراك أوسع من ذلك ، مرسي هو مرشح الإخوان ولكنه رئيساً لكل المصريين ونحن نعتبره لكل العرب كون أن مصر هي الحاضنة والرائدة الزعامة للأمة العربية طيلة الأزمان من قلب مصر فيجب أن نحافظ عليها وأن نعطيه الفرصة الكافية حتى نحكم عليه ، ولكن ما يحدث هو حتى لا تعطى له الفرصة وينجح لأن النجاح يعتبر كارثة لهؤلاء المرتزقة الذين يضحون ويتاجرون بدم الشهداء وبالوطن مقابل فتنة الدنيا .

لك الله يا مصر ، وربنا معاك يا رئيس ورأس الشرعية د. محمد مرسي.