...

أربعة .. أربعة .. اثنين


يحيى نافع يونس الفرا

رئيس نيابة

التفاصيل

 

أربعة .. أربعة .. اثنين

                                                                بقلم الأستاذ/ يحيى نافع الفرا

لعل المتتبع للشئون الرياضية والطرق التي يتم إعدادها لمباريات كرة القدم يعي تماماً أن هناك طريقة لعب (4-4-2) وهي إحدى الطرق التي تستخدم في إدارة مباريات كرة القدم ، وهي طريقة تتميز وتتسم بالطابع الهجومي وتحتاج لحسن تنفيذها لمقاييس معينة ومعايير تختلف عن أية طريقة أخرى لأنها بحاجة إلى وجود لياقة بدنية وذهنية عالية وسرعة فائقة من قبل اللاعبين حتى يكون الارتداد في وقت مميز من الهجوم للدفاع والعكس ، وتحتاج لعطاء وفكر عالي من اللاعبين واستيعاب هذه الطريقة لا يستطيع كافة اللاعبين أن يتقنوه .

لعل الكثير من القراء يستغرب هذا العنوان والموضوع ، والأغرب هو سبب اختيار هذا الموضوع وبهذه الطريقة التي أردت أن أعرضها ، ولكن الذي جعلني أبدأ بهذه المقدمة وأختار ذلك العنوان هو عندما كنت انتظر سيارة لكي أركبها للذهاب إلى عملي لاحظت سائقي الأجرة يتفننون في تحميل الركاب وأصبحوا مخططين في كيفية تحميل الركاب وآلية تحميلهم ووضع طريقة لتحميل أكبر عدد ممكن في آن واحد وبأعداد تزيد عن العدد العادي بثلاثة ركاب ، فسمعت أحدهم ينادي بأن سوف يقوم بتحميل (4-4-2) فعلى الفور ورد لذهني طريقة اللعب وأصبحت طيلة الطريق أتأمل في هذه الطريقة ووضعت مقارنة فيما بينها وبين طريقة اللعب في الكرة ، كما وأنني تخيلت حال الركاب عندما يجلسون في كرسي في وضعه الطبيعي يحمل ثلاثة أشخاص كيف يمكن أن يتسع إلى أربعة من الأشخاص ؟ وهل سيكون وضع التحميل مختلطاً ولا سيكون تقسيم الكراسي لفئات خاصة السيارات المرسيدس ستة أبواب ، لأن المايكرو باص ممكن أن يستوعب هذه الطريقة .

فبدأت أضع مقارنة في طريقة اللعب الحديثة في كرة القدم ووضعت تقسيمتها على المستطيل الأخضر لمقارنتها بالسيارات البرتقالية " الأجرة" ، فوجدت بأن التشكيلة على ساحة الملعب مكونة من أربعة لاعبين في خط الظهر وأربعة لاعبي الوسط واثنين رأس حربه " خط الهجوم" بالإضافة لحارس المرمى ، بينما تطبيق الطريقة الجديدة لسيارات الأجرة سيكون اثنين في الخط الأمامي بجانب السائق وهو بمثابة قائد الفريق وهو بمنزلة حارس المرمى ، وأربعة بخط الوسط ولكن يشترط أن يكونوا من جنس واحد حتى يكون في متسع والخط الخلفي أربعة كذلك ، والزيادة في هذه الطريقة اثنين في سيارات الباص وثلاثة في سيارات المرسيدس العادية ، وهذه الطريقة تم استخدامها في ظل الظروف الطارئة التي جعلت المدير الفني للفريق أن يلجأ لها حتى يتمكن من تعريض فرق السعر في السولار ويقوم بالتعويض من خلال تحميل تلك الزيادة من الركاب وكذلك لسبب آخر وهو رأفة بالمواطنين الذين يتكدسون على الطرقات خاصة في أوقات الصباح وبعد الظهيرة فيما بين الساعة الثالثة والرابعة مساءً.

ونرى كذلك بأن كل سائق له فكره وطريقته الفنية لإدارة وقيادة السيارة وكثيراً ما يقيده وجود عنصر النساء من عدمه لأنهم من الممكن لو وجد نساء فإنهم يرفضون تحميل الرجال أو يكتفون بتحميل رجلين بالكرسي الأمامي حتى ينفذ طريقته الجديدة لأن من شروطها أن يكون المتواجدين من النساء جميعهم .

كما أنه أصبح السائقين يشترطون بأن تنزيل كافة ركابهم في موقف واحد فقط والأغلبية آخر موقف رسمي وهذا لا يمنع من التنزيل في طريقة أثناء السير على الطريق العام فقط دون أن يدخل في منعطفات وشوارع أخرى خلافاً عن خطه الرسمي .

اكتفي بهذا القدر من الوصف لتلك الطريقة الحديثة في اللعب وكذلك في تحميل الركاب نراها طريقة متشابهة ما بين الملعب والسيارة . إنها مأساة يعيشها شعب قطاع غزة وذلك بسبب تشديد واستمرار الحصار عليه والذي يعاني من الحصار المنوع في الأسلوب والطريقة واحتار المتكالبين والمتآمرين على قطاع غزة في كيفية تضييق الخناق على الشعب بشتى الوسائل حتى يرضخ للأجندات الصهيونية وما يحدث من منع دخول الوقود وعدم تشغيل الكهرباء ما هو إلا لون من ألوان الحصار والنيل من عزيمة هذا الشعب ، وما بعد الضيق إلا الفرج ، وإن من العسر يسر والتوكل على الله سبحانه وتعالى .