...

في ذكرى النكبة..


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل

 

 

في ذكرى النكبة

بقلم القاضي/علي الفرا

فلسطين بلد عربي اسلامي وطن لكل الفلسطينيين على مختلف دياناتهم ومذاهبهم ولا يملك أحد أيا كان التفريط في ذرة تراب من هذا الوطن الغالي. وهي الأرض المقدسة المباركة التي باركها الله سبحانه وتعالى من فوق سبع سموات بقوله عز وجل في الآية الأولى من سورة الاسراء"سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ". وهي مهد الرسالات ومسرى ومعراج النبي محمد صلى الله عليه وسلم, وهي أرض المحشر والمنشر.

بدأت نكبة فلسطين كما هو معروف تاريخيا بهزيمة الدولة العثمانية ووقوع فلسطين تحت الإنتداب البريطاني والذي أصدر وزير خارجيته بلفور عام 1917 وعده المشئوم والذي تعهدت بموجبه الحكومة البريطانيه بإنشاء دوله لليهود في فلسطين, ومنذ ذلك الوقت شهدت فلسطين العديد من الثورات المطالبة بمنع هجرة اليهود إلى فلسطين كثورة 1929, 1936 وغيرها من الأحداث التي شهدتها الساحة الفلسطينية إلى أن أصدر مجلس الأمن قراره رقم 181 عام 1947 بتقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية وبموجب ذلك القرار أقيمت دولة الكيان الصهيوني بتاريخ 15/5/1948 على تراب فلسطين وهجَّرت العصابات الصهيونيه حوالي سبعمائة وخمسين ألف فلسطيني من مدنهم وقراهم تحت سمع وبصر دول العالم ليصل عددهم الآن إلى ما يزيد على خمسة ملايين فلسطيني في شتى بقاع الأرض. ثم أصدرت الأمم المتحدة قرارها رقم 194 والذي أعطى الحق للفلسطينيين في العودة إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها والتعويض عما لحق بهم من خسائر جراء ذلك التهجير. ودخلت الجيوش العربية فلسطين بقصد تحريرها ولكن الهزيمة كانت لهم بالمرصاد.

 توالت الأحداث بعد الهجرة وتكونت فرق الفدائيين والتي أقضت مضاجع الاحتلال إلى أن وقع ما تبقى من فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة) تحت الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 لتصبح فلسطين بالأمل وطنا محتلا مغصوبا من قبل الكيان الصهيوني.

وكما هو معروف أصدر مجلس الأمن قراره الشهير رقم 242 والذي قرر بموجبه عودة القوات الإستعماريه إلى حدود الرابع من يونيو 1967 ثم القرار رقم 252 والذي يعترف بالقدس كوطن محتل شأنه شأن باقي الضفة الغربية. ولكن لم ينفذ شيء من ذلك .

ثم توالت العمليات الفدائية على بساطتها ضد قوات الإحتلال إلى ان اندلعت الإنتفاضة الأولى عام 1987 والتي كان من نتيجتها إتفاقية أوسلو والتي أنشئت بموجبها السلطة الوطنية الفلسطينية والتي دخلت قطاع غزة وأريحا عام 1994 بقيادة الزعيم الراحل ياسرعرفات. ثم اندلعت إنتفاضة الأقصى عام2000 والتي لم تنتهي بعد.

فلسطين هي أرض الآباء والأجداد.

فلسطين هي فلسطين ياسر عرفات وخليل الوزير وصلاح خلف وأحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي وصلاح شحاده وأبو علي مصطفى وفتحي شقاقي.

فلسطين هي فلسطين عز الدين القسام والحاج أمين الحسيني وعبدالقادر الحسيني وأحمد عبد العزيز.

فلسطين هي فلسطين ثورة 23 يوليو والتي فجرها زعيم الأمة جمال عبدالناصر والتي من أهم أسباب قيامها حرب فلسطين عام 1948 والتي خاضها عبدالناصر مع غيره في الفالوجة..

فلسطين هي فلسطين كل الشهداء والمناضلين والأحرار والقائمة تطول وتطول.

فلسطين هذا الوطن الغالي والذي تمر بنا ذكرى نكبته واحتلاله. فلسطين هذا الوطن الغالي الذي كان قضية دولية ثم قضية عربية ثم قضية فلسطين... فلسطين هذا الوطن الغالي لا يجوز إختزاله.

أقول ذلك وقلبي ينفطر عندما أرى طوابير السيارات تقف لينال كل سائق نصيبه من بضع لترات من السولار أو البنزين والناس لا هم لهم إلا السؤال عن البنزين و السولار والكهرباء: متى تأتي ومتى تنقطع؟؟!! هل نسينا أننا أصحاب وطن محتل ...هل نسينا أننا أبناء فلسطين وإختزلنا قضيتنا في السولار والبنزين والكهرباء ؟؟؟

ثم أقول لقيادات هذا الشعب المرابط الصابر الصامد رغم كل العواصف: هل نسيتم أنكم أبناء فلسطين وأصبح همكم المحافظة على الكراسي المهشمه التي تجلسون عليها؟؟

هل نسيتم أن القدس فلسطينية إسلامية عربية ؟؟ألا تسمعون صراخ الوطن ليلا ونهارا ينادي من ينقذه من براثن الاحتلال؟؟ هل نسيتم أنكم ستقفون بين يدي الله ليسألكم عما استرعاكم عليه؟؟ ترى بماذا ستجيبون؟؟يا قادة يا كرام لا يأتي التحرير إلا بوحدة الصف والكلمة ..

يا قاده يا كرام لا ينظر العالم لنا إلا إذا كنا يدا واحدة..

يا قادة يا كرام كفى فرقة وإنقسام...فالإحتلال يعيش أحلى لحظات حياته بإنقسامنا وفرقتنا..

كفى.. كفى.. كفى..ولتعد الوحدة لهذا الوطن ولنكن صفا واحدا في ذكرى نكبتنا ولنعمل سويا من أجل تحريرك يا فلسطين....