...

الإرادة تحمي الفكرة


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل

سنوات مرت منذ أن بدأ الحراك الشبابي داخل عائلات محافظة خان يونس، كان الهم الذي يراودهم أن يتمكن الشباب من ترسيخ القيم الإيجابية داخل العائلة بعيداً عن العصبية، آمنوا بأن ترسيخ قيم المحبة والإخاء والتآلف والتكاتف داخل العائلة لا بد وأن يقود إلى توسيع دائرة هذه القيم النبيلة في العائلة الأكبر “المجتمع” الذين يعيشون في كنفه، أخذ الحراك الشبابي داخل العائلات يتشكل من خلال تشكيل روابط الشباب، والتي أخذت على عاتقها تقديم خدماتها في مجالات شتى من خلال تبنيها للعمل الطوعي، الامكانيات القليلة لم تضعف العزيمة ولم تنل من الإرادة التي تمتع بها الشباب.

لم تلبث أن شكلت المنافسة بينها قوة دفع لعملها، حيث بات نقل التجارب الإيجابية والابتعاد عن السلبية منها سمة تميز فعالياتها، بدأت بنقل تجربة التكريم السنوي لاوائل الطلبة داخل العائلة، ثم انتقل إلى تشييد المواقع الإلكترونية وتسخير مواقع التواصل الاجتماعي لخدمة أفكارهم والقيم النبيلة التي تحملها، لم يكتفوا بما وفرته لهم تقنية الاتصالات بل جسدوا ذلك أيضاً من خلال التواصل المباشر مع أفراد عائلاتهم، وتبنيهم للعديد من الأنشطة التي رغم رمزيتها إلا أنها كانت تؤسس لبناء سليم.

منذ البداية كان السؤال الأكبر الذي يواجههم كيف يمكن لهذا التفاعل داخل العائلة أن يمتد إلى خارج محيطها مع العائلات الأخرى؟

ولا شك أن الإجابة على السؤال لا بد وأن تحمل بين طياتها مفاهيماً تنزع عن هذا الحراك الصورة السلبية للعصبية العائلية، التنسيق بين العائلات يكفل لهم تمتين أواصر الترابط والمحبة والتكاتف داخل المجتمع، تلك القيم التي تراجعت كثيراً في السنوات الأخيرة، ويمكنها في الوقت ذاته من الاطلاع عن كثب على التجارب المختلفة والتفاعل معها.

التنسيق بين العائلات يمكن أن تكون لبنته الأولى إنشاء موقع الكتروني يجمع العائلات، يعمل الموقع على زيادة التشبيك بين العائلات، هكذا وضع القائمون على المواقع الإلكترونية للعائلات المختلفة خطة عملهم، وبعد جهد وعصف فكري جمعي تم تشكيل المجلس العام التي تشارك فيه عائلات محافظة خان يونس، ومنه انبثقت لجنة تنفيذية لمتابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه.

لا شك ان تجسيد الفكرة كواقع يدفعنا لأن نثمن عالياً هذا الجهد المميز، والذي يتطلب من الجميع مباركته والإسهام في تعزيزه ونجاحه، ونتطلع أيضاً إلى تطويره والإنطلاق من خلاله إلى أفاق عمل أوسع تخدم الفكرة النبيلة التي ولد من رحمها هذا العمل، ومؤكد أن ليس هنالك من عمل يخلو من المعارضين له والمثبطين من عزيمة القائمين عليه، لكن الحقيقة الساطعة أنه في الوقت الذي تتوفر فيه العزيمة والإرادة لا بد وأن يكون النجاح هو حليف أصحابها، لا شيء بمقدوره أن يحمي الفكرة أكثر من الإرادة.

ولعل من واجبنا في هذا المقام أن نعبر عن تقديرنا العميق لهذا الجهد، سائلين المولى عز وجل أن يوفق الجميع لما فيه خير البلاد والعباد، بوركتم وبوركت جهودكم.