...

عن السلام الوطني أحدثكم


محمود رفيق الفرا

محاضر جامعي

التفاصيل

عن السلام الوطني أحدثكم

بقلم/ محمود رفيق الفرا

1.9.2012

 

تعود الحياة يوم غد بإذن الله تعالى إلى مدارسنا و مؤسساتنا التعليمية، و من جديد تعود عجلة الدراسة و ما يتعلق بها تتحرك تحركـا نمطيـا تقليديـا، و مما يظهر جليـا في هذه الأيام الوقوف تعظيمـا و احتراما و تقديرا للسلام الوطني الفلسطيني، فيقف كل من في المدرسـة متوجهين للعلم الفلسطيني بعيونهم و أجسادهم أحيانا يستمعون للسلام الوطني الفلسطيني، فيمنع الحديث بين الطلاب و تُمنع الحركة.

بحثت في الأمر و قرأت حوله ثم تدبرت أمره، فلم أجد أنَّ هذا الفعل على مدار سنين طويلة قد جعل الانتماء للوطن يزيد، أو جعل الموظفين إنتاجهم في تزايد، بل الأمور كما هي لا تتغير.

ثم بحثت مرة أخرى،  فوجدت أن هذا الفعل به الكثيـر من أسباب الفشـل و التراجع لاسيما و هو عمل حرمه أهل العلم بتحريم الله و رسوله، و حتى لا أطيل الحديث لكم فيما يلي أبرز أوجه ذلك التحريم و بعدها كيف يمكننا العلاج:

أولا/ لقد حُرمت علينا الموسيقى بأدلة كثيرة، و هذا السلام في غالب الأمر يتم الاستماع له مصَاحبـا بالموسيقى.

ثانيـا/ يعمل القائمون على ذلك إلى الإيحاء للناس بالعظمة و التبجيل لهذا السلام و هذه التحيـة فلا رفع للصوت و لا حديث جانبي و لا حركة غير النظر للعلم أو النظر للأمام، و هذا التعظيم و التبجيل لا ينبغي إلا لله تعالى، بل هو من تمام التوحيد الذي هو طوق النجاة لمن أراد الجنـة و النظر لوجه الله الكريم.

و السؤال الذي يطرح نفسـه الآن، ما الحل؟

أقول سائلا الله تعالى التوفيق، لا داعي للسلام الوطني من الأساس فهو ليس من أركان الإسلام و لا من شعب الإيمان التي ضُيعت، و إن كنا بحاجة لربط الناس بأوطانهم و قضاياهم فمن الممكن استبدال ذلك بأن يطلب من الحضور أن يدعو الله في سرهم بأن يتقبل شهداء الأمة و أن يكشف الله عنـا الهم وأن ينفس عنا الكرب.

و إن كان هذا الاقتراح غير مرضي للبعض على اعتبار أنه لا يظهر مظهرا و لا يعتبرا فقرة من فقرات طابور الصباح أو الاحتفالات و المراسم، فربما يكون فيما يلي حلا مناسبـا ذلك بأن يتم الاستماع للسلام الوطني الفلسطيني بلا موسيقى، وهو بذلك يصبح من باب الشعر الذي يدعو للجهاد و حب الأوطان و وفيا أعلم أن هذا متوفر و موجود، مع عدم مصاحبـة ذلك الوقوف تعظيما و تبجيلا، بل يُستمع له و الناس على حالهم من الجلوس، فهل السلام أعظم عندنا من كلام الله تعالى الذي نستمع له و نحن نجلس في مقاعدنا ؟

بالتأكيد لا أطلب هنا أن يتم إجلاس الطلبة في طابور الصباح فهم بالأصل وقوف، و لكني أتحدث عن الحالات الأخرى التي يطلب فيها من الحضور أن يقفوا تعظيما للسلام.

هذه رؤيتي و هذا ما أدين الله تعالى به، و أنا أوجه كلماتي هذه لكل الأطراف المعنيـة في الوزارات و المؤسسات و المدارس و الجامعات أن يتقوا الله تعالى فينا و في أنفسهم و في دينهم و أن يغلبوا الحق على الباطل، و لنعلم جميعا أن الأوطان و البلاد إذا تم وضعها في كفـة مقارنة مع الدين فإن الدين هو الذي لا بد أن يرجح و يتقدم.