...

الحرية للدكتور أسامة


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل


رسالة إلى الأخوة العقلاء في حماس

بقلم محمود سليمان



الإعلام والخطب والمؤتمرات والندوات وحتى الإدعاءات والتخوين والتجريم كل ذلك صدقوني ليس له محل من الإعراب فالحقيقة هي الحقيقة والصدق هو الصدق والأمانة في الأقوال والأفعال هي الأساس في الحكم على الناس مهما كانوا وحيث أن كل فلسطين من البحر إلى النهر تعرف من هو الدكتور / أسامه عبد الستار الفرا ومن هو والده ومن هي عائلته .

 

وهنا أقول للعقلاء جميعا الحر تكفيه الإشارة لا نريد الزيادة في تعريف أنفسنا ففي الزيادة النقصان إن اختلاط الحابل بالنابل وعدم وزن الأمور بميزان حساس مآله الفتنه والخراب والدمار وأمور لا يحمد عقباها وسنن الله في هذه الأرض لا تتغير فكما أن الطعام يشبع والماء يروي والنار تحرق فان الفتنه لا تبقي ولا تذر وهي كما نعلم جميعا لأشد من القتل وهنا فإن عائلة الفرا دائما وأبدا لتُحكم العقل والحكمة في كافه الأمور وهي لتتخذ من الإسلام منهاجا ومنطلقا لإتباع المنطق والحكمة والتروي لان المسلمون أذكياء ونحن أبناء عائلة الفرا عندما نحدد موقفنا من أي قضيه فان منطلقنا هو الإسلام عبر الفهم الصحيح لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ودون الانسياق للعواطف والأهواء أو الغرائز .

 

ومادمنا التزمنا وأمنا بهذا الدين فإننا أسلمنا لله سبحانه وتعالى وارتضينا النزول على حكمه في أمورنا الدنيوية وعليه فان اعتقال أو خطف أو احتجاز الدكتور أسامه الفرا وأمثاله ليس من الحكمة والإسلام في شيء .. إلاَ الفتنه لعنها الله ولعن من أيقظها وحيث أن كل يقيننا في عائلة الفرا المعروفة بصبرها وحكمتها وعدم الاستعجال في اتخاذ القرارات هذا لأننا نجد في منهج الله الخير والعدل والكمال والحكمة والتروي لأنه منهج الله لا منهج البشر بضعفه وعجزه وقصوره ....

 

فقد قال تعالى في كتابة الكريم (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) سورة الأنعام

فالإسلام ليس نسكا أوعبارات محصورة بين جدران المساجد والمكاتب المغلقة أو المفتوحة إنما هو عقيدة وحكم وحكمه ومبادئ ودلاله ودنيا وأخره .

قال تعالى (ما فرطنا في الكتاب من شيء ...)سورة الأنعام

والحكمة تقول الصمت دائما ابلغ من الكلام ولا تنسوا إخواني أبناء هذا الوطن المعطاء أن رسولنا أسوتنا قال :أنا محمد لا اكذب أنا إبن عبد المطلب . عائدا بذلك إلى قبيلته وأبناء عمومته ونحن هنا مع أسوتنا رسول الله واللبيب بالإشارة يفهم .

وكذلك لا ننسى نصيحة قيس بن عاصم لأولاده حين قال سوِدُوا كباركم من اهل الحكمة والعقل والتروي ولا تُسَوِدوا صغاركم من أهل العاطفة والتعجل فان من شان هذا أن يهون كباركم وتهونوا على الناس .. وكل مسالة لها علاج إلا الإهانة والذل .. كما صدق الشاعر حين قال :
وجنة بالذل ما نرضاها ونار بالعز أطيب منزلِ

وإنا هنا يا إخواني ويا أحبائي أقول :

كيف أشكو إلى طبيبي ما بي والذي بي أصابني من طبيبي

وخير الكلام كلام الله عز وجل :

(كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير )
(يهدي به الله من إتبع رضوانه سبل السلام )
(وهذا كتابنا ينطق عليكم بالحق)

فلا تجعلونا كما قال الأحنف بن قيس :
نخافكم إن صدقنا ونخاف الله إن كذبنا

وأخيرا أقول لإخوتي في قطاع غزه الحكمة لله وحده وإنما يجٌدُ الإنسان ليعرف فمن عرف الحقيقة أحب الحكمة وبحث عن الحقيقة وكل الحقيقة وذلك للعمل من اجل مصلحة العباد التي هي أساس الخلق فقد انزل الله تعالى الأنبياء والرسل للعمل من اجل مصلحة العباد وإعطائهم الحقيقة التي هي اساس هذا الكون .

قال تعالى (وَلَوْ يُؤَاخِذُ الله الناس بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ على ظَهْرِهَا مِن دَآبَّةٍ)

ودعائي الله تعالى أن اللهم اهدي قومي إلي الحكمة والعقل والروية والبعد عن الإساءة والقهر والظلم ودائما وأبدا الحكمة ضالة المؤمن ويا ليت قومي يعلمون ويعقلون .

 

وللدكتور / أسامه الفرا وإخوانه أقول ...... الناس معادن كالذهب والفضة خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام ........ وأنت وأمثالك خيار من خيار من خيار ولعل إخوان الوطن والعقيدة وصلت إليهم الفكرة وأنا صدقوني هنا لا امثل احد وإنما امثل ضميري الذي هز كياني الذي هو كيان فلسطيني , صدمته الأحداث الأخيرة حتى وصل الأمر بنا أننا نعذب أنفسنا بأنفسنا وأننا يستبد بعضنا الأخر ونتهاون مع عدونا ونُشدد ونضيق بين بعضنا البعض .. إلي متى سنظل نتهاون بأنفسنا وننسى واقعنا المر ونشكى ونشتم بعضنا البعض ويا لها من شكوى , إلى متى سيظل هذا واقعنا والى متى ستبقى عيوننا تزرف دمعا وقلوبنا تنزف دما والى متى سنظل نكذب على أنفسنا وعلى عقولنا .. الزمان يتدفق بسرعة والأبرياء ليس لهم ذنب إلا أنهم لهم رأي أخر فأين الحقيقة هل هي المليئة بالشعارات الكاذبة التطور والحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة وحب الخير للجميع ... أما الأبرياء الأحرار الذين كانوا وما زالوا و سيبقوا معدن الذهب الأصيل الذي لا يصدا حتى لو قيد بسلاسل من حديد يصدا ولو بعد حين ... فلا تغرقوا يا إخوتي ويا عشيرتي في بحر الأوهام فهذا هو واقع الإنسانية المر وهذا هو ما أوحاه إلي ضميري الذي هز كياني وجعلني أغمض عيني وأسد أذني حتى لا أرى ولا اسمع الواقع المر ويا له من واقع مر اليم نعيشه ونفكر ونزعم أننا نواجه العدو وفي الحقيقة كل الحقيقة أننا نواجه أنفسنا .......فيا للعار يا للعار ..

وهنا توقف القلم لأن الضمير اهتز وتزلزل من واقع ما سمع وما رأى ..
واختم كلامي بقول الإمام علي رضي الله عنه حيث قال ( ميدانكم الأول أنفسكم فان انتصرتم عليها كنتم على غيرها اقدر وإن خُذلتم فيها كنتم على غيرها اعجز )

والله الهادي الى سواء السبيل

 


للتعليق إضغط هنا